إسرائيل ولبنان بمفترق الحرب.. نحو ترتيب أم تصعيد؟
النيران لا تلتهم الجبهة الشمالية الفاصلة بين إسرائيل ولبنان فحسب، وإنما تسري ألسنة لهيب قد تدق طبول الحرب في منطقة يكبلها التوتر.
ولم تعد تصريحات الحرب تقتصر على وزراء اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية بل تعدتها لتصل إلى قائد الجيش والوزير في المجلس الوزاري الحربي بيني غانتس.
فإسرائيل المنشغلة منذ يومين بحرائق لا تتوقف في البلدات القريبة من الحدود اللبنانية، تنام وتصحى على إطلاق الصواريخ والمسيرات المفخخة.
تطور استدعى من الوزير في المجلس الوزاري الحربي بيني غانتس طلب لقاء سريع للمجلس الذي يرأسه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من أجل اتخاذ القرارات.
وسارع وزير المالية ورئيس حزب “الصهيونية الدينية” اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش إلى التعقيب بالقول: “حان وقت الأفعال وليس الأقوال”.
أما وزير الأمن القومي ورئيس حزب “القوة اليهودية” اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، فقد توجه إلى “كريات شمونه” الحدودية، ومن هناك قال: “لا يمكن أن تكون أرضنا مستهدفة، ويكون هناك سلام في لبنان، نحن بحاجة إلى حرق جميع معاقل حزب الله وتدميرها.. حرب”.
نقطة القرار وشيكة
غير أن التهديدات لم تقتصر على المسؤولين السياسيين وإنما تعدتها إلى قمة الهرم في الجيش الإسرائيلي.
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي: “نقترب من النقطة التي سيتوجب فيها اتخاذ القرار، الجيش جاهز ومستعد للانتقال إلى الهجوم”.
تصريحات هاليفي جاءت بعد جولة وجلسة لتقييم الوضع مع قائد قوات الإطفاء في قاعدة غيبور في الشمال بمشاركة قائد فرقة الجليل وقادة آخرين.
بعد ذلك، التقى القادة مع القوات التي عملت أمس على إطفاء الحرائق في الشمال، ثم تحدث مع قادة لواء غولاني الموجودين حاليا على الحدود الشمالية.
وأضاف: “نحن نهاجم حزب الله على مدار ثمانية أشهر، إذ يدفع ثمنًا باهظًا جدًّا جدًّا”.
ولاحظ هاليفي أن “حزب الله قام برفع الوتيرة في الأيام الأخيرة، ونحن مستعدون بعد عملية جيدة جدا شملت التدريبات حتى تمرين على مستوى قيادة الأركان حول الانتقال إلى الهجوم في الشمال”.
وتابع بلهجة تهديد: “حالة دفاعية قوية والاستعداد للهجوم نحن نقترب من نقطة اتخاذ القرار”.
الترتيب أو التصعيد
ومن جهته، أعلن الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية، بيني غانتس، أن التوترات على الحدود الشمالية سيتم التعامل معها بحلول بداية العام الدراسي المقبل “سواء من خلال ترتيبات دبلوماسية أو تصعيد عسكري”.
وقال للصحفيين على الحدود الشمالية: “لقد انخرطت منذ أشهر في صراع مع رئيس الوزراء ومع الجميع، إذ إنه بحلول الأول من سبتمبر/أيلول، سننتهي هنا وسنكون قادرين على التعامل مع شيء جديد. ستمر إما بالترتيب وإما بالتصعيد، لكن لا يمكن أن نخسر سنة أخرى”.
وأضاف: “بصراحة، كان على [نتنياهو] أن يكون هنا اليوم. من يشم رائحة النار، ومن يسمع صرخات السكان، ومن يتحدث مع القادة المحليين، يمكنه القيادة”.
غالانت يقيّم
أما وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت فعقد جلسة تقييم الوضع في مقر الفرقة 91 للجيش الإسرائيلي في شمال إسرائيل.
وقال مكتبه في بيان تلقت “العين الإخبارية” نسخة منه: “ناقش الوزير غالانت والقادة الجهود العملياتية والاستخباراتية التي يبذلها الجيش الإسرائيلي في مواجهة عدوان حزب الله، والجهود المستمرة لإحباط إرهابيي حزب الله واستعداد القوات لعمليات ضد حزب الله”.
وكما هو الحال خلال اليومين الماضيين، فإن صفارات الإنذار لم تتوقف في البلدات الإسرائيلية الحدودية تارة محذرة من صاروخ وتارة أخرى من مسيرة مفخخة.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان تلقت “العين الإخبارية” نسخة منه: “اعترضت الدفاعات الجوية بنجاح فوق المجال البحري لمدينة نهاريا هدفًا جويًا مشبوهًا اجتاز من لبنان، إذ لم يتم تفعيل الإنذارات وفق السياسة المتبعة”.
وأضاف: “متابعة للإنذارات خشية تسلل قطعة جوية معادية شمال البلاد أطلقت صواريخ اعتراض من منطقة مدينة صفد نحو هدف جوي اتضح فيما بعد أنه هدف كاذب. نتيجة شظايا صواريخ الاعتراض أصيب جندي احتياط بجروح متوسطة ونقل لتلقي العلاج في المستشفى”.
وتابع: “سقط اليوم هدف جوي مشبوه اجتاز لبنان من ناحية منطقة جبل الشيخ دون وقوع إصابات. الحادث قيد التحقيق”.
وفي المقابل، أعلن أن “طائرة لسلاح الجو أغارت في وقت سابق الثلاثاء وقضت على مسلح لحزب الله في الناقورة جنوب لبنان”.
كما أغارت طائرات حربية على بنية تحتية لحزب الله في عيتا الشعب والعديسة جنوب لبنان، وبالإضافة إلى ذلك قصف الجيش بالمدفعية لإزالة تهديد في كفر شوبا وشيحين وحولا ورشيا الفخار ومجدل زون، وفق المصدر نفسه.
جبهة مشتعلة
تعمل طواقم الإطفاء الإسرائيلية منذ أمس الإثنين على محاولة إطفاء الحرائق التي اندلعت في 5 مواقع.
وقالت مصلحة الإطفاء الإسرائيلية في بيان تلقت “العين الإخبارية” نسخة منه: “في كريات شمونة، المنارة، وكفر جلعادي، فإن الحريق تحت سيطرة فرقة الإطفاء وتحت المراقبة”.
وأضافت: “في هذه المرحلة، يركز رجال الإطفاء جهودهم على حدثين رئيسيين: في كيرين نفتالي حيث لا تزال 10 فرق من رجال الإطفاء تكافح النيران، إذ يتطور الحريق نتيجة الرياح على المنحدر والغابة الجافة”.
وتابعت أن “مركبات الجيش الإسرائيلي في طريقها إلى منطقة إطلاق النار لمساعدة القوات ولم تتم السيطرة عليها بعد”.
ولفتت إلى أن المنطقة الثانية هي “غابة بيريا”، إذ تعمل 10 فرق إطفاء بمساعدة سرب الإطفاء “إلعاد” على إخماد حريق غابات متفاقم نتيجة سقوط صاروخ اعتراضي في المنطقة.
وأشارت إلى أن النيران تنتشر نتيجة حرارة الطقس والقوات تبذل جهدا كبيرا لاحتواء الجبهة النارية الكبيرة في منطقة متشابكة ومعقدة.
وأثارت مشاهد اندلاع النيران حالة من الغضب في صفوف الإسرائيليين، فيما أسفرت الحرائق عن إصابة 16 إسرائيليا بينهم 7 جنود و9 مدنيين.
حزب الله بالمقصلة
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان تلقت “العين الإخبارية” نسخة منه، أنه “منذ بداية الحرب، قامت الوحدة 869 برصد أكثر من 100 مسلح من حزب الله وتمكنت من القضاء عليهم من خلال نقل المعلومات الاستخباراتية الدقيقة وعالية الجودة”.
وأشار البيان إلى أن “وحدة الاستطلاع 869 التابعة لفرقة الجليل، مسؤولة عن جمع المعلومات الاستخباراتية متعددة الأبعاد في منطقة الحدود اللبنانية”.
وقال: “منذ بداية الحرب، تعمل الوحدة بشكل مكثف لجمع المعلومات الاستخباراتية وتشخيص عناصر حزب الله، مما يؤدي في النهاية إلى القضاء عليهم واستهدافهم الدقيق”.
وأوضح أن “مراقبات جمع المعلومات البرية، ومقاتلو الاستطلاع ومشغلو مسيرات الدرون في الوحدة يستخدمون وسائل تكنولوجية عملياتية، إلى جانب عمليات جمع المعلومات الاستخباراتية الميدانية”.
ميقاتي ينفي
وفي وقت، باتت فيه المؤشرات تنذر بالحرب، علق رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي على أنباء حول تحذيرات تلقاها من أن إسرائيل قد تشن هجوما واسع النطاق على لبنان.
وقال المكتب الإعلامي لميقاتي، في بيان صدر الثلاثاء، إنه «لا صحة لهذه التسريبات والأخبار تندرج في إطار الضغوط التي تمارس على لبنان».
وأكد ميقاتي أنه يجري اتصالات دبلوماسية «في سبيل وقف العدوان الإسرائيلي المستمر على جنوب لبنان».
aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA=
جزيرة ام اند امز