اخبار لايف

إليزابيث ومارغريت… رابطة ملكية استثنائية من الحب والواجب


كانت ملكة بريطانيا الراحلة إليزابيث الثانية وشقيقتها الأميرة مارغريت يجمعهما رباط عميق لم ينفصم طوال حياتهما، حيث وقفتا بجانب بعضهما البعض في الأفراح والأتراح.

وعلى الرغم من تناقض شخصيتيهما، كانت إليزابيث أختًا كبرى حامية لـ “مارغو”، بينما كانت مارغريت تدعو الملكة بمودة باسم “ليليبت”، وفقا لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية.

غالبًا ما كانت مارغريت، التي توفيت قبل 23 عامًا، تقول إن دورها في الحياة كان “دعم الملكة”، حيث اعتادتا على التحدث يوميًا عبر الهاتف.

لكن علاقتهما لم تخل من التحديات، ففي بعض الأحيان كانت التوترات تنشب بينهما، ووفقًا للمؤلف أندرو مورتون، كان سلوك مارغريت يعكس في بعض الأحيان “استياءً وعدم اكتراث بديا شبه غير مهذب”.

يصف مورتون في كتابه إليزابيث ومارغريت: “كانت مارغريت تقول أشياء للملكة وحتى للملكة الأم تجعل حتى الحاشية يهزون رؤوسهم دهشة.. لكن في المقابل، كانت أختها ووالدتها تردان بقدر كبير من الهدوء والاتزان، فقد رأتا وسمعتا من قبل ما هو أكثر من ذلك”.

من بين الحوادث التي أشار إليها مورتون، موقف في مأدبة رسمية عام 1957، حيث أثنى أحد الوزراء على فستان الملكة، لترد مارغريت قائلة: “حبيبتي، هذا يكشف الكثير من صدرك”.

وفي مناسبة أخرى، أثناء حفل شواء في بالمورال، ألقت مارغريت بقطعة قماش مبللة على وجه الملكة، لكنها ببساطة تجنبتها وأكملت تنظيف المكان، إذ تعلمت ألا تُظهر اهتمامًا كبيرًا حتى لا تزيد من نزق مارغريت.

كانت مارغريت تحظى بحياة اجتماعية صاخبة، ولكن مع تدهور صحتها، عقب إصابتها بسكتة دماغية بدأت في الانعزال، وأصبحت تعتمد على الآخرين في أبسط الأمور، مما جعلها تشعر بالحرج.

ووصفتها إحدى أقاربها، مارغريت رودس، قائلة: “لطالما كانت مارغريت الشخصية المتألقة، لكن منذ إصابتها بالسكتة الدماغية قبل 3 سنوات، فقدت قدرتها على التألق”.

رغم تدهور حالتها، أصرت على حضور احتفال عيد ميلاد والدتها الـ 101، رغم محاولات الملكة والملكة الأم ثنيها عن ذلك خوفًا من أن تصاب بالحزن بسبب ردود فعل الناس على تغير مظهرها، لكنها استمتعت بالأجواء، رغم ضعفها الواضح.

وقال الكاتب إنها كانت “سعيدة بدعم والدتها في يومها الكبير للمرة الأخيرة”.

الملكة إليزابيت والأميرة مارغريت

ومع حلول عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة، فضّلت مارغريت العزلة في ساندرينغهام، وامتنعت عن تناول الطعام أو التحدث إلى أفراد العائلة.

وعندما ساءت حالتها، عبّرت عن إحباطها قائلة لخادمتها “لو كنت كلبًا، لكانوا أعدموني”.

وفي 8 فبراير/شباط 2002، تعرضت مارغريت لسكتة دماغية أخرى، وتوفيت صباح اليوم التالي في مستشفى الملك إدوارد الثامن، وكان ابنها وابنتها بجانبها.

ووضع نعشها في غرفة نومها بقصر كنسينغتون، محاطًا بصورها المفضلة وأغراضها العزيزة. وزارتها الملكة لتوديع أختها للمرة الأخيرة.

وفي جنازتها يوم 15 فبراير/شباط، نقل نعشها الوردي اللون إلى كنيسة سانت جورج في وندسور، حيث استقر عند المذبح بينما عزف عازف الأرغن ألحانًا من بحيرة البجع – تكريمًا مؤثرًا لحبها للباليه.

الملكة إليزابيت والأميرة مارغريت

كانت مارغريت قد خططت بعناية لكل تفاصيل المراسم، بما في ذلك الموسيقى والصلوات والترانيم.

كانت رغبتها الأخيرة أن يتم حرق جثمانها بدلاً من دفنها، وهو ما جعلها أول فرد من العائلة المالكة البريطانية يتم حرقه منذ أكثر من ستين عامًا. وذلك لأن المدفن الملكي لم يكن به مساحة لدفنها بجوار والدها، لذا اختارت أن تُدفن رفاتها بجانبه في كنيسة سانت جورج.

وقالت الصحيفة “الواقع أن الأميرة اشتهرت بشخصيتها المفعمة بالحيوية، ولكن “ما لم يعرفة الكثيرون هو أنها كرست حياتها لخدمة أختها والدفاع عن قيم الملكية التي تمثلها أختها”، وكانت هذه سمة تقدرها الملكة “بشكل كامل”.

aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز US

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى