اخبار لايف

«إف 35» و«مفتاح القتل».. هل يغلق ترامب سماء أوروبا بضغطة زر؟


وسط تصاعد المخاوف الأوروبية من تقلبات السياسة الأمريكية ما بعد عودة دونالد ترامب للبيت الأبيض، يلوح في الأفق تهديد غير مسبوق يطال الأمن الدفاعي للقارة العجوز.

تهديد قد يطال مقاتلات «إف-35» التي يفترض أن تعزز سلاح الجو الألماني، إلا أنها باتت عرضة لاحتمال «التعطيل عن بُعد» عبر ما يُعرف بـ«مفتاح القتل».

ففي ظل توجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نحو مواقف أكثر تشدداً، لا يستبعد مراقبون أن تصبح هذه الورقة أداة ضغط جديدة على الحلفاء، تماماً كما فعل مع أوكرانيا بتجميد المساعدات العسكرية ووقف دعم أنظمة إف-16، بحسب صحيفة «التلغراف» البريطانية.

فما القصة؟

تقول الصحيفة البريطانية، إن مسؤولين يخشون أن يتمكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من إيقاف إمدادات طائرات إف-35 المقاتلة الأمريكية المتجهة إلى ألمانيا بضغطة زر تعرف باسم «مفتاح القتل».

ومن المقرر أن تحصل ألمانيا على 35 من أكثر الطائرات المقاتلة تقدما في العالم مقابل 8.3 مليار يورو (6.9 مليار جنيه إسترليني) العام المقبل في صفقة مع الولايات المتحدة.

ولقد كانت قدرة الولايات المتحدة على تشغيل مفتاح يجعلها غير صالحة للعمل موضوع تكهنات منذ فترة طويلة، لكن حتى الآن لم يتم إثباتها، بحسب «التلغراف»، التي قالت إن هناك مخاوف متزايدة من أن ترامب قد يستخدم نفس الإجراء الجذري لفرض أهدافه السياسية على أوكرانيا.

وهذا الأسبوع، جمّد المساعدات العسكرية لأوكرانيا وأوقف تبادل المعلومات الاستخباراتية للضغط على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لعقد محادثات سلام مع روسيا والتوقيع على صفقة معادن مع واشنطن.

وفي يوم السبت، ظهرت تقارير تفيد بأن طائرات إف-16 التي زودتها الولايات المتحدة بأوكرانيا توقفت عن العمل.

ورغم أن هذا كان بسبب تعليق الدعم لأنظمة الرادار وليس «إيقاف تشغيلها»، إلا أن يواكيم شرانزهوفر، رئيس الاتصالات في شركة الأسلحة الألمانية هينسولدت، قال لصحيفة بيلد الألمانية إن «مفتاح القتل في طائرة إف-35 أكثر من مجرد شائعة».

ويوم الجمعة، نفت وزارة الدفاع السويسرية التقارير التي تشير إلى أن الولايات المتحدة قد تقوم بتشويش طائرة إف-35، وأصرت على أن مشغلي الطائرة يمكنهم استخدامها «بشكل مستقل وفي أي وقت».

وقال الجنرال فريدريك فانسينا، رئيس الدفاع البلجيكي، الأسبوع الماضي إن «إف-35 ليست طائرة يتم التحكم فيها عن بعد».

وواصل الزعماء الأوروبيون الالتفاف حول زيلينسكي في الوقت الذي يتخذ فيه ترامب موقفا متشددا بشكل متزايد ضد أوكرانيا في حربها ضد روسيا.

وقال فولفجانج إيشينجر، الرئيس السابق لمؤتمر ميونيخ للأمن، لصحيفة بيلد إن فقدان أوكرانيا دعم ترامب، ينذر بالسوء بالنسبة لعلاقة ألمانيا مع واشنطن في المسائل الدفاعية.

تحذيرات أوروبية

وحذر الرئيس السابق لمؤتمر ميونيخ للأمن، من أن فقدان الدعم الأمريكي لأوكرانيا قد يؤدي إلى زعزعة استقرار العلاقات بين ألمانيا وواشنطن في المسائل الدفاعية.

وبحسب «التلغراف»، فإن احتمال تحول الولايات المتحدة ضد ألمانيا بعد اكتمال الصفقة من شأنه أن يشجع أولئك الذين أعربوا عن قلقهم إزاء اعتماد أوروبا المتزايد على الولايات المتحدة في مجال الأسلحة.

ويقول معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري)، إن حوالي 55% من واردات الأسلحة التي استوردتها الدول الأوروبية في الفترة 2019-2023 كانت من الولايات المتحدة، مقارنة بـ 35% في الفترة 2014-2018.

فيما أكد مدير معهد «سيبري» دان سميث: «أكثر من نصف واردات الأسلحة التي تستوردها الدول الأوروبية تأتي من الولايات المتحدة».

وفي الوقت نفسه، تعد أوروبا مسؤولة عن نحو ثلث صادرات الأسلحة العالمية، بما في ذلك كميات كبيرة تذهب إلى خارج المنطقة، وهو ما يعكس القدرة الصناعية العسكرية القوية في أوروبا.

وأضاف سميث، أن الحفاظ على العلاقات الأوروبية الأمريكية، أحد الأسباب التي جعلت دول حلف شمال الأطلسي الأوروبية تتخذ قرار الاستيراد من الولايات المتحدة.

وقالت شركة راينميتال، أكبر شركة لصناعة الذخيرة في أوروبا، الأسبوع الماضي إنها ستعيد استخدام مصنعين ينتجان حاليا أجزاء السيارات لصنع معدات دفاعية في الغالب.

aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز US

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى