«إخضاع» الكونغرس.. معركة ترامب والجمهوريين
يسعى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لإخضاع الكونغرس الذي تقوده أغلبية جمهورية، ويختبر حاليا حدود ما سيقبله المشرعون.
كانت الجولة الأولى في المعركة بين ترامب والجمهوريين في الكونغرس حول تعيين النائب السابق مات غيتز وزيرا للعدل، وهي التجربة التي أعطت تلميحات مبكرة عن كيفية استجابة المشرعين الجمهوريين في الجولات القادمة من المعركة، فيما يتعلق بترشيحات ترامب الأخرى المثيرة للجدل وبشأن الإنفاق الفيدرالي.
وخلال هذه الجولة، اختار أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون، المقاومة الهادئة فكانت معارضتهم غير علنية، حيث قدموا النصح لترامب خلف الكواليس، على أمل أن يستسلم قبل أن يضطروا إما إلى الانحناء له أو تحديه صراحة، وفقا لما ذكرته مجلة “بوليتيكو” الأمريكية.
وبعد وقت قصير من إعلان غيتز الانسحاب من الترشيح لوزارة العدل، قال السيناتور الجمهوري مايك راوندز :”يتحمل مجلس الشيوخ مسؤولية تقديم المشورة أوالموافقة وفي هذه الحالة بالذات، أعتقد أنه تم تقديم المشورة، بدلاً من الموافقة”.
ولن يكون غيتز المثال الأخير الذي يختبر استراتيجية الجمهوريين في الكونغرس حيث يواجه زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ القادم جون ثون، سلسلة من المشكلات بشأن مرشحي ترامب مثيرى الجدل؛ مثل: بيث هيجسيث المرشح لمنصب وزير الدفاع والذي تلاحقه «مزاعم اعتداء جنسي».
وهناك معركة الإنفاق والذي يمكن القول إنه أهم مسؤولية للكونغرس، فمع اقتراب الموعد النهائي للإغلاق، أبقى رئيس مجلس النواب مايك جونسون، الأمر في حالة من الغموض، حيث يترك لترامب تفضيلاته لصفقة التمويل.
وأوضح حلفاء الرئيس المنتخب من خارج الحكومة أنهم يريدون الالتفاف على السلطة الدستورية التي يضمنها الكونغرس للسيطرة على الإنفاق الفيدرالي.
عودة ترامب
ومن المتوقع أن تبدو عودة ترامب إلى البيت الأبيض مختلفة تماما عن ولايته الأولى التي بدأها في 2017 عندما كان يعرف القليل عن طرق الكونغرس، وكان يكافح مع التكتيكات المطلوبة لدفع أجندة تشريعية.
وستكشف الأشهر المقبلة ما إذا كان حلفاء ترامب الكثيرون في الكونغرس قادرين على توجيه طموحاته بشكل أكثر فعالية.
وقال السيناتور الجمهوري ماركوين مولين وهو حليف وثيق لترامب: “لن يكون هناك اختلاف بيننا وبين الرئيس المنتخب فيما يتعلق بالسياسة، والمضي قدما في السياسة الخارجية، والتمويل أو أي شيء آخر”.
ومن المرجح أن يكون لترامب أعظم تأثير في مجلس النواب، وخاصة مع قيادة جونسون للمجلس حيث تبدو مصائرهم متشابكة بشكل وثيق، فيحتاج جونسون إلى دعم الرئيس المنتخب للاحتفاظ بمنصبه.
وحتى الجمهوريون الذين كانوا شرسين في العلن بشأن إصلاح عملية الإنفاق يمنحون ترامب حرية التصرف في كيفية التعامل مع معركة تمويل الحكومة القادمة.
وقال أحد كبار أعضاء مجلس النواب الجمهوريين، الذي طلب عدم الكشف عن هويته “لديك فقط مجلس ترامب، لأن معظم الأشخاص الذين جاءوا جاءوا معه في أعلى القائمة”.
انقسامات سياسية
وفي حين لم يعارض المشرعون صراحة الجهود الرامية إلى السماح للسلطة التنفيذية باتخاذ المزيد من قرارات التمويل، إلا أن هناك بالفعل انقسامات سياسية ناشئة بين المشرعين وترامب بشأن الإنفاق فضلاً عن الترحيل الجماعي والتعريفات الجمركية والمساعدات الإضافية لأوكرانيا.
وقبل أيام، قال السيناتور الجمهوري راند بول المعروف بميوله الليبرالية إن خطة ترامب لاستخدام الجيش لتنفيذ عمليات ترحيل جماعي للمهاجرين غير المسجلين ستكون “خطأً فادحًا”.
لكن الطريقة التي يتعامل بها الجمهوريون مع المعارك المختلفة ستكون اختبارًا مبكرًا لمدى استعدادهم للانحناء لجهود ترامب للسيطرة عليهم.
وفي حين ربط جونسون نفسه ارتباطًا وثيقًا بترامب، عمل ثون على إصلاح علاقتهما وبالفعل حصل مؤخرًا على إشادة من الرئيس المنتخب على وسائل التواصل الاجتماعي.
درس لترامب
وردا على سؤال عما إذا كان هناك درس يجب أن يتعلمه ترامب من انسحاب غيتز، قال رئيس لجنة القضاء في مجلس الشيوخ القادم السيناتور الجمهوري تشاك جراسلي “إن الدرس الوحيد الذي تعلمه هو أن ترامب لديه الحق الدستوري في الترشيح.. ولدينا المسؤولية الدستورية للتأكيد” وأضاف “كل منا يتعامل مع وظائفه بشكل منفصل”.
وخلال ولاية ترامب الأولى، كان لديه العديد من الصدامات بشأن الإنفاق مع المحافظين في الكونغرس قبل أن يبدأ الكثيرون في التحالف معه والآن أصبح من المعروف على نطاق واسع أن الرئيس المنتخب قادر على صنع أو تدمير المسيرة السياسية لأي شخص.
aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA==
جزيرة ام اند امز