الكشف عن طول عمر الحياة.. إعادة تعريف عوالم صالحة للسكن خارج الأرض
لعقود من الزمن، تصور مؤلفو الخيال العلمي سيناريوهات تزدهر فيها الحياة على الأسطح القاسية للمريخ أو قمرنا.
لكن دراسة القابلية للسكن، أي الشروط اللازمة لدعم الحياة واستدامتها ، لا تقتصر فقط على صفحات الخيال، فمع دراسة المزيد من الأجسام الكوكبية في نظامنا الشمسي وخارجه للتأكد من قدرتها على استضافة ظروف مناسبة للحياة، يناقش الباحثون كيفية توصيف قابلية السكن.
وفي حين ركزت العديد من الدراسات على المعلومات التي تم الحصول عليها عن طريق المركبات الفضائية أو التلسكوبات المدارية التي توفر لقطات سريعة لعوالم المحيطات والكواكب الخارجية، تؤكد ورقة جديدة ظهرت في دورية “نيتشر أسترونومي” على أهمية دراسة العوامل الجيوفيزيائية المعقدة التي يمكن استخدامها للتنبؤ بصيانة الحياة على المدى الطويل، وتشمل هذه العوامل كيفية تدفق الطاقة والمواد الغذائية في جميع أنحاء الكوكب.
ويقول مارك سيمونز، وجون دبليو وهيربيرتا إم مايلز ، وهم باحثون متخصصون في الجيوفيزياء بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا: “الوقت عامل حاسم في تحديد قابلية السكن، فأنت بحاجة إلى وقت لكي يحدث التطور، فأن تكون الظروف مهيأة للسكن لمدة عام ليس كافيا، ولكن إذا استمرت الظروف الصالحة للسكن لمدة مليون عام، أو مليار، فهذا هو المهم، وفهم قابلية الكوكب للسكن يتطلب منظورا دقيقا من علماء الأحياء الفلكية والباحثين”.
وتؤكد الدراسة على الاتجاهات الجديدة للبعثات المستقبلية لقياس قابلية السكن في عوالم أخرى، وذلك باستخدام قمر زحل الجليدي إنسيلادوس كمثال أساسي.
وإنسيلادوس مغطى بالجليد ويوجد محيط مالح تحته، وفي العقد الماضي، حصلت مهمة كاسيني التابعة لناسا على قياسات كيميائية لأعمدة بخار الماء وحبيبات الجليد المنبعثة من الشقوق في القطب الجنوبي لإنسيلادوس، واكتشفت وجود عناصر مثل الكربون والنيتروجين التي يمكن أن تساعد على الحياة كما نعرفها.
وهذه الخصائص الجيوكيميائية كافية لوصف قابلية القمر للسكن “اللحظية”، ومع ذلك، لتوصيف قابلية إنسيلادوس للسكن على المدى الطويل، تؤكد الورقة على أن البعثات الكوكبية المستقبلية يجب أن تدرس الخصائص الجيوفيزيائية التي تشير إلى مدة وجود المحيط هناك، وكيفية تدفق الحرارة والمواد المغذية بين القلب والمحيط الداخلي والسطح، وتخلق هذه العمليات توقيعات جيوفيزيائية مهمة يمكن ملاحظتها، لأنها تؤثر على ميزات مثل تضاريس وسمك القشرة الجليدية للقمر إنسيلادوس.
ولا يقتصر هذا الإطار الأكبر لدراسة الصالحية للسكن على دراسة إنسيلادوس، وينطبق ذلك على جميع الكواكب والأقمار التي يبحث فيها الباحثون عن الظروف الضرورية للحياة.
ويقول ستيفن فانس، عالم مختبر الدفع النفاث ونائب مدير قسم علوم الكواكب في المختبر: “تدور هذه الورقة حول أهمية تضمين القدرات الجيوفيزيائية في البعثات المستقبلية إلى عوالم المحيطات، كما هو مخطط حاليا لمهمة يوروبا كليبر التي تستهدف قمر المشتري يوروبا”
aXA6IDE5Mi4yNTAuMjM5LjExMCA= جزيرة ام اند امز