السلاح يرتد على صاحبه.. ترامب في قفص «التدهور المعرفي»
استنادا لمراجعة خطابات دونالد ترامب، رأى خبراء نفسيون أن أسلوب الرئيس السابق في التحدث يكشف عن علامات تدهور معرفي، في ضربة قوية.
وما يفاقم خطورة هذا الاستنتاج، أن ترامب المرشح الجمهوري للانتخابات المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، طالما استخدم تقارير السن والتدهور المعرفي للتقليل من قدرة خصمه السابق، جو بايدن، على قيادة البلاد، قبل انسحاب الأخير من السباق.
وخلص تحليل أجرته منظمة STAT، وهي مؤسسة إعلامية تركز على الصحة، أن النمط الشائع لترامب في الكلام والذي يسمى التطفل، أو القفز من موضوع إلى آخر دون رابط بينهما إن وجد، هو مجرد واحد من عدد من عادات التحدث غير المتماسكة التي يبدو أنها ساءت في السنوات القليلة الماضية.
ووجد الخبراء أنه منذ عام 2017، تدهورت طريقة ترامب في التحدث بشكل أكبر، إذ انخفضت تعقيدات أسلوبه في الخطاب. وقال العديد من الخبراء إن “بعض التغييرات في أسلوب الرئيس السابق في التحدث كانت مؤشرات محتملة على التدهور المعرفي”.
وخلال حملة 2024، بدا أن ترامب يخلط بين أسماء بايدن وسلفه الرئيس باراك أوباما، وكذلك السفيرة السابقة للأمم المتحدة نيكي هيلي ورئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي.
ولكن حتى مع تعرض هذه الأخطاء لانتقادات شديدة، فإنها “ليست كبيرة”، كما قال الخبراء للوهلة الأولى.
ولكن عندما شاهد الخبراء مقاطع من عام 2024 وقارنوها بمقاطع من عام 2017، لاحظوا أن خطاب ترامب تضمن جملًا أقصر وترتيبًا مشوشًا للكلمات وتكرارًا واستطرادات مطولة.
هنا، قال الخبراء إن الأسباب قد تتنوع، بعضها أسوأ من غيرها، بما في ذلك تغيرات المزاج، أو محاولة كسب مجموعة معينة من الناس، أو الشيخوخة الطبيعية، أو قد تكون بداية لحالة معرفية مثل مرض الزهايمر.
بعض الخبراء يرون أن هذا الاتجاه قد يشير إلى الاكتئاب، والذي يرتبط أيضًا باستخدامه لعدد أقل من الكلمات الإيجابية مقارنة بما كان عليه في وقت سابق، وكذلك إشاراته العديدة إلى المشاعر السلبية بعد رحيله من البيت الأبيض.
“التراجع المعرفي”
ولاحظ هؤلاء الخبراء أن المقياس اللغوي للتفكير التحليلي يكشف أن مستويات التعقيد لدى ترامب منخفضة بشكل ملحوظ – حيث يتراوح معظم المرشحين الرئاسيين بين 60 و70 في المقياس، بينما يتراوح ترامب من 10 إلى 24، وهو ما وصفوه بأنه “مذهل”.
البعض الآخر من الخبراء يذهب إلى “انحرافات ترامب زادت منذ عام 2017″، وأنه “من الصعب متابعته”.
وأضاف هؤلاء الخبراء “من المتوقع حدوث بعض التراجع المعرفي، بالطبع، فهو يبلغ من العمر 78 عامًا”.
وأضافوا: “هناك أدلة معقولة تشير إلى أشكال من الخرف. فالانخفاض في تعقيد الجمل والمفردات يقودك إلى صورة معينة من التراجع المعرفي”.
وقال أستاذ علم الأعصاب بجامعة بوسطن أندرو بودسون في تصريحات صحفية، إن “انحرافات ترامب من المحتمل أن تكون مرتبطة بالفص الجبهي، وهو الجزء من الدماغ الأكثر تأثرًا بالشيخوخة”.
قبل أن يتابع “يمكن أن تكون الانحرافات أيضًا علامة على اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أو قلة النوم أو قد تكون مؤشرًا على مرض الزهايمر”.
ولم ترد حملة دونالد ترامب على هذه التقارير على الفور.
aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز