«العديسة» و«مارون الراس».. ممرات نارية نحو قلب الجنوب اللبناني
«العديسة» و «مارون الراس»، بلدتان لبنانيتان، اعتبرا بمثابة «مفتاح الطرق» العرضية في جنوب البلد العربي، ما يفسر «ضراوة القتال» فيهما.
وشهدت العديسة جنوب لبنان، اشتباكات بين القوات الإسرائيلية، وعناصر حزب الله اللبناني، أمس، ما أدى إلى سقوط قتلى في صفوف الجنود الإسرائيليين، فيما أعلن “حزب الله” اليوم تفجير عبوتين ناسفتين في قوة إسرائيلية حاولت التسلل إلى بلدة مارون الراس في جنوب لبنان.
إلا أن «الملفت» في الأمر، أن الخسائر الإسرائيلية في مارون الراس والعديسة، كانت تكرر على نحو مشابه في حرب يوليو/تموز من العام 2006، حتى إن “معركة مارون الراس” حينها كانت إيذانا ببدء الحرب الشاملة على جنوب لبنان، فيما كانت العديسة آخر بلدة تغادرها القوات الإسرائيلية في العام 2000، والأولى التي تسعى لاقتحامها في عامي 2006 و 2024.
والعديسة.. هي أقرب نقطة في الأراضي اللبنانية إلى إسرائيل، وارتفاعها عن سطح البحر بنحو 700 متر يمنحها أهمية استراتيجية؛ فالسيطرة عليها تسمح بكشف كل القرى الحدودية في قضاء مرجعيون، ومنها يمكن تأمين مستوطنة “مكساف”. وتعد البلدة كاشفة للطرق القادمة من بيروت وصيدا والنبطية وكفر كلا والطريق الساحلي.
أما بلدة مارون الراس، فتقع في أعلى قمة على الإطلاق على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وعلى مسافة كيلو متر تقريبا أعلى مستوى سطح البحر، وتطل على قضاء بنت جبيل، ومنها يمكن السيطرة على بنت جبيل، وبلدتي عيترون، ويارون، الاستراتيجيتين في جنوب لبنان، وكذلك تأمين مستوطنة “أفيفيم” في شمال إسرائيل.
وعن ذلك، يقول الخبير الاستراتيجي المصري اللواء سمير فرج، في حديث لـ”العين الإخبارية”، إن القتال في بلدتي العديسة ومارون الراس، ينطبق عليه المثل العسكري القائل بأن: “من يسيطر على القمة يمتلك التاج”.
وأوضح أن النقطتين تعدان من النقاط القابلة للاختراق على طول الحدود، لكن رغم ذلك فإن طبيعتهما الجغرافية تمنحهما أهمية استراتيجية، كونهما من النقاط العالية، «التي تعد من مفاتيح السيطرة على جنوب لبنان وتأمين مستوطنات الشمال».
وبحسب الخبير الاستراتيجي، فإن “القتال في الأرض الجبلية مختلف تماما عن غيره في الأرض المنبسطة، لذا يسعى كلا الطرفان للسيطرة على مفاتيح الطرق العرضية، والنقاط المرتفعة التي تعد منطلقا لتأمين القوات والهجمات”.
وأضاف أن «السيطرة على القمم الجبلية في المرحلة المقبلة أمر مهم جدا، فلو سقطت قمة واحدة، ستكون بداية للسيطرة على مساحات شاسعة أسفلها، ما يعني أن «العديسة ومارون الراس تعدان ممرات إجبارية للسيطرة على جنوب لبنان، لكن تبقى تلك الممرات بواباتها من نار».
aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز