أزمة السودان.. «مأساة» في أم درمان ونيالا تحت الأنقاض
القتال يتصاعد في أم درمان غربي الخرطوم لينذر بمأساة بسبب الجوع والحصار، فيما تغرق نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور تحت ركام القصف.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، يشهد السودان صراعا بين الجيش وقوات “الدعم السريع”، في اقتتال خلَّف أكثر من 9 آلاف قتيل، وما يزيد على 6 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، وفق الأمم المتحدة.
وفي تطور لافت للكارثة، تصاعدت حدة الاقتتال في السودان، وخصوصا بمدينة أم درمان غربي العاصمة، كما شهدت مدينة نيالا قصفا بالطيران الحربي، أدى إلى مقتل وإصابة 118 شخصا في حصيلة أولية.
وفي بيان صدر الجمعة، واطلعت عليه “العين الإخبارية”، قالت قوات “الدعم السريع”: “قصف طيران الفلول صباح اليوم عددا من الأحياء السكنية بمدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور”.
وأضاف البيان أن “القصف استهدف أحياء الرياض والخرطوم وسوق دوماية، مما تسبب في مقتل وإصابة 118 شخصا حسب الحصيلة الأولية، بينهم نساء وأطفال، وتدمير عدد كبير من المنازل بشكل كامل”.
وتابع أن “هذه جريمة مروعة تأتي ضمن سلسلة طويلة من الجرائم الوحشية التي ظلت ترتكبها مليشيات البرهان وكتائب النظام البائد”.
واعتبر أنه “بات واضحا أن هذه الأعمال الإجرامية يتم تنفيذها بشكل انتقائي وفق أهداف مرسومة لترويع وتهجير سكان نيالا الذين ينعمون بالأمن والاستقرار بعد تحرير المدينة من دنس الفلول المتطرفين”، بحسب البيان.
اشتباكات عنيفة
كما تجددت الاشتباكات العنيفة بين الجيش وقوات “الدعم السريع”، اليوم، بمناطق متفرقة من العاصمة الخرطوم، في مدينة أم درمان و”سلاح المدرعات” جنوبي المدينة، بعد هدوء نسبي شهدته خلال الأيام الماضية.
وأبلغت مصادر عسكرية “العين الإخبارية”، باحتدام المعارك في منطقة السوق الشعبي وستاد الهلال وسوق أم درمان.
وحسب المصادر العسكرية، فإن الجيش يحاول الاستمرار في التقدم نحو شارع العرضة والسيطرة على مساراته، لعزل قوات “الدعم السريع” الموجودة في أحياء أم درمان القديمة ومباني الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون.
وأوضحت أن الهدف الاستراتيجي للجيش يكمن في ربط قواته المتقدمة من محلية كرري شمالي أم درمان، مع قواته الموجودة في “سلاح المهندسين”، لعزل قوات “الدعم السريع” عن بعضها البعض في جزر معزولة ليسهل استهدافها.
وقال الإعلام العسكري التابع للجيش، عبر منصاته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إن قوات العمل الخاص بمنطقة أم درمان العسكرية نفذت هجوما على قوات الدعم السريع.
وعلى مدى أسابيع، احتدمت المعارك بين الطرفين بمنطقة أم درمان القديمة، وأجزاء واسعة من محلية أم بدة غربي أم درمان، وخصوصا حول الحارات الأولى والرابعة والـ18 بالقرب من جسر ود البشير الرابط بين محليتي أم درمان وأم بدة.
كما وقعت اشتباكات في الحارات المتاخمة لمحلية كرري الخاضعة كليا لسيطرة القوات المسلحة.
“مأساة”
تقول المواطنة السودانية عبير يوسف، إن “الاشتباكات المتواصلة بمدينة أم درمان تسببت في مأساة إنسانية جراء انعدام الغذاء وانقطاع الكهرباء والمياه”.
وأشارت، في حديثها لـ”العين الإخبارية”، إلى أن مناطق أم درمان تعاني انقطاع شبكات الاتصال والإنترنت، وندرة كبيرة في السلع الغذائية.
وتتعاظم المخاوف من انتقال الحرب إلى الولايات الآمنة، مثل القضارف وكسلا وبورتسودان (شرق) والشمالية ونهر النيل (شمال)، والنيل الأزرق (جنوب شرق).
وانتقدت قوى سياسية بشدة عمليات تسليح المدنيين خوفا من اندلاع حرب أهلية تشعل الحريق في كل ولايات السودان الـ18، ما يصعب عملية جمع السلاح في أعقاب تحقيق أي عملية للسلام في المستقبل.
aXA6IDE5Mi4yNTAuMjM5LjExMCA=
جزيرة ام اند امز