الإمارات وفرنسا.. علاقات تاريخية واستراتيجية شاملة ‹ جريدة الوطن
![](https://akhbar.today/wp-content/uploads/2025/02/aa-New-1-COPY-4.jpg)
الإمارات وفرنسا.. علاقات تاريخية واستراتيجية شاملة
العلاقات بين دولتي الإمارات وفرنسا الصديقتين، وما تقوم عليه من أسس صلبة تعود لعقود طويلة، تكتسب دعماً قوياً بفضل الحرص المتبادل على استدامة تنميتها وتنويع مساراتها والارتقاء الدائم بالشراكة الاستراتيجية النوعية المميزة لها، وهو ما تؤكده مجالات التعاون الثنائي في كافة القطاعات ذات الأولوية، وما تحققه من نقلات وتثمره من نتائج لكل ما فيه صالح البلدين وشعبيهما، كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، بمناسبة زيارة سموه إلى فرنسا، وما تخللها من مباحثات مع فخامة الرئيس إيمانويل ماكرون، حول تطوير وتوسيع آفاق العلاقات في الكثير من المجالات والجوانب التي تعزز رؤية البلدين وتطلعاتهما للتنمية المستدامة والازدهار، وكذلك التطورات الإقليمية والدولية، بقول سموه: “التقيت في باريس الصديق إيمانويل ماكرون حيث بحثنا العلاقات الاستراتيجية بين الإمارات وفرنسا والعمل المشترك لتعزيزها خاصة في مجالات الاقتصاد والتكنولوجيا المتقدمة والطاقة والاستدامة والثقافة وغيرها، وشهدنا توقيع “إطار العمل الإماراتي- الفرنسي للتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي”، كما تبادلنا وجهات النظر حول القضايا المشتركة”، ومبيناً سموه أن “العلاقات الإماراتية- الفرنسية تاريخية ونموذج للشراكة التي تخدم التنمية وتدعم السلام والازدهار”، ومشيراً إلى ما تشهده من تطور بقول سموه: “إن هناك تعاوناً مثمراً بين الإمارات وفرنسا في العديد من المجالات وفي مقدمتها الطاقة والعمل المناخي حيث يرتبط البلدان بـ”اتفاقية شراكة استراتيجية شاملة في مجال الطاقة” منذ عام 2022.. كما أطلقا خلال العام الماضي “المنصة الثنائية الإماراتية – الفرنسية للاستثمار المناخي”، ومبيناً سموه الحرص المشترك على ضرورة الاستخدام المسؤول لتقنيات الذكاء الاصطناعي لمصلحة التنمية في العالم، إضافة إلى تعاونهما في حماية التراث العالمي وغيرها من المجالات التي تحظى باهتمام مشترك.
“إطار العمل الإماراتي- الفرنسي للتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي”، يستهدف الاستثمار في مجمع للذكاء الاصطناعي بسعة 1 جيجاوات في فرنسا، وبناء شراكة استراتيجية في مجال الذكاء الاصطناعي واستكشاف فرص جديدة للتعاون في المشاريع والاستثمارات التي تدعم استخدام الرقائق المتطورة والبنية التحتية لمراكز البيانات وتنمية الكوادر، وإنشاء “سفارات بيانات افتراضية” لتمكين البنية التحتية للذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية في كلا البلدين وغيرها.. وهو يعكس قوة التعاون وخاصة في أحد أهم القطاعات التي تعتبر من ضرورات العصر ومفاتيح المستقبل، وتأكيداً لمكانة الدولتين المتقدمة والنوعية في مجال الابتكار والمعرفة والاستخدام البناء لحلول وتقنيات الذكاء الاصطناعي والتنسيق نحو مستقبل مستدام يواكب الطموحات بالتقدم والازدهار في تجسيد لمتانة الروابط وديناميكيتها وما يحققه البلدان على كافة المستويات وتبين فاعليته المشاريع المشتركة.
الإمارات وفرنسا تقدمان نموذجاً متقدماً لقوة الشراكة الاستراتيجية، وتبينان فاعلية العمل المشترك بين الدول المتحضرة لمواكبة المتغيرات والتعامل مع التحديات، ودائماً أبوظبي وباريس تؤكدان أنهما محور رئيسي للتطوير وتمتلكان القدرة على توجيه البوصلة نحو المستهدفات التي تضمن أن يكون القادم أفضل للجميع.