اخبار لايف

الشركات تنادي باستغلال الذكاء الاصطناعي لمواجهة هشاشة سلاسل التوريد


تعد الرؤية الواضحة لسلسلة التوريد أولويةً متزايدة للرؤساء التنفيذيين للشركات، والذين يتعاملون مع شبكات لوجستية متزايدة التعقيد والهشاشة.

ووفقًا لدراسة أجرتها شركة ماكينزي، تضاعفت قيمة السلع الوسيطة المستخدمة في صناعة سلع أخرىثلاث مرات منذ عام 2000 مع توسع الشركات عبر الحدود.

وأظهرت جائحة كوفيد-19 هشاشة بعض سلاسل التوريد الدولية، حيث أدت التحولات السريعة في الطلب إلى اختناقات في الإنتاج ونقص في الإمدادات.

ومع ذلك، تشير كل الدلائل إلى أن اضطرابات سلسلة التوريد أصبحت أكثر شيوعًا، سواءً بسبب تدهور الأحوال الجوية أو الكوارث الطبيعية أو الهجمات الإلكترونية أو فشل الموردين.

ووفقًا لماركوس ماو، رئيس الجمعية الأوروبية للوجستيات، وهي اتحاد لشبكات اللوجستيات الوطنية، فإن رؤية سلسلة التوريد، وهي القدرة على مراقبة كل سلعة بمجرد مغادرتها المستودع أو خط الإنتاج، تزداد أهمية، خاصة أن توافر هذه المعلومات يتيح للشركات استباق أي اضطرابات مستقبلية وتقليل تأثيرها، بالإضافة إلى تلبية طلب العملاء على خدمات توصيل أرخص وأسرع.

كما أن اللوائح، مثل توجيه العناية الواجبة لاستدامة الشركات الصادر عن الاتحاد الأوروبي وقانون منع العمل الجبري الصادر عن الولايات المتحدة لعام 2021، تعني أن الشركات بحاجة إلى معرفة المزيد عن كيفية ومكان تصنيع منتجاتها.

وتوجد أجهزة تتبع نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وعلامات تحديد الترددات الراديوية (RFID) منذ عقود، وعادةً ما تستخدم شركات الخدمات اللوجستية الكبرى برامج نظام إدارة النقل (TMS) لتتبع الشحنات، إلا أن هذه التقنيات القديمة لها حدودها.

فهي لا توفر عادةً رؤية واضحة عبر الحدود ووسائل النقل، كما أن برامج نظام إدارة النقل (TMS) قد تكون بطيئة ويصعب دمجها مع الأنظمة الأخرى.

في الوقت نفسه، لا يزال قطاع الخدمات اللوجستية يعتمد على العمليات اليدوية البطيئة والمعرضة للأخطاء.

كما أن البنية التحتية القديمة وصوامع التكنولوجيا، سواء داخل الشركات أو بينها وبين مورديها، تمنع المديرين من تقليل المخاطر بشكل استباقي.

ويقول تشيترانش ساهاي، المؤسس المشارك لشركة GoComet، وهي شركة ناشئة في مجال برمجيات الخدمات اللوجستية مقرها الهند: “لقد انكسرت رؤية سلسلة التوريد التقليدية”.

والشركة الهندية تعتبر جزءا من جيل جديد من مزودي خدمات رؤية سلسلة التوريد الذين يستخدمون تقنيات ناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتزويد العملاء برؤى دقيقة للبيانات ورؤية شاملة.

وتسعى العديد من هذه الشركات إلى تقديم رؤية شاملة لسلسلة التوريد، من خلال دمج نقاط البيانات المتباينة وفهمها عبر منصة واحدة.

ويقول إريك فوليرتون، نائب رئيس تسويق المنتجات في شركة Project44 للبرمجيات ومقرها شيكاغو: “لا يقتصر الأمر على معرفة وقت الوصول المقدر وموقع جميع البضائع آنيا فحسب، بل يمكنك أيضا فهم مواطن الخلل في شبكتك، ومن ثم يمكننا تقديم توصيات بإجراءات لمعالجتها”.

وأحد البرامج التي تقدم المساعدة في هذا الشأن، برنامج Visibility الذي يساعد الشركات على التخطيط المُسبق من خلال توفير بيانات آنية حول مستويات المخزون، ووثائق الطلبات، والشحنات. يُمكن استخدام هذه المعلومات لتقليل مُهل التسليم (وبالتالي تقليل احتمالية فرض غرامات)، وتحسين المخزون، وتقليل الهدر، والتنبؤ بطلب العملاء.

ويقول أناند ميديبالي، كبير مسؤولي المنتجات في شركة Shippeo للبرمجيات ومقرها باريس: “يمكن لأي شخص جمع البيانات، لكن قلة منا فقط يمكنهم فهمها، وتنقيحها، وتحسين جودتها، بحيث تظهر تنبؤات عملية”.

كما يساعد البرنامج الشركات على الاستجابة السريعة للاضطرابات من خلال تحديد المشكلات المحتملة والتوصية بمنتجات أو موردين أو طرق نقل بديلة.

aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز US

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى