إنفلونزا الطيور H5N1 في حليب الأبقار قد يقاوم العلاجات المضادة للفيروسات

الأحد 23/مارس/2025 – 01:03 ص
كشفت دراسة حديثة أن الأدوية المضادة للفيروسات المعتمدة حاليًا قد لا تكون فعالة في مواجهة سلالة إنفلونزا الطيور H5N1 المكتشفة في حليب الأبقار، ما يثير تساؤلات حول سبل الوقاية والعلاج، وفقًا لما نشرته صحيفة هندستان تايمز.
ضعف استجابة الفيروس لـ الأدوية المعروفة
بحسب البحث الذي نشر في مجلة Nature Microbiology، فإن دوائي بالوكسافير وأوسيلتاميفير، المعتمدين من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA، لم يحققا نجاحًا يُذكر في علاج حالات الإصابة الشديدة بفيروس H5N1 لدى النماذج الحيوانية، ووجد العلماء في مستشفى سانت جود لأبحاث الأطفال أن فعالية العلاج تأثرت بشدة بطبيعة مسار العدوى، سواءً كانت الإصابة عبر الأنف أو الفم أو العين.
وجرى الكشف عن الفيروس في حليب الأبقار الحلوب داخل الولايات المتحدة، ما أدى إلى إصابة عدد من عمال المزارع، حيث تجاوزت حالات العدوى البشرية المرتبطة بالتعرض للألبان أكثر من 60 إصابة حتى الآن، وأشار الباحثون إلى أن التعرض لحليب الأبقار الخام أو الجسيمات المحمولة في الهواء يمثل طريقًا رئيسيًا لانتقال الفيروس، ما يعزز من خطورته.
نتائج مقلقة حول طرق انتقال الفيروس
باستخدام نماذج فئران مخبرية، اختبر العلماء تأثير الأدوية المضادة للفيروسات عند الإصابة بطرق مختلفة، وتوصلوا إلى أن العدوى الفموية، التي تحاكي استهلاك الحليب الخام الملوث، كانت الأكثر شدة والأصعب في العلاج.
وفي المقابل، أظهر عقار بالوكسافير فعالية أفضل في السيطرة على العدوى عبر العين، وهو أمر لافت بالنظر إلى أن المزارعين الذين يتعاملون مباشرة مع الأبقار قد يكونون عرضة لهذا المسار من العدوى.
وتعليقًا على الدراسة، قال الدكتور ريتشارد ويبي، المؤلف المشارك في البحث: تشير أدلتنا إلى أن علاج الإصابات الشديدة بفيروس H5N1 البقري قد يكون أمرًا بالغ الصعوبة، مما يجعل الوقاية من العدوى خيارًا أكثر فعالية.
مخاوف متزايدة بشأن صحة الإنسان
وأوصى الخبراء بعدد من التدابير الوقائية، من أبرزها: تجنب استهلاك الحليب الخام أو غير المبستر.، واتخاذ إجراءات وقائية مشددة للعاملين في مزارع الألبان لتقليل التعرض المباشر للأبقار المصابة.
رغم أن انتشار فيروس H5N1 بين البشر لا يزال محدودًا، إلا أن ظهور الفيروس في الألبان الحلوب وانتقاله إلى العاملين يثير مخاوف بشأن إمكانية تحوره ليصبح أكثر قدرة على الانتقال بين البشر، ومع ضعف فعالية العلاجات الحالية، يُشكل تعزيز تدابير الوقاية والتشديد على استهلاك المنتجات المبسترة استراتيجية رئيسية في مواجهة تفشي الفيروس.