اخبار لايف

إلهام علييف.. «رجل التاريخ» يحكم أذربيجان


“درس التاريخ وصنعه، فبات مادة تاريخية لأجيال قادمة في أذربيجان”.. إنه إلهام علييف الرئيس الفائز بولاية جديدة في سدة الحكم.

وحقق علييف انتصارا كاسحا في الانتخابات الرئاسية المبكرة التي جرت الأربعاء، وشملت كافة تراب البلاد بما فيه إقليم ناغورني قره باغ الذي استعاده الجيش الأذربيجاني بعد هجوم خاطف قبل أشهر، بحصوله على أكثر من 90% من الأصوات، بحسب نتائج رسمية شبه نهائية. 

وأعلن رئيس لجنة الانتخابات المركزية مظهر باناخوف، خلال مؤتمر صحفي، أنّ “الشعب الأذربيجاني انتخب إلهام علييف رئيساً للبلاد”، مضيفا أنّ “نسبة المشاركة في التصويت بلغت 67,7% من الناخبين”. 

وفور صدور النتيجة نزل الآلاف من أنصار الرئيس إلى شوارع العاصمة باكو للاحتفال بفوزه.

وفي 7 ديسمبر/كانون الأول الماضي، دعا رئيس أذربيجان إلهام علييف لتقديم موعد الانتخابات، التي كان من المقرر إجراؤها في الأصل في عام 2025. وأرجع السبب إلى أن “وحدة أراضي أذربيجان قد استعيدت الآن بعد السيطرة على إقليم ناغورني قره باغ المتنازع عليها مع أرمينيا”.

والفوز بالانتخابات ليس جديدا على علييف الذي تولى الحكم خلفا لأبيه حيدر علييف عام 2003، وأعيد انتخابه أكثر من مرة رئيسا للبلاد بأغلبية كبيرة.

إلهام علييف

من هو إلهام علييف؟

والرئيس الأذربيجاني الذي يتحدث الإنجليزية والروسية والفرنسية والتركية، فضلا عن لغته الأم الأذرية، يحمل درجة الدكتوراة في التاريخ منذ عام ١٩٨٥.

وبعد تخرجه مباشرة ألقى إلهام علييف سلسلة محاضرات في جامعة موسكو للعلاقات الدولية التي درس فيها، واستمر في هذا المسار المهني 5 سنوات. وفي 1991، انتقل إلى عالم المال والأعمال، حيث قاد مجموعة تجارية وصناعية خاصة.

بيد أن علاقة علييف بالتاريخ لا تتوقف على أوراق الدراسة وقاعات الجامعة، إذ يرى شعبه أنه صنع التاريخ، إذ شكل إعادة دمج إقليم قره باغ في البلاد إنجازا تاريخيا يحسب للرئيس. 

ففي سبتمبر/أيلول، أمر علييف بشن هجوم مباغت بعد حصار دام 9 أشهر، بهدف استعادة إقليم ناغورني قرة باغ الانفصالي الذي كان يسيطر عليه الأرمن، وهو ثاني هجوم ناجح في غضون 3 سنوات.

إلهام علييف

ويُعد قيامه بذلك “تصحيحا” لما يراه هو ومعظم الأذربيجانيين بأنه “خطأ تاريخي” للانفصال الفعلي للمنطقة جراء صراع عرقي دموي تزامن مع انهيار الاتحاد السوفياتي في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات.

ونجح علييف في تشكيل تحالف وثيق مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وذلك بفضل ثروة أذربيجان من النفط، كما تمكن من الحفاظ على علاقات عمل مع كل من روسيا والغرب، وهما مختلفان بشدة بخصوص حرب موسكو مع أوكرانيا.

الرجل الذي “درس التاريخ وكتبه”، يتمتع بشعبية ضخمة بين أبناء شعبه، أثبتها فوزه بالانتخابات، ما يمهد لمرحلة جديدة من التنمية والاستقرار السياسي والأمني في البلد الآسيوي. 

كما أن شعبية الرئيس كانت ملازمة له منذ أول لحظة في السلطة، إذ اختير رئيسا في 15 أكتوبر/تشرين الأول 2003 بعدما صوت له أكثر من 76% من الشعب.

وفي 2008، تجددت ولايته على رئاسة البلاد بعد تصويت 88% لصالحه. أما في الانتخابات الرئاسية التي جرت في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول 2013، حصل على 84% من الأصوات، فيما حصل على 86.02% من الأصوات في انتخابات 2018. 

وبخلاف الشعبية، يمكن وصف علييف أيضا بـ”رجل الأوسمة”، إذ حصل على وسام النجمة الرومانية عام 2004، ووسام “الملك عبد العزيز” من المملكة العربية السعودية عام 2005، ووسام ألكسندر نيفسكي من الدرجة الأولى من أكاديمية مشاكل الأمن والدفاع وسيادة القانون في الاتحاد الروسي عام 2005.

الأكثر من ذلك، حصل الرئيس الأذربيجاني على وسام “حيدر علييف” من جمهورية أذربيجان 2005، ووسام “شيخ الإسلام” من إدارة مسلمي القوقاز عام 2005، ووسام الجمهورية الفرنسية عام 2007، ووسام الصليب الأكبر من جمهورية بولندا عام 2008، ووسام “الأمير ياروسلاف الحكيم” من أوكرانيا 2008، ووسام “ستارا بلانينا” من جمهورية بلغاريا عام 2011.

aXA6IDE5Mi4yNTAuMjM5LjExMCA= جزيرة ام اند امز GB

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى