آلاف المصريين على أبواب رفح رفضا لـ«التهجير».. خبيران يكشفان الدلالات
«تحت شعار لا للتهجير»، احتشد آلاف المصريين أمام معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة، متحدين في رفضهم لمخططات تهجير الفلسطينيين التي اقترحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
مشهد حاشد بالأعلام المصرية والفلسطينية وينبض بالكثير من الرسائل والدلالات التي تعبّر عن التلاحم الشعبي مع موقف القيادة المصرية الذي رفع «4 لاءات»، في وجه مساعي تصفية القضية الفلسطينية.
جاء الرفض المصري لتهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية، مع رفض إدارة إسرائيل أو مصر أو التواجد الدولي بغزة، لتمثل “4 لاءات مصرية” وتحدد خطوط القاهرة في الأزمة الراهنة.
دلالات
وحول دلالات حشود اليوم أمام معبر رفح، قال رئيس الاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية، وعضو مجلس النواب طلعت عبد القوي، في حديث لـ«العين الإخبارية»، إن تهجير الفلسطينيين يعني تصفية القضية الفلسطينية، لذلك جاء الموقف الرسمي المصري، الذي أعلنه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالرفض التام لتهجير الفلسطينيين.
وأوضح البرلماني المصري، أن الحشود التي تخرج من كل محافظات مصر تؤكد أن هذا هو الموقف الشعبي، ورأي المصريين، وليس موقف القيادة السياسية فقط.
وأشار إلى أن خروج هذه الحشود الكبيرة من المواطنين رسالة للعالم بأن رفض التهجير هو إرادة شعبية، وأن سيناء مصرية، و«الفلسطينيين لهم أرض مقدسة هم أولى بها»، مؤكدًا أن تلك التظاهرات بمثابة «رسالة احتجاج قوية ضد أي مقترحات أو أفكار تتحدث عن التهجير سواء لمصر أو الأردن، وبأنها ستواجه برفض شعبي قاطع».
وبحسب عبدالقوي، فإن تلك الحشود، هي بمثابة رسالة -كذلك- إلى الإدارة الأمريكية تؤكد على الموقف الشعبي الرافض لتهجير الفلسطينيين، مؤكدًا أن الاصطفاف الوطني من مختلف الأحزاب السياسية ضد التهجير تبين في جلسة مجلس النواب الأخيرة برفض مقترح التهجير، ودعم الشعب الفلسطيني.
وشارك في الوقفة عدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، ورؤساء أحزاب مصرية، وممثلون عن مختلف القوى السياسية على اختلاف انتماءاتها، فضلا عن أعداد كبيرة من المصريين، الرافضين لدعوات التهجير، والداعمين للموقف الرسمي المصري الرافض لأي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية.
وتابع: «هناك التفاف وطني كامل حول هذه القضية، ولن يختلف أحد حول هذا الموضوع»، مشيرا إلى أهمية التأكيد على أن الشعب المصري بأكمله يقف خلف القيادة السياسية بقيادة الرئيس السيسي.
وفي جلسة عامة وصفت بـ«التاريخية» عقدت مؤخرا، أكد مجلس النواب دعمه الكامل لجهود الرئيس السيسي في حماية الأمن القومي المصري، مشيدا بالدور المحوري الذي تقوم به الأجهزة المعنية بالأمن القومي المصري في إدارة الملف الفلسطيني ودفع مسارات التوافقات الفلسطينية – الفلسطينية.
وأكد المجلس موقفه الثابت والداعم لقضية الشعب الفلسطيني، والرافض لأي محاولات لتغيير الواقع الجغرافي والسياسي للقضية الفلسطينية، مشددا على أن الحل الوحيد لتحقيق السلام الدائم هو تنفيذ حل الدولتين بما يضمن للشعب الفلسطيني إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مناشدا المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته التاريخية تجاه الشعب الفلسطيني.
رسائل لأطراف عدة
بدوره، قال الدكتور بشير عبد الفتاح الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، في حديث لـ«العين الإخبارية»، إن خروج المصريين بهذه الحشود، تأكيد على حجم التوافق الكبير بين المصريين والقيادة السياسية، في رفض المخطط الأمريكي والإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين من غزة لمصر.
واضاف: موقف اليوم يعبر عن التلاحم الوطني والدعم الشعبي الهائل لقرار القيادة السياسية، لرفض التهجير، ما يعطي القيادة السياسية قوة كبيرة في مواجهة الضغوط، ويبعث برسالة قوية لواشنطن ومن خلفها إسرائيل بأن الرفض المصري لتهجير الفلسطينيين مدعوم شعبيا لذلك لا رجعة فيه أيا كان الثمن.
وأشار إلى أن «القيادة السياسية ماضية قدما مهما كانت الضغوط؛ لأن الظهير الشعبي يتفهم القرار وحيثياته ويتفهم الثمن الذي يمكن أن يدفع لهذا القرار».
وشدد الخبير السياسي بمركز الأهرام، على أن «أي محاولة لابتزاز مصر والضغط عليها ستكون كلفتها باهظة فيما يخص العلاقات مع الولايات المتحدة، بل ومصالحها في المنطقة».
تماه أمريكي
وفي تقدير عبد الفتاح فإن «لواشنطن مصالح عديدة مع القاهرة في المنطقة، ولا يمكن أن تضحي بها من أجل المطامع الإسرائيلية في تصفية القضية الفلسطينية، خاصة وأن التهجير وتصفية القضية، مشروع إسرائيلي وليس أمريكيا، تماهى معه دونالد ترامب».
وأضاف: «التماهي الأمريكي مع إسرائيل بمخطط التهجير أيضا، يقابل برفض دولي من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومن أصوات هامة ومؤثرة داخل الولايات المتحدة».
إزاء ذلك، أكد عبد الفتاح أن «هذا الدعم الشعبي المصري لقرار القيادة السياسية يبعث برسائل مهمة للأمريكيين، ويشكل ضغطا على الرئيس الأمريكي للتراجع عن دعم المخطط الإسرائيلي للتهجير، فليس كل ما يريده الأمريكيون يقبله العرب».
وكان ترامب قد طرح مقترحا عن أن مصر والأردن قد تضطران إلى قبول الفلسطينيين المرحلين من غزة، ما رفضه الرئيس السيسي بشدة، مؤكدًا أن مصر لن تشارك في أي مخطط لترحيل الفلسطينيين، معتبرًا ذلك «ظلمًا لا يمكن قبوله».
aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز