«الإخوان» و«الأزهر».. كيف فشلت مساعي السيطرة والتأثير؟
رغم انهيار بنيانهم الذي أسسوه على «شفا جرف هار»، لا زال تنظيم «الإخوان» المصنف إرهابيًا في مصر، يسعى للبحث عن ثغرة، قد تقوده إلى العودة مجددًا.
مساعٍ لم تتوقف مستهدفة مؤسسات بعينها، ترى في السيطرة عليها، دربًا آمنًا للولوج إلى المصريين، بينها مؤسسة الأزهر التي لها مكانة كبيرة داخل وخارج البلد الأفريقي.
إلا أن مؤسسة الأزهر، نجحت في المرحلة السابقة من تطهير نفسها من عناصر كانت تحاول اختراقها، وقدمت رؤية وسطية -كعادتها- للمناهج التعليمية، بعيدًا عن التطرف والإرهاب والتشدد.
دور رأى مراقبون ضرورة استمراره والبناء عليه، عبر تبني خطاب فكري يفند ألاعيب الإخوان، عن طريق تدريس مادة أصول الفكر المتطرف، ودعم الوطنية المصرية.
لكن كيف حاول الإخوان اختطاف الأزهر؟
عبر مراحل ثلاث، حاول تنظيم الإخوان «الإرهابي» اختطاف مؤسسة الأزهر، أولاها: استقطاب خلال علماء أو بعض الحاصلين على درجات علمية كبيرة، وربطهم بالجماعة عن طريق شبكتها الاجتماعية، بحسب الباحث في شؤون حركات الإسلام السياسي، الدكتور عمرو عبد المنعم.
أما الآلية الثانية -بحسب عبدالمنعم- فتتمثل في استقطاب الطلاب الأزهريين بأعداد كبيرة، ومحاولة بث فكر الإخوان داخل عقولهم، وإظهار ذلك الفكر على أنه منهج الأزهر، فيما تتمثل المرحلة الثالثة، في إظهار كثير من دعاة وقيادات الجماعة على أنهم خريجو الأزهر، ما يمنحهم شرعية في الشارع، تمهيدا لإعلان مواقفهم والكشف عن انتماءاتهم للإخوان في مراحل تالية، في محاولة للتماهي، ويكأن فكر الأزهر هو نفسه فكر الإخوان المسلمين.
تلك المحاولات قال عنها مفتي مصر الدكتور شوقي علام، إنه منذ تأسيس تنظيم الإخوان الإرهابي وهو يحاول السيطرة على الأزهر وضرب مصداقية العلماء، مؤكدًا أن الإخوان أراد اختطاف المنهج الأزهري ومحوه.
وبحسب الباحث في شؤون حركات الإسلام السياسي، الدكتور عمرو عبد المنعم، فإن الأزهر كان محطة هامة وضعه تنظيم الإخوان الإرهابي نصب عينيه عليه، وحاولت تطويعه أو صناعة بديلا له، عبر ما يسمى بـ«جبهة علماء المسلمين» أو «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين».
إلا أن الأزهر نجح في تطهير نفسه من قيادات وعناصر كانت تحاول اختراقه، وقدم رؤية صائبة لمناهجه، واستطاع أن يبعدها عن شبح التطرف والتشدد الذي هو أساس تفكير الإخوان، يقول عبدالمنعم.
الأمر نفسه أشار إليه الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، هشام النجار، والذي قال إن تنظيم الإخوان الإرهابي، كان قد قطع شوطًا كبيرًا في اختراق الأزهر جامعًا وجامعة، إلا أن «ثورة 30 يونيو»، حالت بينه وبين تحقيق العديد من أهدافه، والتي من بينها اختطاف المؤسسة الدينية، واستغلالها في تكريس نفوذه وسلطته.
ما المطلوب من الأزهر في المرحلة القادمة؟
وبحسب النجار، فإن بوادر ذلك الاختراق كانت ممثلة في «تشكيل ما عرف بجبهة علماء الأزهر وفي الأحداث التي شهدتها جامعة الأزهر، وانتساب بعض عناصر الإخوان المتهمين في أعمال عنف واغتيالات لجامعة الأزهر».
يقول الباحث في شؤون حركات الإسلام السياسي، الدكتور عمرو عبد المنعم، إنه على الأزهر أن يتبنى في الأيام القادمة، خطابا فكريا مختلفًا، عن طريق تدريس مادة أصول الفكر المتطرف، ودعم الوطنية المصرية المرتبطة، وترسيخ هويته وثقافته.
aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز