القصة الكاملة.. ماذا يحصل في الساحل السوري؟

مئات القتلى سقطوا في الساحل السوري منذ انفجار الأوضاع هناك مساء الخميس الماضي.
وفي وقت حمل الرئيس السوري أحمد الشرع من أسماهم بـ”فلول النظام” السابق، مسؤولية تفجر العنف في اللاذقية وطرطوس، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 501 مواطن في المحافظتين نتيجة “عمليات تصفية”، منذ أول من أمس.
وكان مسلحون موالون للحكم السابق، هاجموا ليل الخميس رتلا لقوات الأمن في منطقة الساحل، حسب “فرانس برس”، موقعين قتلى، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة، تم على إثرها فرض حظر للتجول.
تجاوزات ومطالب بالتحقيق
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان مساء السبت، إن “محافظة اللاذقية أتت في المرتبة الأولى، في عمليات التصفية ثم طرطوس”.
وأضاف: “شهدت مناطق الساحل السوري وجبال اللاذقية أحداثا مؤلمة وعمليات تصفية، راح ضحيتها المئات من المواطنين بينهم نساء وأطفال”، متهما “قوات الأمن وعناصر وزارة الدفاع والقوات الرديفة لها”، بارتكاب تلك “الانتهاكات”.
وأشار إلى مقتل 378 مواطنا في اللاذقية، و123 مواطنا في طرطوس، محذرا من “خطورة تصاعد أعمال العنف ضد المدنيين”.
وطالب السلطات السورية في دمشق بمحاسبة المتورطين في تلك الانتهاكات.
تطورات ميدانية
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”، مساء السبت، أن وفدا من إدارة منطقة جبلة باللاذقية وإدارة الأمن العام وصل إلى مطار “حميميم” لطمأنة الأهالي الموجودين فيه وإعادتهم لقراهم.
وكان مواطنون لجأوا إلى المطار الروسي خشية تعرضهم لهجمات.
وحسب “سانا”، فإن مسلحين موالين للحكم السابق هاجموا دورية لإدارة الأمن العام بالقرب من مدينة الحفة في ريف اللاذقية مساء السبت ما أدى لمقتل عنصر وإصابة اثنين آخرين، كما استهدف مسلحون المستشفى الوطني باللاذقية.
وضبطت إدارة الأمن العام سيارة تحتوي على أسلحة وذخائر، خلفتها مجموعات مسلحة في محافظة اللاذقية قبل فرارها.
وأكد مدير إدارة الأمن العام في محافظة اللاذقية المقدم مصطفى كنيفاتي، الالتزام التام بحماية السلم الأهلي وضمان أمن جميع المواطنين، متعهدا بعدم “التهاون في هذا المبدأ”.
وانتشرت قوات الأمن العام في أحياء مدينتي اللاذقية وطرطوس، بعدما أعلنت وزارة الدفاع تطويق “فلول النظام”.
وأوضحت وزارة الدفاع أنه تم إغلاق الطرق المؤدية إلى منطقة الساحل، لضبط المخالفات ومنع التجاوزات وعودة الاستقرار تدريجياً إلى المنطقة.
وقال مصدر في الوزارة: “بعد استعادة السيطرة على معظم المناطق تعلن وزارة الدفاع بالتنسيق مع إدارة الأمن العام إغلاق الطرق المؤدية إلى منطقة الساحل، وذلك لضبط المخالفات ومنع التجاوزات وعودة الاستقرار تدريجيا إلى المنطقة”.
وأضاف المصدر: “وزارة الدفاع شكلت لجنة طارئة لرصد المخالفات، وإحالة من تجاوز تعليمات القيادة خلال العملية العسكرية والأمنية الأخيرة إلى المحكمة العسكرية”.
وزار العقيد حسن عبد الغني المتحدث باسم وزارة الدفاع عدة مناطق في الساحل وتحدث مع الأهالي وأخبرهم بالتواصل في حال حدوث أي تجاوز.
وأوضح مصدر في إدارة الأمن العام، أنه نتيجة زعزعة الاستقرار والأمن انتشرت عمليات السرقة بشكل كبير في عدة مناطق بالساحل السوري، لافتا إلى التوجيه بضبط الأمن في مدن جبلة وطرطوس واللاذقية وما حولها، وتم حتى الآن استعادة عدد كبير وكميات ضخمة من المسروقات واعتقال العديد من اللصوص.
توجيهات وتعهدات الشرع
وكان الرئيس السوري أحمد الشرع، طالب فلول النظام السابق بالاستسلام، ووجه قوى الأمن بألا تسمح لأحد بـ”التجاوز والمبالغة في رد الفعل وأن تعمل على منع ذلك”، وعدم إهانة الأسير أو ضربه.
وأضاف: “أهل الساحل في مناطق الاشتباك جزء من مسؤوليتنا وواجب علينا حمايتهم، ورغم ما تعرضنا له من غدر فالدولة ستبقى ضامنة للسلم الأهلي، ولن تسمح بالمساس به”.
شرارة الأحداث
وأعلنت السلطات الجمعة تمديد حظر التجول في مدينتي طرطوس واللاذقية في ظل اشتباكات اندلعت الخميس تعد “الأعنف” منذ الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وأعلنت السلطات في سوريا الجمعة إطلاق عملية أمنية في مسقط رأس عائلة الأسد. ووصلت تباعا تعزيزات عسكرية إلى المنطقة الساحلية، وبدأت “عمليات تمشيط واسعة في مراكز المدن والقرى والبلدات والجبال المحيطة” في محافظتي طرطوس واللاذقية، تستهدف “فلول ميليشيات الأسد ومن قام بمساندتهم ودعمهم”، وفق ما نقلت وكالة اأنباء السورية الرسمية “سانا” عن مصدر قيادي في إدارة الأمن العام.
الكنائس تدين
ودانت الكنائس السورية السبت “استهداف المواطنين الأبرياء”، مطالبة بالتحقيق في التجاوزات.
وجاء في بيان مشترك لبطاركة الروم الأرثوذكس والسريان الأرثوذكس والروم الملكيين الكاثوليك: “تشهد سوريا في الأيام الأخيرة تصاعدًا خطيرًا في أعمال العنف والتنكيل والقتل، وقد أسفرت عن تعد على المواطنين المدنيين الأبرياء، ومن بينهم نساء وأطفال”.
ودان البطاركة “بشدة أي تعدٍّ يمسّ السلم الأهلي” و”استهداف المواطنين الأبرياء”، داعين إلى “وضع حدٍّ لهذه الأعمال المروعة”.
aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز