الملابس والإطلالات.. أسلحة هاريس في مواجهة ترامب
إذا كانت هيلاري كلينتون ضربت ببدلاتها عنوانا للقوة الأنثوية، ونانسي بيلوسي بمعطفها الناري رمزا للعناد والقتال، فماذا بشأن كامالا هاريس؟
فمع دخول هاريس التي قد تكون رئيسة أمريكا القادمة إلى دائرة الضوء كمرشحة ديمقراطية للانتخابات الرئاسية لعام 2024، أصبحت خزانة ملابسها أداة أكثر قوة لنقل رسالتها وشخصيتها.
ويقول مراقبون إن الأمر لا يتعلق ببعض المقاييس الموضوعية للأناقة، بل بما يقرأه الناخبون في ما ترتديه هاريس، وكيف يرتبطون بها، فتصبح الملابس في كثير من النواحي، بديلا لجميع المشاعر غير المكتملة التي يشعر بها الناخبون تجاه المرشح، سواء كان جيدا أو سيئا، وخاصة حول المرشحة الأنثى.
في البداية وأثناء عملها كمدعية عامة، فضّلت هاريس الملابس العملية والمهنية، وغالبًا ما تُرى في بدلات سوداء كلاسيكية وإكسسوارات بسيطة، في إطلالة تعكس النهج الطبيعي الجاد لمسؤولياتها القانونية والتزامها بالاحتراف.
وفي عام 2020، خرجت من منطقة الراحة الخاصة بها من خلال الظهور في مجلة “فوغ” مرتدية بدلة بيضاء مع بلوزة بربطة عنق أثناء خطاب النصر تكريمًا للمناصرات لحق المرأة في التصويت.
الكعب العالي
لكن مع انتقالها بالكعب العالي إلى المسرح الدبلوماسي، بدأت خزانة ملابسها تعكس نفوذها وثقتها المتزايدة، بحسب وسائل إعلام أمريكية.
وأثبتت أنها أكثر من قادرة على الانغماس في رمزية الموضة عندما تشاء.
وكان أحد التحولات الملحوظة في أسلوبها هو دمج الألوان الجريئة كالأرجواني النابض بالحياة من تصميم كريستوفر جون روجرز، أو بدلة بيضاء أنيقة من تصميم كارولينا هيريرا ترمز إلى حق المرأة في التصويت،
وفي يوم التنصيب عام 2021، أقسمت هاريس اليمين مرتدية فستانا أرجوانيا ومعطفا متناسقا من تصميم كريستوفر جون روجرز، أحد المصممين الأمريكيين السود الذين دافعت عنهم خلال فترة ولايتها.
ولأن اللون مهم بالنسبة لهاريس، كان مظهر التنصيب ذو اللون الأرجواني بمثابة رمز للثنائية الحزبية – مزيج من اللون الأزرق الديمقراطي والأحمر الجمهوري، وفق مجلة “فوغ” الأمريكية.
وفي محطات حملتها الانتخابية لسباق 2024، ظهرت هاريس مرتدية البدلات المحايدة التي اعتمدتها كزيها الرسمي لمنصب نائب الرئيس، بدرجات الأسود والأزرق الداكن والبيج والأرجواني، مع لمسة عرضية من اللون الوردي أو الأزرق الفاتح.
وبحسب صحيفة “الغارديان” البريطانية، هناك بعض المنطق في هذا الاختيار للأسلوب. فالبدلة المصممة حسب الطلب هي رمز للقوة والاحتراف.
وارتداء الألوان الداكنة يعكس السلطة والشرعية، وهما صفتان مهمتان مطلوبتان في القائد، وفق الصحيفة.
بل إن هاريس ابتعدت كل البعد عن الصخب في ملابسها، ووصفتها سبارشا ساها، المحاضرة في جامعة هارفارد والتي شاركت في تأليف كتاب عن المعاني السياسية وتأثيرات أنماط الملابس، بأنها “عادية، ولكنها أنثوية أيضا”.
تحت مجهر الناخبين
تقول أماندا هانتر، المديرة التنفيذية لمؤسسة باربرا لي فاميلي، لصحيفة “نيويورك تايمز”: “نحن نعلم جيدا أن هاريس ستخضع للتدقيق بسبب مظهرها أكثر من المرشح الذكر”.
وتضيف: “لقد وجدنا في دراسة أجريت قبل عامين أن الناخبين لديهم تسامح أقل مع الشعر المتطاير والياقة المجعدة للمرشحة مقارنة بالرجل، إنهم يرون ذلك كعلامة، ومؤشر على التفكير غير الدقيق”.
ولكن حتى مظهرها البسيط يؤخذ في الاعتبار. ففي عام 2019، بينما كانت لا تزال مرشحة رئاسية لانتخابات 2020 قبل أن تنسحب لاحقا، تحدثت هاريس في منتدى حول سلامة الأسلحة النارية بإطلالة بسيطة: قميص أبيض بأزرار، وبنطال جينز أزرق، وحذاء رياضي أسود.
وفي مسيرة حول الحقوق الإنجابية عام 2023، ظهرت مرتدية سترة جلدية بنية اللون أنيقة فوق قميص أبيض بأزرار، وحذاء رياضي.
وبحسب “فوغ”، استخدمت كامالا هاريس الملابس لبث السلطة والتصريحات السياسية والكفاءة طوال فترة ولايتها.
لكن ماذا إذا فازت هاريس في الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من نوفمبر/ تشرين ثاني المقبل؟، هل ستتغير ملابس خزانتها لتتناسب مع اللحظة؟
aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز