اخبار لايف

«الخطوات التالية».. واشنطن وموسكو تبحثان مستقبل أوكرانيا


مباحثات أمريكية روسية رفيعة تحدد «الخطوات التالية» للتوصل إلى تسوية للنزاع في أوكرانيا، بعد ساعات من اتفاق حلفاء كييف على ضرورة مواصلة الضغط على موسكو.

وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، السبت، أن الوزير ماركو روبيو ناقش مع نظيره الروسي سيرغي لافروف «الخطوات التالية» في إطار المباحثات.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، تامي بروس، إن الوزيرين «اتفقا على مواصلة العمل لاستعادة التواصل بين الولايات المتحدة وروسيا».

ولم توضح المتحدثة تفاصيل بشأن الجولة المقبلة من المباحثات الأمريكية-الروسية، والتي استضافتها السعودية الشهر الماضي، وشكلت أول لقاء رفيع المستوى بين الطرفين منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في مطلع عام 2022.

من جهتها، أفادت وزارة الخارجية الروسية بأن الوزيرين تطرقا إلى «الجوانب الملموسة» لمتابعة محادثات جدة، واتفقا على إبقاء قنوات التواصل مفتوحة، دون الإشارة إلى المقترح الأمريكي بشأن وقف إطلاق النار.

ووافقت أوكرانيا هذا الأسبوع على مقترح أمريكي لهدنة مدتها 30 يومًا، بشرط التزام روسيا بها. في المقابل، أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تأييده المبدئي لوقف إطلاق النار، لكنه شدد على وجود قضايا عالقة تتطلب مزيدًا من المشاورات مع الأمريكيين.

ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني، كرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رغبته في التوصل سريعًا إلى تسوية للحرب التي اندلعت قبل ثلاث سنوات. وقد أحدث تغييرًا جذريًا في سياسة بلاده تجاه الأزمة، حيث فتح قنوات تواصل مباشرة مع موسكو، كان أبرزها اتصاله الهاتفي مع بوتين في فبراير/شباط.

ضغوط الحلفاء

جاء الإعلان عن الاتصال بين روبيو ولافروف بعد ساعات من تأكيد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن «الكرة في ملعب روسيا»، مشددًا على أن بوتين سيضطر إلى التفاوض بشأن أوكرانيا «عاجلًا أم آجلًا».

وأبلغ ستارمر 26 من قادة وكبار مسؤولي الدول الحليفة لكييف، خلال محادثة افتراضية استضافها داونينغ ستريت، السبت، أن الأولوية يجب أن تكون تعزيز موقف أوكرانيا، وترسيخ أي وقف لإطلاق النار، مع استمرار الضغط على موسكو.

وأشار إلى أن لندن ستستضيف اجتماعًا لقادة عسكريين الخميس لمناقشة «المرحلة العملياتية» لخطط ضمان وقف إطلاق النار في أوكرانيا.

وكان قادة عسكريون من نحو 30 دولة قد عقدوا اجتماعًا في باريس في 11 مارس/آذار، لمناقشة نشر قوات حفظ سلام في أوكرانيا.

وفي مقابلة مع وسائل إعلام محلية نشرت، مساء السبت، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى توحيد جهود الحلفاء لضمان موافقة روسيا على الهدنة.

وقال ماكرون: «هذه لحظة حاسمة، لأنه في حال لم تلتزم روسيا بالسلام بجدية، فإن الرئيس ترامب سيشدد العقوبات، مما سيغيّر دينامية الصراع بالكامل».

وأضاف: «يجب أن يكون الضغط واضحًا ومتفقًا عليه مع الولايات المتحدة من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار».

قوات حفظ السلام

وسبق لستارمر وماكرون أن أبديا استعدادهما لنشر قوات بريطانية وفرنسية ضمن جهود حفظ السلام في أوكرانيا.

كما لمّحت تركيا إلى إمكانية مساهمتها، في حين استبعدت دول أخرى هذا الخيار، بينما لا تزال مواقف بعض الأطراف غير محسومة.

وحذّرت روسيا من أن نشر قوات أجنبية لحفظ السلام على الأراضي الأوكرانية سيُعتبر تصعيدًا خطيرًا.

وفي تعليق على الموقف الروسي، قال ماكرون السبت: «إذا طلبت أوكرانيا من القوى الحليفة الانتشار على أراضيها، فإن القرار في ذلك يعود لها وليس لروسيا».

بدوره، أكد ستارمر ترحيبه بأي نوع من الدعم، ما يشير إلى إمكانية تقديم بعض الدول دعمًا لوجستيًا أو عبر عمليات المراقبة.

المعارك مستمرة

على الصعيد الميداني، أعلنت موسكو، السبت، سيطرتها على قريتين إضافيتين في منطقة كورسك الروسية الحدودية، حيث تشن هجومًا لاستعادة أراضٍ كانت تحت سيطرة القوات الأوكرانية.

كما أعلن مسؤولون روس عن إصابة ثلاثة أشخاص بجروح ليل السبت، جراء هجوم بطائرات مسيّرة أطلقتها أوكرانيا باتجاه منطقة بيلغورود.

في المقابل، قال مسؤولون أوكرانيون إن هجومًا روسيًا استهدف بلدة تشرنيغوف في شمال البلاد، مما أسفر عن تضرر منزل واندلاع حريق في أحد المباني.

وأعلنت السلطات الروسية، الأحد، إجلاء 371 مدنيًا، معظمهم من المسنين، من الأراضي التي استعادتها من القوات الأوكرانية في منطقة كورسك، وفقًا لما أعلنه الحاكم ألكسندر خينشتاين عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وكان مصير هؤلاء الروس المحاصرين في مناطق خاضعة للسيطرة الأوكرانية منذ الصيف الماضي قد أثار انتقادات داخل روسيا.

aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز US

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى