«الصندوق الأسود» لإخوان تونس.. صهر الغنوشي راعي نشر بذور الفتنة
من منفاه، لا يتوانى القيادي الإخواني ووزير الخارجية التونسي الأسبق رفيق عبدالسلام في تشويه بلاده وتبرئة حركة النهضة من جرائمها.
ولا يمر يوم إلا وينشر عبدالسلام تدوينات تستهدف دولته وحكومته التي تحاول تطهير نفسها من براثن الإخوان، فيما يزرع بذور الفتنة بين التونسيين.
رفيق عبدالسلام هو صهر زعيم إخوان تونس راشد الغنوشي، وصدرت في حقه منذ سنة مذكرة جلب دولية لتورطه في قضية التآمر على أمن الدولة المتهم فيها الغنوشي.
وفي وقت سابق تم الإعلان عن أنه سيتم التحقيق مع 12 شخصا، أغلبهم قيادات بحركة النهضة وعلى رأسهم رفيق عبدالسلام، بتهمة ارتكاب مؤامرة للاعتداء على أمن الدولة الداخلي.
والاعتداء المقصود منه تبديل هيئة الدولة وحمل السكان على مهاجمة بعضهم بعضا طبقا للائحة الاتهام.
وفي 24 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حكمت الدائرة الجناحية بالمحكمة الابتدائية بتونس غيابيا بالسجن مدة 5 أعوام مع النفاذ العاجل بحق رفيق عبدالسلام بتهمة “نشر الأخبار الزائفة والإساءة إلى الغير عبر مواقع التواصل الاجتماعي”.
زرع بذور الفتنة
عبد الرزاق الرايس المحلل السياسي التونسي قال لـ”العين الإخبارية” إن “رفيق عبدالسلام الذي فر خارج البلاد قبل أيام من إجراءات 25 يوليو/تموز 2021 التي أطاحت بحكم الإخوان يحاول من منفاه زرع بذور الفتنة بين التونسيين عن طريق تشويه المسار الإصلاحي الذي انتهجه الرئيس قيس سعيد”.
وأضاف الرايس أنه “بمجرد وصول الإخوان للحكم، تم تعيين عبدالسلام وزيرا للخارجية، ليقوم بتسهيل مخططاتهم الخارجية وتسهيل عملية تسفير الإرهابيين إلى بؤر التوتر، بتوقيعه على الأوراق اللازمة لذلك ومدهم بالأموال”.
وأشار إلى أنه خلال فترة وجود عبد السلام على رأس الخارجية التونسية تم قطع العلاقات الدبلوماسية التونسية السورية.
وقال إن “البلاد على المسار الصحيح في محاسبة الفاسدين والمتورطين في دعم الإرهاب وتسفير الشباب للموت في بؤر التوتر”.
وأضاف أن “ملفات العشرية السوداء فتحت ولن تغلق إلا بإصدار أحكام صارمة لمحاسبة أتباع حركة النهضة”.
من جهة أخرى، أكد الرايس أن رفيق عبدالسلام متورط في نهب منحة صينية، قيمتها مليون دولار، إثر تحويلها مباشرة إلى حسابه البنكي الخاص حينما كان وزيرا الخارجية.
من هو رفيق عبدالسلام؟
رفيق عبدالسلام ينحدر من نفس المنطقة التي ينتمي إليها راشد الغنوشي من حامة قابس (جنوب شرقي تونس) وهو عضو المكتب التنفيذي لحزب حركة النهضة، شغل منصب ووزير الخارجية في حكومة حمادي الجبالي.
ودرس عبدالسلام الفلسفة بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس، ونشط في الفترة بين 1987 و1990 في صلب الاتحاد العام التونسي للطلبة.
وخلال الحملة على أعضاء حركة النهضة في مطلع التسعينيات، فر خلسة إلى المغرب حيث واصل دراسته العليا، ثم استكمل دراسته في المملكة المتحدة حيث على الدكتوراه في العلوم السياسية والعلاقات الدولية من جامعة وستمنستر عام 2003.
وصعد عبدالسلام مع راشد الغنوشي سياسيا منذ 2011، وكان بمثابة حامل أختام التمويلات المشبوهة للإخوان.
ويعتبر عبدالسلام الصندوق الأسود في مملكة “المال والإرهاب” بتونس، وهو عضو مكتب النهضة السياسي، ووزير خارجية تونس في حكومة الترويكا الأولى من 2012 إلى 2014، ولأنه صهر الغنوشي، فقد حظي بالدعم من والد زوجته.
وفي 5 يوليو/تموز 2022،أعلنت السلطات التونسية أنّ قضاء مكافحة الإرهاب أمر بتجميد الأرصدة المالية والحسابات المصرفية لـ10 أشخاص، من بينهم رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي ورفيق عبدالسلام ومعاذ، نجل الغنوشي.
وسبق لعبدالسلام أن شن هجوما غير مبرر على الدولة التونسية واتهم الجيش بعدم الحياد، حتى أن حركة النهضة نفسها تبرأت من تصريحاته.
aXA6IDE5Mi4yNTAuMjM5LjExMCA= جزيرة ام اند امز