الصين وأمريكا في حوار شانغريلا.. رسائل متبادلة واتفاق على «التواصل»
في أول اجتماع مباشر لهما، سعى وزيرا دفاع أمريكا والصين إلى تحقيق الاستقرار في العلاقات العسكرية بين بلديهما وتجنب حدوث أزمة في آسيا.
والتقى وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، نظيره الصيني دونغ جون يوم الجمعة، في محادثات وصفها متحدّث باسم بكين بأنّها «إيجابيّة».
وغداة تلك المحادثات، قال أوستن، يوم السبت، إنّ الولايات المتحدة لا يمكن «أن تكون آمنة إلّا إذا كانت آسيا آمنة»، مؤكدا أن منطقة آسيا والمحيط الهادئ تبقى «أولويّة» لواشنطن.
وقال أوستن خلال حوار شانغريلا، وهو منتدى دفاعي سنوي يستمرّ حتى الأحد وأضحى في السنوات الأخيرة مقياسًا لمستوى العلاقات الصينيّة الأمريكيّة، إنّه «لا يمكن للولايات المتحدة أن تكون آمنة إلّا إذا كانت آسيا آمنة، ولهذا السبب حافظت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة على وجودها في هذه المنطقة».
وأضاف أنّه على الرّغم من الصراعات في أوروبا والشرق الأوسط فإنّ منطقة المحيطين الهندي والهادئ «تبقى مسرح عمليّات ذا أولويّة لنا».
في المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، وو تشيان، للصحفيين، إن الوزير جون، أبلغ أوستن بضرورة ألا تتدخل الولايات المتحدة في شؤون الصين مع تايوان، مشيرًا إلى أن «النهج الأمريكي تجاه تايوان ينتهك الالتزامات التي تعهدت بها الولايات المتحدة ويرسل إشارة خاطئة إلى القوى الانفصالية في الجزيرة».
التواصل العسكري
إلا أنه مع ذلك، أكد الجانبان على أهمية الحفاظ على قنوات الاتصال العسكرية مفتوحة، فيما قال مسؤول كبير في «البنتاغون»، إن الاجتماع يعد «خطوة مهمة» على طريق فتح قنوات الاتصال.
وتسعى الولايات المتحدة إلى تعزيز تحالفاتها وشراكاتها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، خصوصا مع مانيلا، بينما تعمل على مواجهة نفوذ الصين وقوتها العسكرية المتنامية.
ويُعقد هذا المنتدى الذي يحضره الكثير من مسؤولي الدفاع من مختلف أنحاء العالم، بعد أسبوع على مناورات عسكريّة كبيرة نفّذتها الصين، وفرضت خلالها سفن حربيّة وطائرات مقاتلة صينيّة طوقًا حول تايوان التي تطالب بكين بالسيادة عليها.
وقالت صحيفة «واشنطن بوست»، إن الولايات المتحدة تحاول العمل مع الصين، لمنع سوء التواصل وإعادة إنشاء خطوط عسكرية ساخنة لمنع وقوع حادث يتصاعد إلى أزمة.
تطور مهم
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن إبقاء خطوط التواصل مفتوحة، «مهم بشكل خاص في بحر الصين الجنوبي، حيث تنخرط بكين في مواجهات مع حلفاء أمريكا مثل الفلبين، ووسط النشاط العسكري الصيني المتصاعد حول تايوان».
ولم توافق بكين على إعادة فتح قنوات الاتصال هذه إلا في نوفمبر/تشرين الثاني، عندما التقى الرئيس بايدن بالزعيم الصيني شي جين بينغ في كاليفورنيا.
وعين دونغ الرئيس السابق للبحرية الصينية البالغ من العمر 62 عامًا، في ديسمبر/كانون الأول 2019 ، ليحل محل لي شانغ فو.
وباعتباره وزيراً للدفاع، فإن دور دونغ يتعلق في المقام الأول بالدبلوماسية العسكرية. يتم تحديد العمليات والاستراتيجية من قبل شي وكبار أعضاء اللجنة العسكرية المركزية للحزب الشيوعي الصيني.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن التعامل مع إحباط الصين المتزايد إزاء الوجود الأمريكي في المناطق التي تعتبرها بكين حديقتها الخلفية – بما في ذلك بحر الصين الجنوبي – أصبح أولوية قصوى لدول جنوب شرق وشرق آسيا، وخاصة بين تلك الدول التي ترغب في تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية مع بكين.
aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز