الرهائن في مفاوضات غزة.. هل تعيد الجثث «روح» الصفقة؟
لا شيء «يخنق» إسرائيل أكثر من رهائنها المحتجزين في غزة، الملف الذي يشحذ سيف الضغوطات حول عنقها ويصيغ طبيعة خطواتها في ملف المفاوضات.
فإن كان الرهائن الذين اختطفتهم حركة حماس الفلسطينية يوم هجومها المباغت على إسرائيل قبل أشهر هو من يحرك بوصلة المفاوضات بين الجانبين، فهل تعيد جثث من قتل منهم «الروح» للصفقة؟
سؤال قد يجد إجابته في تواتر الأحداث بالأيام المقبلة، وخصوصا عقب إعلان تل أبيب الضوء الأخضر لاستئناف المفاوضات حول الهدنة.
واليوم الجمعة، أعلن الجيش الاسرائيلي أنه عثر على جثث ثلاثة رهائن كانوا محتجزين في قطاع غزة منذ الهجوم الذي شنته حركة حماس على الأراضي الإسرائيلية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقال الجيش في بيان “تم استعادة جثث الرهائن حنان يابلونكا وميشيل نيسنباوم وأوريون هيرنانديز ليلاً خلال عملية مشتركة” للجيش الإسرائيلي وأجهزة الاستخبارات في جباليا شمال قطاع غزة.
نحو إتمام الصفقة؟
بين الأرض والغرف المغلقة تتسع الفجوة، فميدانيا، تتواصل المعارك العنيفة في قطاع غزة بين حركة حماس وإسرائيل التي تنفذ غارات جوية وقصفا مدفعيا في مناطق عدة.
لكن في الردهة الخلفية للأحداث، تمنح التطورات انطباعا بأن تل أبيب تمضي نحو تحريك الأوضاع لاستئناف المفاوضات حول الهدنة.
وتوقفت المفاوضات التي تتوسط فيها الولايات المتحدة وقطر ومصر بين إسرائيل وحركة حماس، في مطلع مايو/أيار الجاري والتي تدور حول هدنة في الحرب المتواصلة منذ أكثر من سبعة أشهر.
وتشمل الصفقة الإفراج عن رهائن محتجزين في غزة ومعتقلين فلسطينيين في سجون إسرائيلية.
لكن المفاوضات تعثرت على وقع تصعيد في العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح جنوب القطاع وتمسك من جانب حماس بوقف إطلاق نار دائم.
نقطة مفصلية
جاء القرار الحكومي الإسرائيلي استئناف المفاوضات غداة نشر شريط فيديو يظهر لحظة خطف مقاتلين من حركة حماس مجندات إسرائيليات خلال هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل والذي أشعل فتيل الحرب.
وكانت عائلات الجنديات الإسرائيليات الخمس المحتجزات رهائن في غزة سمحت بنشر الصور الأربعاء، وهي لقطات مأخوذة من كاميرات “غو برو” كانت مثبتة على رؤوس مقاتلين من حماس خلال الهجوم.
وتظهر الشابات في اللقطات، وبعضهن وجوههن ملطخة بالدماء، يجلسن على الأرض في ملابس النوم وأيديهن مقيدة خلف ظهورهن.
وأكد منتدى عائلات الرهائن في بيان أن “اللقطات تظهر المعاملة العنيفة والمهينة والصادمة التي تعرضت لها الجنديات يوم خطفهن”.
ورداً على ذلك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في منشور عبر تطبيق “تليغرام” مساء الأربعاء، إنّ “هذه اللقطات ستعزّز تصميمي على المضي قدما بكل قواي حتى يتم القضاء على حماس للتأكد من أن ما شاهدناه الليلة لن يتكرّر أبدا”.
وأفاد مكتبه في بيان في وقت لاحق بأنّ ذلك دفع حكومة الحرب إلى الطلب من فريق التفاوض الإسرائيلي “مواصلة المفاوضات من أجل عودة الرهائن”.
وتتعرض الحكومة الإسرائيلية لضغط كبير من الداخل للإفراج عن الرهائن الذين كان عددهم 252، ولا يزال 121 منهم محتجزين، وتوفي 37 منهم، وفق الجيش الإسرائيلي.
aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز