العام النجمي.. أسرار الزمن بين الأرض والنجوم
يشير مصطلح “العام النجمي” إلى المدة الزمنية التي تستغرقها الأرض لإتمام دورة واحدة حول الشمس بالنسبة للنجوم الثابتة.
وبخلاف العام العادي، الذي يُقاس وفقًا لحركة الشمس عبر السماء، يُقاس العام النجمي بالنسبة للنجوم التي لا تتغير مواقعها، مما يجعله يختلف قليلاً عن العام الذي يعتمد على الشمس.
يبلغ متوسط مدة العام النجمي حوالي 365.256363004 يومًا شمسيًا (أي 365 يومًا و6 ساعات و9 دقائق و9.76 ثانية)، وهو أقل بحوالي 20 دقيقة من العام العادي الذي يبلغ حوالي 365.242 يومًا. ويعرف العام العادي أيضًا باسم “العام المداري” أو “التروبكال” وهو يعتمد على حركة الشمس على طول السماء.
تعود فكرة العام النجمي إلى بدايات علم الفلك، حيث كان الفلكيون القدماء يراقبون النجوم وحركة الأجرام السماوية في السماء، ويعتمدون عليها لتحديد التوقيت والمواسم الزراعية. في ذلك الوقت، كان يُعتقد أن الأرض ثابتة في مركز الكون، وأن النجوم لا تتحرك بالنسبة للأرض، وكانت الأجرام السماوية تتحرك حولها.
من الناحية الفلكية، فإن الفارق بين العام النجمي والعام العادي ليس كبيرًا، لكنه يُعد مهمًا في علم الفلك التقليدي، حيث كان الفلكيون القدماء، مثل الفلكي هيبارخوس في القرن الثاني قبل الميلاد، قد اكتشفوا هذا الفارق لكنهم كانو يفسرونه بشكل مختلف. كانت تلك الحسابات تُعتبر معقدة لكنها دقيقة جدًا وفقًا لمفاهيمهم في ذلك الوقت.
اليوم، رغم أن الفكرة قد تبدو قديمة أو غير مفهومة في ضوء مفاهيم مثل الجاذبية والفضاء اللامتناهي، إلا أن فهمنا لأهمية العام النجمي يظل جزءًا من تاريخ الفلك والعلم البشري الذي تطور بشكل تدريجي من خلال تصحيح الأفكار التي كانت تبدو بديهية في حينها.
aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز