الانتخابات الإسرائيلية ومصير نتنياهو.. 4 سيناريوهات
في ظل الصعوبات التي يواجهها الجيش الإسرائيلي في تحقيق أهداف حرب غزة التي رسمتها حكومة بنيامين نتنياهو، تعالت الأصوات داخل الدولة العبرية، بضرورة الذهاب الى انتخابات مبكرة.
أصوات يرفضها رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي يحاول بدوره أن يلقي المسؤولية على الجيش الإسرائيلي، بدءًا من «الإخفاق» في منع هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وصولا إلى عدم النجاح في تحقيق أهداف الحرب.
إلا أن هناك ثمة من يضع المسؤولية عليه في «الإخفاق» في تحقيق أهداف الحرب؛ فرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك قال في مقال له بصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، تابعته «العين الإخبارية»: (بيني) غانتس و(غادي) آيزنكوت يترددان في الانسحاب من الحكومة، في وقت تقف قرارات مصيرية أمام مجلس الحرب.
وأضاف: «اقتراح: اطلبا تحديد موعد مبكر للانتخابات، في يونيو/حزيران على أبعد تقدير. لا تنسحبا من الحكومة، لكن ادعوا لخلق أغلبية في الكنيست تؤيد ذلك».
وتابع: «إذا تجرأ نتنياهو على إقالتكما، فإن ليلة غالانت ستتقزم مقارنة بالعاصفة القادمة»، في إشارة إلى العاصفة التي حدثت إثر إقالة نتنياهو لوزير الدفاع يوآف غالانت في شهر مارس/آذار الماضي قبل أن يتراجع عن قراره.
وأردف: «وإذا لم تفعلا، فمن الصعب عليكما أن تشرحا لأنفسكما سبب امتناعكما عن إزالة الاختناق الذي منعنا من الانتصار في الحرب، وأن هناك خطراً وجودياً على إسرائيل في ظل قيادة نتنياهو».
(الليكود) يتراجع
مطالبات ترجمها استطلاع أجرته صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أشار إلى أنه في حال جرت انتخابات اليوم فإن حزب (الليكود) برئاسة نتنياهو سيحصل على 16 مقعدا فقط بالكنيست الإسرائيلي.
ويعادل هذا نصف عدد مقاعد (الليكود) بالكنيست اليوم، في وقت ترتفع فيه مقاعد حزب (الوحدة الوطنية) برئاسة بيني غانتس من 12 مقعدا إلى 39 ليصبح الحزب الأول بالكنيست المؤلف من 120 مقعدا.
واستنادا إلى نتائج الاستطلاع، فإنه لو جرت الانتخابات اليوم لكان معسكر نتنياهو حصل على 44 مقعدا بمقابل 71 للمعسكر الرافض لبقائه في رئاسة الحكومة، إضافة إلى 5 مقاعد لنواب عرب. وأخذا بعين الاعتبار فإن تشكيل حكومة يتطلب 61 مقعدا على الأقل فإن فرص نتنياهو لو جرت انتخابات اليوم هي معدومة.
وبحسب الاستطلاع، فإن 31% فقط من الإسرائيليين يعتقدون أن نتنياهو هو الأنسب لرئاسة الحكومة مقابل 50% اعتبروا أن غانتس هو الأنسب لرئاسة الحكومة و19% لم يملكوا إجابة محددة.
تململ في «الليكود»
وكان نتنياهو أعلن، مساء الخميس، رفضه إجراء انتخابات في ظل الحرب. غير أن مؤشرات التراجع الكبير في مكانة حزب (الليكود) بسبب نتنياهو أظهرت تململا متزايدا في أوساط قادة الحزب.
وقالت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية في تقرير تابعته «العين الإخبارية»: في حين أن وزراء حزب الليكود وأعضاء الكنيست يتوقعون تشكيل جبهة موحدة لدعم زعيم الحزب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يعتقد عدد متزايد منهم أن أيامه على رأس الحزب أصبحت معدودة.
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإنه «بالإضافة إلى الأحداث الكارثية التي وقعت في 7 أكتوبر، والشعور المتزايد بين قاعدة الحزب بأن رئيس الوزراء لن يفي بوعده بتدمير حماس وإعادة جميع الرهائن، لاحظ أعضاء الكنيست أداء الحزب الضعيف في معظم استطلاعات الرأي بين 16 و18 مقعدا مقارنة بـ 32 مقعدا حاليا».
وتابعت: «إذا لم يعد حزب الليكود هو الحزب الحاكم في الانتخابات المقبلة، فإن كل وزرائه الحاليين الثمانية عشر تقريبا (باستثناء نتنياهو) سيصبحون كأعضاء كنيست من المعارضة، وسيكون أغلب أعضاء الكنيست الحاليين عاطلين عن العمل».
وأشارت إلى أنه «لذلك، بدأ أعضاء الكنيست خلف الكواليس ينجذبون نحو خلفاء محتملين، بمن فيهم وزير الاقتصاد نير بركات، ووزير الخارجية يسرائيل كاتس، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست يولي إدلشتين، ووزير الدفاع يوآف غالانت وآخرين»، مضيفة: «في الواقع، فإن تعدد الخلفاء المحتملين مسؤول جزئياً عن حقيقة أن نتنياهو لا يزال رئيساً للوزراء».
ما هو بديل إجراء الانتخابات؟
لكن ليس بالضرورة إجراء انتخابات من أجل إبعاد نتنياهو عن رئاسة الحكومة؛ فقد ذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» أنه «يتيح بروتوكول الكنيست إجراء يسمى التصويت البناء لحجب الثقة»، حيث بدلاً من التفرق والتوجه إلى الانتخابات، تصوت أغلبية أعضاء الكنيست البالغ عددهم 120 عضواً على تشكيل حكومة جديدة.
وأضافت: «ومن المفترض أن تدعم أحزاب الوحدة الوطنية برئاسة غانتس وهناك مستقبل برئاسة يائير لابيد وإسرائيل بيتنا برئاسة افيغدور ليبرمان، مثل هذه الخطوة – لكن مقاعدهما مجتمعة البالغة 42 مقعدا تتطلب ما لا يقل عن 19 عضوا في الكنيست من حزب الليكود».
واستدركت: «كثرة الخلفاء في الليكود والفشل في الاحتشاد خلف مرشح واحد يعني أن الأصوات غير متراكمة».
ونقلت عن مصدر في «الليكود»، قوله: «حتى لو تمكن أحد الخلفاء المحتملين من خلق قاعدة كبيرة من المتابعين داخل الحزب، فإن 19 عضو كنيست لا يزال رقما مرتفعا بشكل غير واقعي».
غير أن الصحيفة أشارت إلى أن تصويت المعارضة مع أعضاء من (الليكود) قد يؤدي الهدف، قائلة: «الانتخابات تتطلب تصويت 61 عضو كنيست لصالح حل الكنيست، وفي حين يبلغ عدد المعارضة حاليا 56، فإنه من الضروري أن يصوت خمسة أعضاء كنيست من الليكود على إسقاط الحكومة، وهو رقم أكثر واقعية».
وأضافت: «والمرشحون المحتملون هم الوزراء غالانت، وإدلشتين، ووزيرة المخابرات غيلا غمليئيل، بالإضافة إلى أعضاء الكنيست دافيد بيتان، وإيلي دلال، وغاليت ديستال اتباريان، وربما تالي غوتليف».
واستدركت: «لكن بدلاً من تتويج خليفة من حزب الليكود، فإن مثل هذه الخطوة تؤدي في الأساس إلى إسقاط الحكومة التي يقودها الليكود، وبالتالي قد تكون خطوة بعيدة جداً بالنسبة لقاعدة الليكود، ويؤدي هذا إلى موقف محرج، حيث قد لا يعد الخمسة الذين صوتوا للإطاحة بالحكومة موضع ترحيب في حزب الليكود ــ بل وربما ينضمون إلى زعيم الوحدة الوطنية بيني غانتس في الانتخابات المقبلة».
البديل الثالث
وتشير الصحيفة إلى بديل ثالث، قائلة: «لا أحد في الليكود يريد أن يكون أول من يتحدى نتنياهو علانية في زمن الحرب، كما قال مصدر، وبالتالي فإن توقيت أي تحرك سياسي، وكذلك الطريق المحتمل للخروج يعتمد على عاملين: غانتس، والمتظاهرون».
وأضافت: «قال غانتس إن حزبه سيبقى في الحكومة فقط طالما شعر بأنه ذو صلة في عمليات صنع القرار في الحرب، والقرار المركزي قريبًا هو ما إذا كان سيتم فتح جبهة أخرى على الحدود الشمالية (لبنان) أم لا، ويريد غانتس أن يكون جزءًا من هذا القرار. ومع ذلك، إذا تم تجنب الجبهة الشمالية أو قرر غانتس أنه لم يعد ذا أهمية، فمن المرجح أن يكون تركه للحكومة بمثابة جرس إنذار إلى أن المعركة السياسية مستمرة».
وتابعت: «وهذا، إلى جانب موجة متوقعة من الاحتجاجات الجماهيرية، يمكن أن يكون كافيا لخمسة من أعضاء الكنيست من حزب الليكود للتحرك ضد نتنياهو – ربما دون الاضطرار إلى التخلي عن مقاعدهم».
سيناريو رابع
ونقلت الصحيفة عن أحد المصادر في (الليكود) عن أن «السيناريو الآخر هو أن يسبق نتنياهو نفسه موجة الاحتجاجات من خلال الدعوة إلى إجراء انتخابات بنفسه – وبالتالي تجنب الزخم الذي يمكن أن تخلقه مثل هذه الموجة لمنافسيه».
وختمت الصحيفة في تحليلها: «على أية حال، قالت عدة مصادر إنها تعتقد أن الانفجار السياسي أقرب إلى السطح مما يبدو، حتى إن أحدهم قدر أنه سيحدث في غضون أسبوعين إلى شهرين».
aXA6IDE5Mi4yNTAuMjM5LjExMCA=
جزيرة ام اند امز