اجتياح إسرائيلي «وشيك» لرفح.. «رعب» أممي ومساع دولية لعرقلته
إصرار إسرائيلي على استكمال العملية العسكرية والتوغل برفح الفلسطينية، يدفع إلى الواجهة سيناريوهات صعبة تقود في غالبها لـ«كارثة إنسانية محققة»، في وضع تعتبر الأمم المتحدة أنه «مرعب».
المفوض السامي لحقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة فولكر تورك، اعتبر، الإثنين أن احتمال التوغل الإسرائيلي الكامل في رفح بجنوب قطاع غزة أمر “مرعب”، مضيفا: “يمكن أن نتصور ما ينتظرنا”.
وقال تورك، في بيان، إن “أي توغل عسكري محتمل واسع النطاق في رفح – حيث يتجمع نحو 1,5 مليون فلسطيني على الحدود المصرية من دون أن يتوافر لهم أي مكان آخر يفرون إليه – أمر مرعب، نظراً لاحتمال سقوط عدد كبير جداً من القتلى والجرحى المدنيين، وهنا أيضاً معظمهم من الأطفال والنساء”.
وحذرت الأمم المتحدة والدول العربية والإسلامية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إسرائيل من أن شن عملية عسكرية في مدينة رفح المكتظة بالنازحين، سوف يؤدي إلى كارثة إنسانية، من شأنها أن تؤجج الوضع المأساوي الحالي بالفعل في قطاع غزة جراء نقص المياه والغذاء والأدوية بسبب الحرب التي تشنها إسرائيل على حركة حماس ردا على هجمات الحركة على جنوب إسرائيل واحتجاز رهائن ونقلهم إلى القطاع.
وأمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجمعة، الجيش الإسرائيلي بالاستعداد للهجوم على رفح متجاهلا كل التحذيرات الدولية.
وقال: “من المستحيل تحقيق هدف الحرب المتمثل في القضاء على حماس إذا بقيت 4 كتائب تابعة لحماس في رفح”، بحسب مكتبه.
إسرائيل تدعو للإجلاء
وأعلن المتحدث باسم حكومة إسرائيل إيلون ليفي في إحاطة عبر الإنترنت، أن “إسرائيل ناشدت وكالة الأمم المتحدة بالتعاون بخصوص خطة أعدها الجيش لإجلاء مدنيي غزة من رفح”، في دليل واضح على إصرار تل أبيب على المضي قدما في عملية التوغل.
ووفقا لما نقلته وكالة بلومبرغ للأنباء، قال ليفي: “لا تقولوا إنه لا يمكن فعل ذلك، انخرطوا معنا للتوصل إلى حل”.
وأضاف أن “القرارات التي تتخذها الأمم المتحدة والممثلون الدوليون يمكن أن تحمي المدنيين الآن”.
ولفت إلى أن “مطالب المسؤولين الدوليين إسرائيل بعدم شن هجوم لأن المدنيين سوف يتأذون، ولكن يقاومون جهود إخراج المدنيين من طريق الأذى، فأنهم يكونون متواطئين مع إستراتيجية الدروع البشرية التي تنتهجها حماس.
عشرات القتلى
ميدانيا، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الإثنين، عن مقتل 70 فلسطينيا على الأقل جراء سلسلة غارات نفذها الجيش الإسرائيلي على مناطق متفرقة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وقالت الوزارة، في بيان: “وصلت جثث القتلى أشلاء ممزقة، فيما وصل عدد كبير من الجرحى الذين تجاوز عددهم 160 مصابا، يعانون من بتر في الأطراف وحروق في مختلف أنحاء أجسادهم”.
وقال شهود العيان في تصريحات منفصلة إن “الوضع في رفح أصبح كارثيا”، معربين عن خشيتهم من تنفيذ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة النطاق في المدينة الحدودية مع مصر.
رفض تأشيرة المقررة الأممية
والإثنين، أعلنت إسرائيل، منع المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة من الحصول على تأشيرة دخول ودعت إلى إقالتها بعد تعليقات أدلت بها مؤخرا بشأن هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وقالت فرانشيسكا ألبانيز الأسبوع الماضي إنها لا تتفق مع وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لهجوم حماس على جنوب إسرائيل بأنه “أكبر مجزرة معادية للسامية في قرننا”.
وكتبت بالفرنسية عبر حسابها على منصة إكس: “لا.. ضحايا السابع من أكتوبر/تشرين الأول لم يقتلوا بسبب ديانتهم اليهودية، بل ردا على القمع الإسرائيلي”.
ووصف وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس ووزير الداخلية موشيه أربيل تصريحات ألبانيز بأنها “شائنة” وأعلنا في بيان أنها الآن “ممنوعة من دخول دولة إسرائيل”.
وأشار الوزيران إلى أن “سلطات الهجرة تلقت تعليمات بعدم منحها تأشيرة دخول إلى إسرائيل”.
مساع دولية لمنع الهجوم
وفي إطار المساعي الدولية لوقف الحرب، يستقبل الرئيس الأمريكي جو بايدن، الإثنين، العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، لبحث وقف إطلاق النار بشكل فوري في قطاع غزة، لإجراء محادثات تخصص للنزاع وكذلك للآفاق البعيدة المدى للقطاع.
الملك بدأ جولة دولية سيزور خلالها أيضا كندا وفرنسا وألمانيا، وستكون محطته الأولى في واشنطن للقاء أعضاء الكونغرس الأمريكي الذي يناقش حاليا المساعدات الأمريكية لإسرائيل، والرئيس الأمريكي.
ويستقبل جو وجيل بايدن الملك عبد الله الثاني وزوجته الملكة رانيا في الساعة 19,30 بتوقيت غرينتش، وبعد ذلك يتحدث كل من المسؤولين أمام الصحافة في الساعة 21,00 بتوقيت غرينتش.
وتهدف جولة العاهل الأردني إلى “حشد الدعم الدولي لوقف إطلاق النار في غزة (…) وتقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة بكميات كافية وبشكل دائم”، بحسب الديوان الملكي.
ويدعو الأردن مثل الدول العربية الأخرى في المنطقة، إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
وكان بايدن اتصل برئيس الوزراء الإسرائيلي، الأحد، لحثه على عدم شن عملية عسكرية في رفح جنوب قطاع غزة “بدون خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ” لحماية السكان.
وبالإضافة إلى الحرب الدائرة حاليا، يريد الرئيس بايدن والملك عبدالله وفقا للمسؤول الكبير الذي سبق ذكره، التطرق الى آفاق “السلام الدائم” في غزة.
وقال المسؤول الكبير الذي طلب عدم الكشف عن هويته: “هذا يشمل نموذج الدولتين مع ضمانات لأمن إسرائيل بالإضافة إلى سلطة فلسطينية متجددة”.
واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول عندما شن عناصر من حماس من قطاع غزة التي تسيطر الحركة عليها منذ عام 2007، هجوما على جنوب إسرائيل أدى إلى مقتل أكثر من 1160 شخصا معظمهم من المدنيين بحسب تعداد أعدته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
وردا على هذا الهجوم توعدت إسرائيل، التي تعتبر حماس منظمة إرهابية مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بـ”القضاء” على هذه الحركة وشنت هجوما خلف ما لا يقل عن 28340 قتيلا في قطاع غزة معظمهم من الأطفال والنساء، بحسب آخر حصيلة نشرتها وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.
وتقدر إسرائيل أن نحو 130 رهينة لا يزالون محتجزين في غزة بينهم 29 يعتقد أنهم لقوا حتفهم، من بين 250 شخصا خطفوا في إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، فيما أعلنت تل أبيب تحرير 2 منهم، الأحد.
aXA6IDE5Mi4yNTAuMjM5LjExMCA= جزيرة ام اند امز