اخبار لايف

أمريكا تكرر سيناريو فيتنام بآسيا.. انسحاب ناعم يفسح الساحة للصين


يثير تراجع الولايات المتحدة عن تقديم المساعدات ودعم القيم الديمقراطية مشاعر عميقة وارتباكا في آسيا.

فقبل 50 عامًا، انسحبت الولايات المتحدة من فيتنام لتغلق الفصل «الأكثر إذلالاً» في التاريخ الأمريكي، واليوم أصبح واضحاً كيف تتعلم آسيا العيش، إن لم يكن بدون الأمريكيين، فمع قوة عظمى جديدة هي الصين.

ويبدو أن تردد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الرسوم الجمركية، وتقليص الدبلوماسية الأمريكية، وتفكيك وكالة المعونة الأمريكية ومعها مئات البرامج في آسيا أصبح يمثل انسحابا آخر لم تفرضه القوة العسكرية، وفقا لما ذكرته هانا بيتش مراسلة صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية من آسيا.

وفي تقريرها، قالت بيتش إنه عندما ضرب زلزال ميانمار أواخر مارس/آذار الماضي، وأودى بحياة أكثر من 3700 شخص، كانت الولايات المتحدة أبطأ بكثير من الصين في إرسال المساعدات قبل أن تطرد الدولة الآسيوية عمال الإغاثة الأمريكيين أثناء وجودهم على الأرض هناك.

ونقلت بيتش عن كو أونغ ناينغ سان، أحد سكان ساغاينغ، مركز الزلزال المدمر قوله “كانت أمريكا في الماضي رمزًا للأمل والديمقراطية، لكنها الآن غائبة عنا عندما كنا في أمسّ الحاجة إليها.. أرسلت الصين المساعدة بسرعة”.

ومع ذلك، شكك أونغ ناينغ سان في نوايا بكين بشأن بلاده وأعرب عن قلقه من نهب الصين لموارد ميانمار الطبيعية، وناشد الولايات المتحدة المساعدة.

وقبل 4 سنوات، عندما أطاح المجلس العسكري بزعماء ميانمار توسل مؤيدو للديمقراطية إلى الولايات المتحدة أن تفعل أي شئ لكن واشنطن لن تتدخل في ميانمار لأن دخول مستنقع آخر في جنوب شرق آسيا هو آخر ما تريده أي إدارة أمريكية.

ومع ذلك فإن المثل العليا والصور الأمريكية، لا تزال تتردد أصداؤها في الخارج من هوليوود إلى الجينز الأزرق إلى مفاهيم الحرية بحسب تعبير بيتش التي أشارت إلى مقابلة أجرتها في مارس/آذار الماضي مع الجنرال تشوم سوتشيت، نائب وزير الدفاع الكمبودي.

وقالت بيتش إن الولايات المتحدة ساعدت في تجديد أجزاء من قاعدة عسكرية لكن الحكومة الكمبودية لجأت لاحقًا إلى الصين لتحديثها بالكامل وتم هدم البناء الأمريكي، وفي أوائل أبريل/نيسان الماضي تم الكشف عن المنشأة الصينية بحضور ضباط عسكريين صينيين.

وذكرت بيتش إلى أن الجنرال سألها بقلقٍ مُفاجئ “ديمقراطيتك الأمريكية، هل أصبحت صعبة بعض الشيء الآن؟ وقال: نحن نُطوّر ديمقراطيتنا، مثل أمريكا، لكننا نحتاج أولًا إلى السلام والاستقرار”.

وأضافت بيتش أن إشارة نائب وزير الدفاع الكمبودي إلى الديمقراطية الأمريكية كانت تحمل في طياتها شيئًا راسخًا في المثل العليا.

aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز US

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى