«العمود الفقري» للقوة الاقتصادية العظمى مهدد.. ما علاقة المهاجرين؟
تشكّل الهجرة محوراً أساسياً في النقاش المرتبط بالانتخابات الرئاسية لهذا العام.
توصف الهجرة بكونها “عمود فقري” أتاح للولايات المتحدة أن تصبح أكبر قوة اقتصادية في العالم، بحسب خبراء استطلعت وكالة “فرانس برس” آرائهم.
في عام الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني، برزت مسألة الهجرة كموضوع أساسي في الخطاب الانتخابي خصوصاً مع استخدام المرشح الجمهوري لخطاب أكثر عنفًا ضد المهاجرين وتعهده بأن ينفذ عمليات طرد جماعية في حال عودته إلى البيت الأبيض.
ويُشكّل العمال المهاجرون في الولايات المتحدة؛ حيث المجتمع يزيد شيخاً، “العمود الفقري” للاقتصاد، حسبما يرى جاستن جيست الخبير في قضايا الهجرة في جامعة جورج ميسون، في تصريحات مع وكالة “فرانس برس”.
ويعتبر جيست أن العديد من القطاعات مثل الغذاء والخدمات والزراعة والصحة والبناء “تعتمد هيكليًا على اليد العاملة المهاجرة” لأنها تُعدّ واحدة من القوى العاملة “الأكثر مرونة وتحركًا وتنوعًا في البلد”.
وترى كبيرة الخبراء الاقتصاديين سابقًا في وزارة العمل الأمريكية هايدي شيرهولز أن حرمان الشركات من العمّال المهاجرين سيكون “كارثيًا بالنسبة لبعض القطاعات” وسيكون له “آثار متتالية على الاقتصاد برمّته”.
ويفسّر جيست ذلك بأن “تكلفة العمالة ستزيد” وبالتالي “ستؤدي إلى ضغوط تضخمية تنعكس ارتفاعًا بالتكاليف على كل الأمريكيين”.
فائض من الوظائف
ومن شأن زيادة الهجرة أن تفيد الاقتصاد الأمريكي، بحسب توقعات مكتب الميزانية بالكونغرس الأمريكي.
وقدّرت هذه الهيئة في فبراير/شباط أن تسمح زيادة عدد المهاجرين الوافدين للاقتصاد الأمريكي بكسب 7000 مليار دولار (7 تريليون دولار) على مدى العقد المقبل ويعود ذلك جزئيًا إلى القوة العاملة لهؤلاء الأشخاص.
وفي أبريل/نيسان، قالت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا إن “الولايات المتحدة تستفيد من وفرة القوى العاملة التي تعبر الحدود” والتي تمنح البلاد “ميزة نسبية تتمثل بأن الأجور لا تزيد لأن نقص العمالة لا يمارس ضغطاً قوياً على زيادة الأجور”.
ويأتي الوافدون الجدد لشغل وظائف تتطلب مهارات متدنية ويصعب أن يشغلها عمال آخرون.
ويقول أوسكار تشاكون مدير تجمّع “أليانزا أميريكاس” الذي يضمّ 58 منظمة تُعنى بالدفاع عن حقوق المهاجرين في البلد “إن الولايات المتحدة لديها ما لا تمتلكه بلدان أخرى في الأمريكيتين وهو فائض من الوظائف”.
وفي الولايات المتحدة أكثر من ثمانية ملايين وظيفة شاغرة بحسب وزارة العمل.
غير أن توافد المهاجرين “يخلق مشكلة في السياسة الداخلية”، بحسب غورغييفا.
اجتياح وانقسام
وتثير هذه المسألة انقسامًا شديدًا بين الأمريكيين، بحيث يتهم الجمهوريون الرئيس الديمقراطي جو بايدن بترك المهاجرين “يجتاحون” البلد.
ومنذ بداية ولايته، أوقف أكثر من سبعة ملايين شخص بعد عبورهم بشكل غير نظامي الحدود مع المكسيك، بحسب أرقام رسمية.
وبتحدث دونالد ترامب بانتظام عن جرائم قتل مروعة يرتكبها أشخاص دخلوا الولايات المتحدة بطريقة غير شرعية، ليقول إن هناك موجة من الجرائم سببها المهاجرون غير الشرعيين دون أن تدعم أي دراسات أو إحصائيات ما يقوله.
aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز