الذكاء الاصطناعي يكسر الحواجز.. هيمنة متزايدة على اقتصاد العالم
تشير مجموعة من الأبحاث إلى أن سوق خدمات الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون مسرعا رئيسيا للاقتصاد العالمي في السنوات المقبلة.
وفقا لتوقعات حديثة من شركة التحليلات والأبحاث Sopra Steria، فإن سوق الذكاء الاصطناعي سينمو أسرع بثلاث مرات من قطاع تكنولوجيا المعلومات بأكمله في السنوات الخمس المقبلة.
وتتوقع الدراسة التي أجرتها شركة الاستشارات والخدمات في مجال تكنولوجيا المعلومات، أن سوق الذكاء الاصطناعي سينمو بمعدل 19% سنويًا حتى عام 2028.
وهذا من شأنه أن يؤدي إلى ازدهار السوق من قيمتها الحالية البالغة 540 مليار دولار إلى 1.27 تريليون دولار، مما يرفع حصة الذكاء الاصطناعي في سوق تكنولوجيا المعلومات بالكامل من 6% إلى حوالي 10%.
وقالت شركة Sopra Steria إنه من المتوقع أن يكون هناك نمو في كل مجال تقريبًا من مجالات الذكاء الاصطناعي، على سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في إجراء تحليلات بيانات معقدة بسرعة، مما يجعل اتخاذ القرار أسرع وأكثر دقة.
ويمكن للذكاء الاصطناعي أيضًا أن يساعد في تعزيز الأشكال التقليدية للأتمتة، مثل أتمتة العمليات والروبوتات، مما يؤدي إلى عمليات أكثر ذكاءً وانسيابية وكفاءة.
وتشمل حالات الاستخدام الأخرى استخدام الذكاء الاصطناعي لتحفيز الابتكار وتحسين تجربة العملاء، في حين أن شقيقه الأصغر الذكاء الاصطناعي التوليدي لديه بالفعل جميع أنواع التطبيقات التي يستعان بها في وظائف مثل المبيعات والتسويق وخدمة العملاء والمشتريات.
وخلص تقرير شركة “سوبرا ستيريا” إلى أن الذكاء الاصطناعي يُستخدم على نطاق واسع حاليًا في القطاع المالي، يليه قطاع الرعاية الصحية والاتصالات، وتمثل هذه القطاعات الثلاثة مجتمعة 45% من سوق الذكاء الاصطناعي.
أربعة قطاعات تشهد النمو
وفي الدراسة، يتحدث الباحثون عن أربعة قطاعات داخل سوق الذكاء الاصطناعي يتنبأ لها بالنمو مستقبلا، ويتعلق أكبر قطاعين بأدوات الذكاء الاصطناعي للأعمال، على سبيل المثال، الذكاء الاصطناعي المستخدم داخل ممارسة الأعمال وللأشخاص على سبيل المثال، المساعدات الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، ويتوقعون أن تنمو هذه القطاعات بنسبة 18% و24% سنويًا على التوالي حتى عام 2028، إلى حجم سوق يبلغ 390 مليار دولار و380 مليار دولار.
وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن ينمو قطاع “الذكاء الاصطناعي للآلات”، والذي يشمل على سبيل المثال أدوات الذكاء الاصطناعي داخل المصانع وسلاسل التوريد، إلى 330 مليار دولار بحلول عام 2028، بمعدل نمو سنوي مركب بنسبة 13%، مع دفع مفهوم التوائم الرقمية للنمو على وجه الخصوص.
وأخيرًا، هناك قطاع “الذكاء الاصطناعي للبرمجيات”، والذي من المتوقع أن يتضاعف ثلاث مرات إلى 170 مليار دولار بحلول عام 2028، بمعدل نمو سنوي مركب بنسبة 25%، والذي يتضمن أدوات الذكاء الاصطناعي التي تعمل على أتمتة وتسريع تطوير منتجات وتطبيقات البرمجيات.
التكنولوجيا والناس
وفي السنوات القادمة، ستحقق الشركات قفزة كبيرة في استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي ومع ذلك، يتطلب هذا أكثر من مجرد أحدث التقنيات بمجال الذكاء الاصطناعي، كما ذكر جوست دي بروين، الذي يقود أعمال شركة “سوبرا ستيريا” المسئولة عن البحث في هولندا.
ويقول بروين “أصبح الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد عامل نجاح حاسم في العمليات التجارية، بشرط ألا يتم الاستثمار في التكنولوجيا فحسب، بل وأيضًا في المهارات اللازمة لاستخدامها”.
وأكد دي بروين أن المنظمات التي تتطلع للاعتماد على الذكاء الاصطناعي لا ينبغي أن تغفل عن أهمية العمل البشري، مشيرًا إلى أن الموظفين يجب أن يكون لديهم المهارات اللازمة لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في عملهم اليومي، وترجمة رؤى الذكاء الاصطناعي إلى قيمة لكل من دورهم والمنظمة.
في الوقت نفسه، من المهم التعامل مع الذكاء الاصطناعي بمسؤولية، ليس فقط لأن استخدام الخوارزميات ينطوي أيضًا على مخاطر، من التحيز غير المقصود، إلى “الهلوسة”، الأخطاء أو سوء التقدير من قبل نماذج الذكاء الاصطناعي.
ولكن أيضًا لأن لوائح الذكاء الاصطناعي الجديدة في الاتحاد الأوروبي على سبيل المثال، قد تؤدي إلى تعرض المنظمات التي تفشل في مراعاة هذه المخاطر لتأنيب شديد.
ونتيجة لذلك، وجدت الأبحاث السابقة أن ثلاثة أرباع المديرين يخططون لإدراج الذكاء الاصطناعي المسؤول في سياسة تطوير الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم في السنوات القادمة.
aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز