المناخ يدمر المتعة.. أسعار قياسية للكاكاو والشوكولاتة مهددة
ارتفعت العقود الآجلة للكاكاو لتتخطى الـ12000 دولار للطن مسجلة رقم قياسي جديد وسط مخاوف متزايدة بشأن انخفاض الإنتاج في ساحل العاج، التي تُعد أكبر منتج للكاكاو.
وتضاعفت العقود الآجلة للكاكاو 3 مرات تقريبًا هذا العام، حيث ساهمت المحاصيل الضعيفة في غرب أفريقيا في أسوأ عجز على الإطلاق وأجبرت الشركات على السحب من المخزونات.
أدت المخاوف بشأن محصول أضعف من المتوقع في ساحل العاج في الموسم الحالي إلى تجدد مخاوف العرض. ومن المتوقع أن يبلغ الإنتاج في البلاد، التي تمثل أكثر من ثلث الإنتاج العالمي، 1.9 مليون طن في موسم 2024-25، وفقًا لمتوسط 8 تقديرات للمحللين والتجار جمعتها وكالة بلومبرغ للأنباء.
يعتبر هذا أقل بنحو 10% من توقعات الحكومة عند حوالي 2.1 إلى 2.2 مليون طن بالقرب من بداية الموسم في أكتوبر/تشرين الأول. وسوف يؤدي ضعف الحصاد إلى تعقيد الجهود المبذولة لإعادة بناء المخزونات التي تتجه نحو الانخفاض.
ماذا حدث بالسوق؟
بلغت إمدادات الكاكاو أدنى مستوياتها التاريخية العام الماضي، تحت ضغط من سوء الأحوال الجوية والأمراض التي ضربت الأشجار في غرب أفريقيا وكانت الصناعة تكافح بالفعل سوء إدارة القطاع والتهريب وارتفاع تكاليف الإنتاج.
مع انخفاض المعروض من حبوب الكاكاو، ارتفعت الأسعار إلى مستويات تاريخية في أسواق العقود الآجلة. وبدأت صناديق التحوط والمضاربون الآخرون في الخروج من السوق، وجني الأرباح وتجنب المخاطر المتزايدة الناجمة عن تقلبات الأسعار.
أرجأت غانا، بعد حصادها الكارثي في 2023-24، تسليم حبوب الكاكاو لمدة عام وأدى انخفاض المعروض إلى زيادة الأسعار بشكل أكبر.
على مدى العقد الماضي، سهلت صناديق التحوط النقدية والمضاربون الآخرون في السوق على تجار الكاكاو عملية الشراء والبيع، لكن ومع انسحاب صناديق التحوط من العقود الآجلة في الأشهر الـ5 الأولى من هذا العام، انخفضت السيولة في السوق، ما أدى بدوره إلى تأجيج تقلبات الأسعار وارتفاعها.
عقود الكاكاو
حبوب الكاكاو هي المكون الحيوي للشوكولاتة، ويتم إنتاج الكاكاو في العالم الآن في الغالب في دول غرب أفريقيا، وخاصة غانا وساحل العاج، وفي أمريكا اللاتينية.
يتم شراء معظم حبوب الكاكاو في العالم من قبل بيوت التجارة الكبرى مثل كارغيل وأولام وباري كاليبو، وهي أيضًا شركة لصناعة الشوكولاتة.
في غانا وساحل العاج، أكبر منتجين، تشتري بيوت التجارة هذه الحبوب مسبقاً من خلال عقود حكومية قبل موسم الزراعة، ثم يتم تسليم المحصول خلال موسم الزراعة الذي يمتد من أكتوبر/تشرين الأول من كل عام إلى سبتمبر/أيلول من العام الذي يليه.
كما يقوم بعض التجار بمعالجة الحبوب وتحويلها إلى مسحوق وزبدة ومشروب يُستخدم في منتجات من ألواح الشوكولاتة إلى كريم الوجه، ثم يبيعونها لصانعي الشوكولاتة.
كيف تتلاءم العقود الآجلة مع هذا الوضع؟
تلعب أسواق العقود الآجلة دوراً محورياً في تحديد أسعار السلع الأساسية على مستوى الصناعة. فهي تسمح للمستثمرين بشراء وبيع العقود لتسليم أي شيء من النفط ولحم الخنزير إلى الذهب والكاكاو، في تاريخ محدد وبسعر محدد في المستقبل.
كما يستخدم مشتري السلع المادية السوق، في حالة الكاكاو وغيره، لإدارة المخاطر.
يضع التجار طلباً لشراء حبوب الكاكاو بسعر معين، على أمل بيعها أو بيع المنتجات ذات الصلة بسعر أعلى في المستقبل وهو ما يسمى “المركز الطويل”. فهم بحاجة إلى حماية أنفسهم من خطر انخفاض الأسعار بحلول الوقت الذي يتلقونها فيه وعدم قدرتهم على البيع بالسعر الذي توقعوه.
أسواق العقود الآجلة للكاكاو مهمة، فهي تحدد أسعار حبوب الكاكاو الفعلية، ما يؤثر بدوره على سعر الشوكولاتة التي يشتريها المستهلكون، وإيرادات الدول المنتجة للكاكاو، والدخل الذي يتلقاه المزارعون.
أيضا، يتداول المضاربون مثل صناديق التحوط العقود الآجلة. فهم لا يتعاملون عادة في حبوب الكاكاو، بل يحاولون بدلاً من ذلك جني الأموال من ارتفاع وانخفاض قيمة السلعة في الأسواق.
تستخدم بعض صناديق التحوط أدوات مثل بيانات الطقس، لمعرفة تأثيره على ارتفاع وانخفاض أسعار حبوب الكاكاو، وتضع الرهانات وفقًا لذلك.
تستخدم صناديق أخرى الخوارزميات وأنظمة التداول لتحديد مدى خطورة السوق، وعدد الرهانات التي يجب القيام بها.
aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز