«أبين تقرأ».. يمنيون يتحدون الإرهاب بالإثراء المعرفي (صور)
لطالما ارتبط الإرهاب بأبين اليمنية إثر تحويلها من قبل القاعدة إلى بؤرة نشطة إلا أن شبابها ورجالها بعد هزيمة هذا التنظيم عادوا لممارسة طقوسهم في القراءة والتعليم.
مبادرة “أبين تقرأ” التي انطلقت مساء الأحد في مدينة جعار، أحد حواضر محافظة أبين، مثلت واحدة من أهم الفعاليات النادرة للإثراء المعرفي وإعادة صياغة المجتمع الأبيني بعيدا عن الإرهاب وتوحش تنظيم القاعدة، وفق مشاركين.
واجتمع عشرات الرجال والأطفال والنساء في حلقات دائرية لقراءة أكثر من 800 كتاب لطالما حظرتها تنظيمات الإرهاب على رأسها “مراحل تطور الأغنية في أبين” للباحث الموسيقي وسيم صالح، و”المدفون في الهواء” للشاعر هاشم المعلم و”الشائع من أمثال يافع” للدكتور علي صالح الخلاقي.
إعادة صياغة المجتمع
مسؤول الحقوق والحريات في نقابة الصحفيين الجنوبيين في أبين فيصل السعيدي قال إن “مبادرة أبين تقرأ والتي انطلقت بدعم من جمعيات ومؤسسات ومنظمات مجتمع مدني استهدفت “رفع الوعي لدى المجتمع بعيدا عن آفة المخدرات وحمل السلاح، والأشياء الضارة في المجتمع”.
وبحسب السعيدي في تصريح لـ”العين الإخبارية”، فإن مبادرة “أبين تقرأ” تعد دعوة مجتمعية “لإعادة الحياة، وإعادة صياغة المجتمع بطريقة سلمية، وبطريقة حضارية وراقية” بعيدا عن التنظيمات الإرهابية.
وأشار إلى أن “هجران الكتاب ساهم في تفشي الأمية إلى جانب غياب المكتبات العامة بما في ذلك في المدارس بحيث يطلع الطالب على حضارة الشعوب”.
وأكد أن هذه المبادرة النادرة والتي تأتي في خضم الحرب على الإرهاب تعد “بمثابة إعادة تشكيل الحياة وتذكير الناس بالكتاب لأنه أساس فهم العالم، وهو خير جليس وخير مؤنس للإنسان”:
وأعرب السعدي عن أمله “من السلطة المحلية والقيادات اليمنية للاهتمام بمثل هذه المبادرات ونقلها إلى مناطق أخرى بعد أن سيطر السلاح والإرهاب على عقول ومناطق البلاد وأصبح لغة العصر”، خصوصا في ظل الحرب التي تضرب البلاد.
من جهته، قال أديب فرفوت احد منظمي مبادرة أبين تقرأ، إن تنظيم المبادرة في مدينة جعار، حاضرة أبين على بحر العرب يعد “رسالة للجميع أن أبين تقرأ وليس موطنا للإرهاب وهي تبعث في نفوس الناس الأمل بأهمية القراءة لدى الأجيال”.
وشدد فرفوت لـ”العين الإخبارية” على أهمية دعم الجهات المختصة امثال هذه المبادرات والفعاليات والتي تمثل ركيزة للنهوض بالمجتمع بعيدا عن الضياع في قبضة الإرهاب والتطرف.
نبذ التطرف
القراءة هي مفتاح العلم والمعرفة بعيدا عن الإرهاب والتطرف، ووفقا للمحامي اليمني حسين هندي فإن مبادرة “أبين تقرأ تعد فعالية ” ضمن مجموعة فعاليات وهي حث الناس على القراءة ونشر الثقافة في أوساط المجتمع ونبذ التطرف”.
وأكد أن المبادرة “تأتي ضمن مبادرة اقرأ وهي فعالية طيبة تجمع الكبار والصغار الذكور والإناث، مشيرا إلى أهمية حضور الجهات المعنية لتضفي رونقا جميلا.
ودعا هندي في حديثه لـ”العين الإخبارية” لدعم أمثال هذه الفعاليات خاصة في محافظة أبين التي تعاني الكثير من المشاكل الأمنية، في إشارة لتنظيم القاعدة الذي يحاول العودة من بوابة الثغرات الأمنية وتحويلها إلى وكر للإرهاب.
في الصدد، قالت إحدى المشاركات في مبادرة أبين تقرأ وتدعى “عفاف أحمد سالم” إن المبادرة شكلت “لفتة بسيطة وجميلة لتحفيز الشباب والأطفال للقراءة” في خضم الوضع الراهن.
وأكدت سالم أن “العنصر النسائي كان مشاركا بقوام عددي أكثر من الرجال لأن الأم مدرسة لكي تحفز أولادها للقراءة والعلم”، مشيرة إلى أهمية تنوير الأطفال وتحفيزهم على الاطلاع في ظل الظروف الراهنة في أبين خاصة واليمن عامة.
وأبين هي بوابة عدن الشرقية ويعاني أهلها من تنظيم القاعدة الذي يفتك بالسكان، لكن مؤخرا تراجعت بشكل كبير بفعل جهود مكافحة الإرهاب للقوات الجنوبية بدعم إماراتي والذي ساهم في هزيمة القاعدة في أحد أكبر معاقلها الرئيسية في البلاد.
وخلال عامي 2022 و2023 والعام الجاري, ظلت محافظة أبين مسرحا رئيسيا لعمليات مكافحة الإرهاب للقوات الجنوبية وهي جهود فرضتها أساسا عودة الهجمات للتنظيم الإرهابي إلى جانب عزم وإرادة مشتركة لمجلس القيادة الرئاسي والمجلس الانتقالي في تجفيف منابع الإرهاب.
aXA6IDE5Mi4yNTAuMjM5LjExMCA= جزيرة ام اند امز