اجتياح رفح.. خبراء يستشرفون مستقبل مسار التفاوض
رأى مراقبون أن إسرائيل أعادت هندسة مسار التفاوض من أجل كسب الوقت ضمن لعبة سياسية داخلية.
وبعد ارتفاع الآمال في التوصل لهدنة طال انتظارها في قطاع غزة فجرت حكومة بنيامين نتنياهو جولة المفاوضات الأخيرة بالقاهرة عبر بدء عملية عسكرية محدودة في رفح، بعد ساعات من إعلان حركة حماس قبول المبادرة المصرية القطرية.
ويعتقد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد المجدلاني، أن مسار المفاوضات أصبح جزءا من لعبة إسرائيلية داخلية.
وقال المجدلاني، الذي سبق أن شغل منصب وزير التنمية الاجتماعية، لـ”العين الإخبارية” إن استمرار الحرب مصلحة سياسية وشخصية لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو؛ لأنه من حيث المبدأ لا يريد قبول هدنة طويلة الأمد.
وأشار إلى أن نتنياهو، يدرك أن إقرار هدنة على 3 مراحل كل مرحلة 42 يوما، تحمل في طياتها إمكانية تحرك سياسي وجماهيري داخلي يؤدي إلى إسقاط حكومته، والتقدم نحو انتخابات مبكرة.
وأوضح المجدلاني أن استمرار العملية العسكرية، دون سقف زمني لانتهائها، يجعل إمكانية العودة للمفاوضات على تبادل الأسرى، ووقف إطلاق النار أمر صعب جدا، خاصة أن نتنياهو يريد التفاوض مع حماس تحت النار، لتحسين الشروط.
ويذهب عضو اللجنة المركزية إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يريد الضغط على حماس من أجل الذهاب لصفقة مرحلية يطلق عبرها أكبر عدد من الرهائن دون الالتزام بهدنة تفتح المجال لتحرك على الساحة الداخلية.
ورأى مجدلاني أن عملية رفح توفر فرصة لنتنياهو من أجل كسب الوقت، والحفاظ على تحالفه السياسي، على أمل العودة بقواعد جديدة، وموازين قوى جديدة.
من جانبه، يعتقد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني سليمان بشارات، مدير مركز “يبوس” للدراسات الاستراتيجية (فلسطيني/مستقل)، أن “الجولة الحالية تثبت أن الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة غير معنيين بالتهدئة أو الهدنة أو وقف الحرب”.
وأوضح أن واشنطن وتل أبيب ترغبان أن تكون هناك هدنة مؤقتة، دون وقف نهائي للحرب والسعي لإضعاف ورقة التفاوض بيد حركة حماس والمتمثلة في الأسرى الإسرائيليين، عبر محاولة التخلص منها حتى يفقدوا الحركة القدرة على المناورة والتفاوض في أي مرحلة مستقبلية.
وأشار إلى وجود قناعة إسرائيلية أمريكية واضحة بأن الحرب الآن ليست على إنهاء حماس؛ لأنه بات واضحا أنه لا يمكن القضاء عليها، والأمر الآن يتعلق بمستقبل قطاع غزة وطريقة إدارته، وهذا ما تحاول الدولتان فرضه من خلال العملية العسكرية، بدليل السيطرة على معبر رفح وإدخال رفح والعملية العسكرية ضمن الموضوع التفاوضي.
وخلص بشارات إلى أن “ورقة رفح أصبحت ورقة سياسية بامتياز قبل أن تكون ورقة عسكرية أو أمنية بالنسبة لإسرائيل”.
كما رأى أن رغم الخلافات بين واشنطن وتل أبيب فيما يتعلق بالعملية العسكرية في رفح إلا أن إدارة بايدن لا تزال تعتقد أن الهدف الرئيسي للحرب يتمثل في إعادة الأسرى، دون النظر لمطالب الجانب الفلسطيني.
أما الأكاديمي المصري المتخصص بالشؤون الدولية، الدكتور طارق فهمي، فأكد في حديثه لـ”العين الإخبارية”، أن “المفاوضات تجري في بيئة جديدة محتقنة، في ظل تصميم الجانب الإسرائيلي على استمرار العمل العسكري بصورة كبيرة، في وقت يسعى فيه الطرفان إعادة إنتاج بعض النقاط الرئيسية”.
وقال إنه رغم الجهود المصرية والأمريكية التي تستهدف الوصول إلى الحد الأدنى من التوافق تريد إسرائيل فرض واقع سياسي واستراتيجي جديد من أجل الضغط بقوة على حركة حماس، واستخدام ذلك كورقة تفاوضية في مرحلة لاحقة.
ويضع فهمي سيناريوهين إزاء التطورات الحالية، الأول: استكمال المفاوضات والوصول إلى اتفاق لإطلاق النار، وهو أمر وارد في ظل تصميم الإدارة الأمريكية والوسيط المصري والقطري لإنجاح المفاوضات، والسيناريو الثاني: التفاوض التدريجي المرحلي على حسب ما يمكن أن يتم، وقد تتعطل المفاوضات بين الحين والآخر لبعض الوقت، وفقا لمجريات التطورات الميدانية.
aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز