اجتماع موريتانيا وأزمة السودان.. مسار جديد أم توحيد لمبادرات الحل؟
في خطوة جديدة لتنسيق الجهود من أجل تحقيق وقف إطلاق نار دائم وحل سياسي شامل في السودان، تعتزم موريتانيا استضافة اجتماع تشاوري، الأربعاء، لمناقشة الأوضاع الحالية في البلاد وتوحيد المبادرات المطروحة لحل الأزمة في البلاد.
يُعقد الاجتماع بدعوة من موريتانيا، التي تتولى رئاسة الاتحاد الأفريقي في هذه الدورة. ويضم مجموعة من المنظمات الإقليمية والدولية، بما في ذلك الولايات المتحدة ومصر والسعودية.
يهدف الاجتماع إلى تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول والمنظمات المعنية بالأوضاع في السودان، ويعتبر هذا الاجتماع فرصة لتبادل الآراء حول الأزمات الراهنة وسبل الحلول الممكنة.
ويلتئم الاجتماع بمشاركة رئاسة الاتحاد الأفريقي، والمنظمة الحكومية للتنمية “إيغاد”، والاتحاد الأوروبي، وجامعة الدول العربية، بالإضافة إلى المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، رمطان لعمامرة.
يُذكر أن جامعة الدول العربية كانت قد نظمت اجتماعًا مشابهًا في 16 يونيو/حزيران الماضي، بمشاركة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي و«إيغاد» والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى الولايات المتحدة.
كما قام المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، توم بيريللو، بزيارة موريتانيا في الأسبوع الثاني من ديسمبر/كانون الأول الجاري، في إطار جولة شملت عدة دول، منها نيروبي والدوحة ولندن، مما يعكس اهتمام الولايات المتحدة بالملف السوداني.
توحيد المبادرات
وقال سفير السودان لدى القاهرة، عماد عدوي، في تصريحات إعلامية، إن “اجتماع موريتانيا يهدف إلى توحيد جميع المبادرات المطروحة لحل الأزمة السودانية”.
وأوضح أن “الاجتماع يأتي بدعوة من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، رمطان لعمامرة، في خطوة تهدف إلى تعزيز الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء النزاع المستمر في السودان”.
ومن المقرر أن يضم الاجتماع عددًا من الدول المعنية والجهات الفاعلة الإقليمية والدولية، لتبادل الآراء حول سبل التوصل إلى حل سلمي للأزمة.
ويأتي الاجتماع في وقت حساس، إثر تزايد المخاوف من تداعيات الصراع على الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأوضح وزير الخارجية الموريتاني، محمد سالم مرزوق، في حديثه لإذاعة فرنسا الدولية، أن الاجتماع يأتي بناءً على طلب الأمم المتحدة في ظل الأوضاع المتدهورة في السودان، حيث تتواصل الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” منذ أبريل/نيسان 2023.
ويُتوقع أن يشارك في الاجتماع عدد من الدول والمنظمات التي لديها مبادرات للسلام في السودان.
هدف الاجتماع
وأشار الوزير إلى أن “الهدف الرئيسي من الاجتماع هو إنشاء منصة للحوار تهدف إلى تنسيق الجهود من أجل تحقيق وقف إطلاق نار دائم وحل سياسي شامل.”
وعند سؤاله عن إمكانية حضور الطرفين المتحاربين في السودان، أجاب مرزوق بأنه سيتم تقييم ذلك لاحقًا.
وأكد أن موريتانيا ستقوم بدور الميسر في المناقشات، وأن بلاده تتمتع بروابط وثيقة مع السودان، مما يجعلها تولي اهتمامًا خاصًا لما يحدث هناك على الأصعدة الثقافية والحضارية.
فتح مسار جديد
وفي هذا الإطار، يقول رئيس تحرير صحيفة “التيار” السودانية، عثمان ميرغني: “من المهم أن ندرك عدم وجود ما يمكن تسميته (توحيد مبادرات). والمطروح الآن هو منبر جدة بصيغته المُعدلة التي تحولت إلى سويسرا بتوسيع الشركاء والأجندة لتضم إليه مصر ودولة الإمارات والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وإضافة المسار السياسي برعاية مصر والاتحاد الأفريقي”.
وأضاف ميرغني في حديثه لـ”العين الإخبارية”، أن “اجتماع موريتانيا فكرة الوسيط الأممي رمطان لعمامرة لفتح مسار جديد للتعامل مع ملف الحرب في السودان.”
من جهته، يقول الكاتب والمحلل السياسي، خالد عبد العزيز، “عقد الاجتماعات والتنسيق الخارجي مهم وهو عامل مساعد لإيقاف الحرب في السودان لكنه يتطلب في المقام الأول توفر رغبة وإرادة سياسية من طرفي الحرب”.
كما يتطلب “توافق القوى السياسية والقدرة على إدارة حوار سياسي لإيقاف الحرب والوصول لعقد اجتماعي وسياسي لعدم تكرار الحروب والأزمات في السودان.”
وأضاف عبد العزيز في حديثه لـ”العين الإخبارية”: “الأطراف الإقليمية والدولية تتناقض مواقفها لتباين مصالحها في السودان وفي المنطقة وتستغل هشاشة الأوضاع في السودان لتحقيق أهدافها.”
وتابع: “دون توفر إرادة سودانية حقيقية سيكون من الصعب فرض حلول من الخارج وهذا النموذج فشل في العديد من الدول الأفريقية وحتى دول جوار السودان”.
وتقول الأمم المتحدة، إن السودان الذي كان، حتى قبل الحرب، من أفقر بلدان العالم، يشهد “واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم، وهو مرشح لأن يشهد قريبا أسوأ أزمة جوع في العالم”.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب في السودان، بما يجنب البلاد كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و”الدعم السريع” حربا خلّفت نحو 20 ألف قتيل وأكثر من 14 مليون نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA==
جزيرة ام اند امز