أنماط التعلق لدى الأطفال.. ما هو دور العامل الوراثي وتأثيره في التنظيم العاطفي؟
الأحد 15/ديسمبر/2024 – 05:12 م
تؤثر أنماط التعلق التي تتطور في التفاعلات المبكرة مع مقدمي الرعاية بشكل كبير على قدرة الطفل على تنظيم عواطفه، فالتعلق الآمن، الذي ينبع من الرعاية المتجاوبة، يوفر المرونة العاطفية، ما يمكن الأطفال من التعامل مع ضغوط الحياة وتحدياتها بفعالية، وعلى العكس من ذلك فإن أنماط التعلق غير الآمنة التي تتسم بالتوجهات القلقة أو التجنبية قد تؤدي إلى استجابات عاطفية غير مستقرة أو منعزلة.
أنماط التعلق لدى الأطفال
وفقًا لـ news18، تؤكد الدراسات الحديثة على التفاعل بين العوامل الوراثية وأنماط التعلق في تشكيل التنظيم العاطفي، حيث تلعب العوامل الوراثية دورًا حاسمًا في تحديد مزاج الطفل، ما يجعل بعض الأطفال أكثر استعدادًا لاضطرابات التعلق العاطفي.
وعلى سبيل المثال، تؤثر متغيرات جين مستقبل الأوكسيتوسين (OXTR) على الثقة والأمان العاطفي، في حين ترتبط متغيرات جين مستقبل الدوبامين (DRD4) بارتفاع التفاعل العاطفي، ومع ذلك يمكن للرعاية التنموية أن تخفف من هذه المخاطر الوراثية، ما يؤكد أهمية التدخل المبكر.
وأوضح الخبراء أن أنماط التعلق تشبه المخطط العاطفي لحياة الطفل، وتشكل كيفية إدراكه واستجابته للعالم، وتلعب الجينات دورًا أساسيًا وتؤثر على سمات مثل الحساسية والمرونة، ولذلك فإن جودة الرعاية الممتازة هي التي تعمل كمهندس نهائي.
تأثير العامل الوراثي في أنماط التعلق
ولكن الأنماط غير الآمنة يمكن أن تخلق نقاط ضعف، وخاصة في المواقف عالية الضغط، لذا من الضروري أن نفهم أن الجينات ليست قدرًا، فالتفاعلات الإيجابية والمتسقة يمكن أن توازن الاستعدادات الوراثية، وتعزز الاستجابات العاطفية الأكثر صحة.
ويؤكد الخبراء أنه في حين أن العوامل الوراثية تحدد المسار، فإن جودة الرعاية تشكل أهمية محورية في تحديد النتائج العاطفية، ومن خلال فهم ومعالجة التفاعل بين العوامل الوراثية والتعلق، يمكن للآباء والمعلمين ومحترفي الصحة العقلية خلق بيئات تعزز النمو العاطفي الصحي، وتزويد الأطفال بالأدوات التي يحتاجون إليها للنجاح.