أمريكا تفلت من «الإغلاق الحكومي» بميزانية مؤقتة

أقر مجلس الشيوخ الأمريكي الجمعة ميزانية مؤقتة تجنب الإدارة الفيدرالية الشلل أو ما يعرف بـ”الإغلاق الحكومي”.
وحظي النص الذي يموّل الحكومة الفيدرالية الأمريكية حتى سبتمبر/أيلول بتأييد الرئيس دونالد ترامب الذي يتعين عليه الآن توقيعه، وفقا لـ”فرانس برس”.
لكنه قوبل بانتقادات شديدة من المعارضة الديمقراطية التي دانت التخفيضات الكبيرة المقررة في بعض مجالات الإنفاق العام.
وكانت الإدارات الفيدرالية الأمريكية تواجه الجمعة خطر الإغلاق بعدما هدد الديمقراطيون المستاؤون من اقتطاعات الإنفاق التي أقرها ترامب بعرقلة خططه للتمويل الفيدرالي.
سياسة سيئة
وقال السيناتور الديمقراطي تشاك شومر والذي طالما شدد على أن الإغلاق الحكومي سياسة سيئة، إنه سيؤيد مشروع القانون المقترح، ما اعتُبر خطوة نحو تحسين فرص إقراره.
وقال شومر في قاعة المجلس إن “ترامب وقادة الجمهوريين لا يريدون أكثر من جرّنا إلى وحل الإغلاق الحكومي الطويل الأمد. بالنسبة إلى دونالد ترامب، سيكون الإغلاق بمثابة هدية”.
وأضاف “سيكون هذا أفضل تشتيت للانتباه عن أجندته المريعة. الآن دونالد ترامب هو من يتحكم بالفوضى الحكومية”.
وانضم إليه جون فيترمان من بنسلفانيا فيما بدا أن ديمقراطيين آخرين مستعدون للتراجع مخافة إلقاء اللوم عليهم في حال حدوث إغلاق من دون مخرج واضح.
غير أن شومر لم يبلغ مؤيديه صراحةً أي اتجاه يمكن أن يتخذونه، قائلا للصحافيين “كلٌّ يتخذ قراره” ما زاد منسوب الترقب للتصويت.
تأثير الإغلاق
وشهدت الولايات المتحدة أربع عمليات إغلاق تأثرت فيها الخدمات لأكثر من يوم عمل، كان آخرها خلال ولاية ترامب الأولى (2017 – 2021).
وخلال هذه الفترة، يُمكن تسريح ما يصل إلى 900 ألف موظف فيدرالي مؤقتا، بينما يعمل مليون آخرون يُعتبرون من العمال الأساسيين، من مراقبي الحركة الجوية إلى الشرطة بلا أجور.
ويُغطي القانون الضمان الاجتماعي وغيره من المزايا، ولكن عادة ما يحصل تأخير في بعض الخدمات، مع إغلاق حدائق وتوقف عمليات التدقيق في سلامة الأغذية.
وتركّز الخلاف الأخير على إدارة الكفاءة الحكومية (DOGE) التي يقودها بشكل غير رسمي قطب الأعمال الملياردير إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم.
وتسعى هذه الإدارة إلى خفض الإنفاق الفيدرالي بمقدار تريليون دولار هذا العام وتقول إنها تمكنت من توفير أكثر من 100 مليار دولار.
والقاعدة الشعبية للديمقراطيين الغاضبين ممن يعتبرون أنها حملة مخالفة للقانون من جانب الرئيس التنفيذي لشركة “تسلا” على البيروقراطية الفيدرالية، يريدون أن يبذل قادتهم قصارى جهدهم لتحدي إدارة الكفاءة الحكومية وترامب.
وحذر العديد من كبار الشخصيات في الحزب من أن الشلل الحكومي قد يصبّ في مصلحة ماسك، ما سيصرف الانتباه عن إجراءات إدارة الكفاءة الحكومية التي لا تحظى بشعبية، ويسهل عليه الإعلان عن مزيد من عمليات التسريح.
حسم القرار
وعبّر الجمهوريون عن ثقتهم في توفير الدعم الديمقراطي اللازم، إذ يواجه العديد من أعضاء مجلس الشيوخ المعارضين معارك إعادة انتخاب صعبة في انتخابات التجديد النصفي لعام 2026، ويخشون أن يوجه إليهم اللوم في حال حدوث فوضى في الكونغرس.
مع ذلك صرح السناتور عن جورجيا جون أوسوف، وهو ممن يواجهون معركة انتخابية صعبة، بأنه سيصوت بالرفض، منتقدا واضعي مشروع القانون الجمهوريين لفشلهم في “ضبط إدارة ترامب المتهورة والخارجة عن السيطرة”.
لكن جون ثون زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ حذر الديمقراطيين من أن “الوقت حان ليحسموا قرارهم”. وقال إن “على الديمقراطيين أن يقرروا ما إذا كانوا سيدعمون مشروع قانون التمويل هذا، أم سيُعطّلون الحكومة”.
نزاع متكرر
وأقرّ مجلس النواب الأميركي الذي يهيمن عليه الجمهوريون الثلاثاء مشروع قانون يموّل جزئيا الحكومة الفيدرالية حتى سبتمبر بهدف تجنّب “الإغلاق” الذي يسعى ترامب بكل ما أوتي من قوة إلى تفاديه.
وبعد إقراره في المجلس الثلاثاء بغالبية 217 نائبا مقابل 213 نائبا صوّتوا ضدّه، أحيل مشروع القانون إلى مجلس الشيوخ.
وتمويل الإدارات الفيدرالية موضوع نزاع متكرر في الولايات المتحدة، وتدور بشأنه خلافات حتى داخل المعسكر الجمهوري بين المحافظين المعتدلين وأنصار ترامب الداعين إلى تقليص كبير في الإنفاق الفيدرالي.
aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز