السعودية 2024.. إنجازات فارقة تقود لمستقبل واعد
إنجازات فارقة حققتها السعودية خلال عام 2024 على أكثر من صعيد تقود لمستقبل واعد.
إنجازات في شتى المجالات تعزز نجاح القيادة السعودية في تحويل أحلام السعوديين بالتنمية والرخاء والازدهار إلى حقائق، تتجسد على أرض الواقع في مشاريع النهضة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والعلمية التي تشهدها المملكة تحت مظلة “رؤية 2030”.
طفرة تؤكد تعاظم المكانة السياسية، وتزايد دورها المهم، والمحوري، والمؤثر على الصعيدين الإقليمي والدولي، وتعزيز ريادتها وتواصل جهودها لتعزيز التضامن العربي والخليجي والإسلامي.
خطوات تتوالى تسهم في تطوير مختلف أوجه الحياة في المملكة ومسارعة الخطى نحو ما بات يوصف بـ”سعودية جديدة”، بفضل الإصلاحات التاريخية، التي تنفذها القيادة السعودية ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان في إطار روية 2030.
واقع ملموس آثر مجلس الوزراء السعودي في الجلسة التي عقدها 17 ديسمبر/كانون الجاري، برئاسة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، التعرض لها، مبتهلا إلى الله بالحمد والشكر على “ما تحقق خلال عام 2024 من مكتسبات جوهرية وإنجاز الكثير من المستهدفات على المستوى الوطني”، متعهدا المضي قدما نحو “طموحات أكبر ونجاحات غير مسبوقة في مسيرة المملكة التنموية الشاملة والمستدامة”.
كأس العالم 2034
فقبل أيام من ختام العام، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، 11 ديسمبر/كانون الأول الجاري، فوز المملكة باستضافة كأس العالم 2034.
وستكون المملكة أول دولة في التاريخ تستضيف بمفردها النسخة الأكبر من بطولة كأس العالم، التي ستشهد مشاركة 48 منتخبًا وطنيًا في خمس مدن لاستضافة مباريات البطولة، بعد إقرار النظام الجديد للبطولة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم في وقت سابق.
وأكدت المملكة، بعد إعلانها رسميًا كدولة مستضيفة لكأس العالم 2034 للمجتمع الدولي، التزامها بتقديم تجربة استثنائية وغير مسبوقة للحدث الرياضي الأكبر حول العالم.
وتُشكِّل استضافة المملكة العربية السعودية لبطولة كأس العالم 2034 لكرة القدم؛ خطوة استراتيجية نوعية، ستُسهم مباشرةً في تعزيز مسيرة تحول الرياضة السعودية، ورفع مستوى “جودة الحياة”، الذي يُعد أحد أبرز برامج رؤية السعودية 2030 التنفيذية، والساعية إلى تعزيز مشاركة المواطنين والمقيمين بممارسة الرياضة فضلًا عن صقل قدرات الرياضيين وتحسين الأداء الرياضي للألعاب الرياضية كافة؛ ما يجعل المملكة العربية السعودية وجهة عالمية تنافسية في استضافة أكبر الأحداث الرياضية الدولية.
وخلال سنوات قليلة، أصبحت السعودية مركزاً عالميًا لأهم الأحداث الرياضية الكبرى بمختلف أنواعها، ووجهة لبطولات كبرى مثل رالي داكار، وفورمولا 1، وأكبر نزالات الملاكمة.
قطار الرياض
جاء هذا الإنجاز بعد نحو أسبوعين من افتتاح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود 27 نوفمبر/تشرين الثاني مشروع قطار الرياض الذي يُعد العمود الفقري لـ”شبكة النقل العام بمدينة الرياض”.
ويُعد قطار الرياض أحد أضخم مشروعات النقل العام في العالم، كونه يغطي كامل مساحة مدينة الرياض ضمن مرحلة واحدة، فضلاً عن طبيعته الدقيقة ومواصفاته التصميمية والتقنية العالية، وانسجامه مع الخصائص الاجتماعية والبيئية والعمرانية لمدينة الرياض وسكانها، إلى جانب ما يسهم به المشروع من عوائد على مدينة الرياض تتجاوز توفير خدمة النقل العام، ورفع مستوى جودة الحياة فيها بشكل عام، بما ينسجم مع مستهدفات “رؤية المملكة 2030”.
دعم القضايا العربية
على صعيد جهود المملكة المتواصلة لدعم القضايا العربية وحل أزماتها، استضافت السعودية 11 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي القمة العربية الإسلامية غير العادية لبحث التصعيد الإسرائيلي المتواصل في غزة ولبنان، ضمن حراك المملكة المتواصلة لبحث حلول أزمات منطقة ودعم جهود السلام.
وطالب البيان الختامي للقمة كافة الدول بحظر تصدير أو نقل الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل، كما طالب مجلس الأمن باتخاذ قرار “يلزم إسرائيل بوقف سياساتها غير القانونية التي تهدد الأمن والسلم في المنطقة”.
وأكد البيان مركزية القضية الفلسطينية والدعم الراسخ للشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف، وفي مقدمتها حقه في الحرية والدولة المستقلة على خطوط الرابع من يونيو/حزيران 1967.
أيضا على صعيد جهودها لدعم القضية الفلسطينية، ووضع جدول زمني لتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، استضافت المملكة الاجتماع الأول لـ”التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين”، نهاية أكتوبر/ تشرين الأول بمشاركة أكثر من 90 دولة ومنظمة دولية وإقليمية.
وكانت السعودية قد أعلنت في 26 سبتمبر/أيلول عن إطلاق تحالف دولي من أجل تنفيذ حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية.
كذلك المملكة واصلت جهودها لحل أزمة السودان، حيث استضافت كل من المملكة العربية السعودية، والاتحاد السويسري محادثات بشأن السودان أغسطس/آب الماضي.
وقد عقدت المحادثات ضمن منصة ALPS الجديدة (منصة متحالفين لتعزيز إنقاذ الحياة والسلام في السودان) التي تم إنشاؤها حديثًا وتضم دولة الإمارات، والسعودية، ومصر، والولايات المتحدة، وسويسرا والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة.
وتم خلال هذه المحادثات التي عقدت في سويسرا، الاتفاق على خطوات عملية بشأن وصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين في السودان.
أيضا واصلت المملكة الجهود التي تبذلها وسلطنة عمان مع كافة الأطراف اليمنية لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق حل سياسي شامل ومُستدام في اليمن.
مواجهة التحديات العالمية
وعلى صعيد جهودها في مواجهة التحديات العالمية، استضافت المملكة 3 من الشهر الجاري قمة “المياه الواحدة” في الرياض، الأمر الذي جسد الدور الريادي للمملكة على المستوى الدولي، والتزامها بالعمل على استدامة موارد المياه النقية، وضمان قدرة المجتمعات حول العالم على الوصول إليها؛ وذلك امتداداً للمبادرات السعودية في هذا المجال، ومنها تأسيس المنظمة العالمية للمياه.
جاءت القمة بالتزامن مع اختتام مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر “كوب 16” الذي عقد برئاسة المملكة يومي 2 و3 من الشهر الجاري؛ ونجح في حشد الجهود الدولية لتقديم أكثر من 100 مبادرة، والحصول على أكثر من 12 مليار دولار لتعزيز دور المؤسسات المالية والقطاع الخاص في مكافحة تدهور الأراضي والتصحر والجفاف.
خدمة ضيوف الرحمن.. نجاح قياسي
أيضا شهد العام المنقضي، نجاحا قياسيا لموسم حج 1445هـ/2024، على مختلف الأصعدة الدينية والأمنية والصحية، أكدته لغة الأرقام في موسم حج شهد خدمات وتقنيات تقدم لأول مرة للتيسير على ضيوف الرحمن.
ووظفت وزارة النقل السعودية 32 تقنية خلال موسم حج 2024، للتيسير على نحو مليون و833 ألف حاج أدوا المناسك هذا العام من 200 دولة، من بينها 17 تقنية جديدة.
أبرز تلك التقنيات والتجارب الجديدة هي “التاكسي الطائر” و”الأسفلت المطاطي” و”النظارة التفتيشية”، هذا إلى جانب التوسع في تقنيات وخدمات سابقة مثل الطرق المبردة واستخدام الطائرات المسيرة (الدرونز)، وخدمة حج بلا حقيبة.
وحقق مشروع ترجمة خطبة عرفة رقما قياسيا جديدا بالوصول إلى 621 مليون مستفيد ومستمع، في رقم هو الأكبر في تاريخ رئاسة الشؤون الدينية للحرمين.
أيضا شهد عام 2024 إطلاق رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، خطة موسم العمرة لعام 1446، التي تعد الأكبر من نوعها في تاريخ الرئاسة، لإثراء تجربة القاصدين والمعتمرين والزائرين، وتهيئة الأجواء التعبدية لهم، من خلال حزمة من مئات المبادرات والبرامج العلمية الدينية طوال موسم العمرة، واستقطاب الآلاف من المتطوعين في الحرمين الشريفين.
مشاريع رؤية 2030
إنجازات جديدة في شتى المجالات تعزز نجاح القيادة السعودية في تحويل أحلام السعوديين بالتنمية والرخاء والازدهار إلى حقائق ضمن رؤية 2030، التي شهدت خلال العام الجاري دفعة جديدة بإطلاق العديد من الاستراتيجيات والمشاريع من أبرزها:
– أطلق الأمير محمد بن سلمان 25 يناير/كانون الثاني الماضي، الاستراتيجية الوطنية للتقنية الحيوية، التي تهدف إلى تعزيز مكانة المملكة كدولة رائدة في القطاع، وستركز الاستراتيجية على تحسين الصحة الوطنية ورفع مستوى جودة الحياة، بالإضافة إلى حماية البيئة وتحقيق الأمن الغذائي والمائي، وتعظيم الفرص الاقتصادية وتوطين الصناعات الواعدة؛ مما سيسهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.
– أعلن الأمير محمد بن سلمان مطلع فبراير/شباط تأسيس شركة “آلات” واحدة من شركات صندوق الاستثمارات العامة لتكون رائداً وطنياً جديداً يسهم في جعل المملكة مركزاً عالمياً للصناعات المستدامة التي تركز على التقنية المتقدمة والإلكترونيات.
وتعتزم شركة “آلات” التي يرأس مجلس إدارتها ولي العهد، تعزيز قدرات القطاع التقني في المملكة ورفع مساهمته في المحتوى المحلي والاستفادة من وتيرة تطوره المتسارعة وزيادة جاذبيته وقدرته على استحداث الفرص الاستثمارية.
الشركة الجديدة من شأنها دفع عجلة الابتكار والتصنيع في المملكة ورفع جهود البحث والتطوير وتوطين الخبرات في قطاعي الصناعة والإلكترونيات عبر تنمية الكفاءات المحلية والارتقاء بجودة الوظائف المحلية، إذ ستعمل على استحداث أكثر من 39 ألف فرصة عمل مباشرة في المملكة، وتصل مساهمتها المباشرة في المنتوج المحلي الإجمالي غير النفطي إلى 35 مليار ريال بحلول عام 2030.
ويتماشى تأسيس “آلات” مع استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة في التوسع في المجالات المرتبطة بالصناعات وسائر قطاعاته ذات الأولوية محلياً، مع تعزيز سلاسل الإمداد المحلية بما يتواكب مع استراتيجيته التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتحقيق النمو المستدام وفق مستهدفات رؤية السعودية 2030.
– أطلق الأمير محمد بن سلمان 4 ديسمبر/كانون الأول الجاري الاستراتيجية الوطنية لاستدامة البحر الأحمر، الهادفة لحماية النظام البيئي للبحر الأحمر، وتعزيز أطر التعاون لاستدامته، وتمكين المجتمع ودعم التحول إلى اقتصاد أزرق مستدام بما يحقق التنوع الاقتصادي ويتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، والأولويات الوطنية لقطاع البحث والتطوير والابتكار التي أُطلقت مسبقًا، وأهمها استدامة البيئة والاحتياجات الأساسية.
ولدعم الاقتصاد الوطني، تستهدف الاستراتيجية بحلول عام 2030 زيادة تغطية المناطق المحمية البحرية والساحلية من 3% إلى 30%، ودعم وصول مساهمة الطاقة المتجددة إلى 50% من مزيج الطاقة المستهدف، وتوفير آلاف الفرص الوظيفية المتعلقة بأنشطة الاقتصاد الأزرق، وحماية استثمارات المملكة في المشاريع السياحية في المناطق الساحلية مما يسهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي.
وتمضي المملكة العربية السعودية في طريقها لتحقيق المزيد من الإنجازات من خلال رؤية 2030، مستهدفة تعزيز النمو الاقتصادي واستدامته في المجالات كافة، وإرساء أسس جديدة لتنويع مصادر الدخل.
aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز