«إزالة الأخشاب الميتة».. طريقة فعالة في إدارة حرائق الغابات

تشتهر الولايات المتحدة الأمريكية بحرائق الغابات التي يصعب قمعها، لعل أقربها حرائق كاليفورنيا التي تسببت في خسائر تزيد عن 250 مليار دولار.
على الرغم من الجهود المبذولة لقمع مثل تلك الحرائق الضخمة، إلا أنها تخرج عن السيطرة في كثير من الأحيان، وازدادت حدتها مع تفاقم ظاهرة الاحترار العالمي؛ إذ تجاوز متوسط درجات الحرارة العالمية في 2024 نحو 1.55 درجة مئوية، وهو ما يعني أنّ ميزانية الكربون المتبقية قليلة وتزداد صعوبة تحقيق الهدف الأبرز في “اتفاق باريس”، وهو عدم تجاوز متوسط درجات الحرارة العالمية 1.5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الصناعة بحلول 2030.
ولأنّ حرائق الغابات تتسبب في دمار يصعب تعويضه؛ إذ تفقد الأنواع الحية بمختلف أنواعها موائلها، وتُهدر كميات هائلة من التربة والثروات الطبيعية وتؤدي إلى تدهور جودة الهواء وتقليل الرؤية ومخاطر صحية جسيمة في الجهاز التنفسي ومئات الوفيات؛ يسعى العالم والدول التي تملك غابات على أرضها إلى تعزيز إدارة حرائق الغابات.
لذلك، يُوجه العلماء والباحثون جهودهم لدراسة ذلك الأمر بعمق وبأبعاد علمية. خاصة وأنّ إدارة حرائق الغابات يساهم في تعزيز قدرتها على امتصاص وتخزين غاز ثاني أكسيد الكربون، أحد الغازات الدفيئة البارزة.
وفي هذا الصدد، أجرت مجموعة بحثية من جامعة فلوريدا أتلانتيك بالولايات المتحدة الأمريكية دراسة لاستكشاف أبرز الطرائق الفعالة في إدارة حرائق الغابات غرب الولايات المتحدة.
ووجدوا أنّ الأخشاب الميتة؛ أي بقايا الأشجار أو النباتات الملقاه في أرضية الغابات، والتي يمكنها أن تلعب دور الوقود المغذي لحرائق الغابات، قد تساهم إزالتها في تقليل مخاطر الحرائق. ونشر الباحثون دراستهم في “جورنال أوف إنفيرونمنتال مانيجمينت” (Journal of Environmental Management) في 2025.
السكان الأصليون
يبرز السكان الأصليون بأزيائهم المميزة في مؤتمرات الأطراف المعنية بتغير المناخ، وهم يمثلون مجموعات اجتماعية وثقافية مميزة، يرتبطون بالأراضي والطبيعة التي نزحوا منها. مثل القبائل التي ما زالت تعيش حتى اليوم في الغابات بعادات وتقاليد مميزة.
لطالما كان السكان الأصليون ملهمين في الحلول البيئية؛ فلديهم العديد من الممارسات التي تساهم في تشكيل وإدارة النظم البيئية بل وإدارة حرائق الغابات، مثل الحرق الخاضع للرقابة، والذي من خلاله يجمعون المنتجات غير الخشبية للحطب والأدوات الأخرى لاستخدامها في حياتهم، وتلك العادات ساهمت تشكيل تقنيات إدارة الغابات الحديثة، وهو ما ألهم الباحثين لدراسة مدى تأثير جمع الأخشاب الميتة الملقاه على أرضية الغابات وتخفيف بعض أخشاب الأشجار كالأغصان للحد من حرائق الغابات وانبعاثاتها.
إزالة وتخفيف
حقق الباحثون في مدى تأثير إزالة الخشب الميت من الفروع والأشجار الميتة والمتساقطة على تقليل مخاطر حرائق الغابات وتعزيز عزل وتخزين الكربون في منطقة “سييرا نيفادا”، وهي منطقة سلاسل جبلية بين ولايتي كاليفورنيا ونيفادا. وبدأوا في عملية محاكاة تتضمن 8 لمعالجات مختلفة.
وجد الباحثون أنّ الاستراتيجية الأكثر فعالية هي الجمع بين حصاد الأخشاب الميتة وتخفيف بعض أخشاب الأغصان والفروع الميتة للأشجار. هذا بدوره يقلل من مخاطر عديدة مثل موت الأشجار أو الحرائق. من جانب آخر، توفر تلك الاستراتيجية عزل الكربون واحتجازه، ما يساهم في الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة ويعزز جودة التربة.
إنّ مثل تلك الأبحاث من شأنها أن تساهم في تقديم الحلول والعلاجات اللازمة للحد من حرائق الغابات التي باتت كارثة يعاني منها الكوكب اليوم؛ خاصة في ظل تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.
aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز