الناتو يتمدد لـ«الأردن».. مهام جديدة في منطقة مضطربة
مع ارتفاع منسوب التهديدات في الشرق الأوسط، على وقع حرب غزة، والمخاوف من انتشار لهيبها في المنطقة، اتجه «الناتو» إلى توسيع شراكاته، لأسباب عدة.
شراكة قادت حلف شمال الأطلسي «الناتو»، إلى إنشاء أول مكتب له في المنطقة، متخذًا من الأردن مقرًا له، مما سيسهم في «تعزيز الحوار السياسي والتعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك مع الأردن، وتعزيز فهمٍ أعمق للسياقات الوطنية والإقليمية وإحراز التقدم المنشود في تنفيذ برامج وأنشطة الشراكة»، بحسب بيان وزارة الخارجية الأردنية.
إلا أنه إلى جانب ذلك، يسعى «الناتو» من تدشينه المكتب الأول له بالمنطقة إلى «تأمين مصالحه في الشرق الأوسط، إضافة إلى مهام أخرى؛ فهو بمثابة رسالة ردع بسبب القلق المتزايد من توسع النفوذ الصيني والروسي»، بحسب محللين استطلعت «العين الإخبارية» آراءهم، أكدوا أن تلك الخطوة ستسهم في «تعزيز الأمن الإقليمي وتحسين جهود مكافحة الإرهاب، والتصدي لأي خطر مستقبلي أيضا بالنسبة للأردن».
دلالات الخطوة
يقول عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي، نعمان أبوعيسى، في حديث لـ«العين الإخبارية»، إن مكتب الناتو في الأردن يعد مدخلا جديدا للحلف في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أنه «يعكس رغبة أمريكا في حماية مصالحها، وسط تهديدات لوجودها العسكري بالعراق وسوريا».
وأوضح السياسي الأمريكي، أن زعماء الناتو في قمتهم الأخيرة بواشنطن ركزوا «على التحالفات العسكرية؛ للحد من نفوذ وتوسع الدور الروسي والصيني».
إطار كشف عن أن الشرق الأوسط «بات أكثر قوة وأهمية عقب الحرب في أوكرانيا وغزة»، يقول أبوعيسي، مضيفًا: «يأتي المكتب الجديد ليدلل على رغبة أمريكا في الحفاظ على تأمين موارد الطاقة، والحفاظ على أمن إسرائيل، في مقابل رغبة الأردن في الاعتماد على تحالفات دولية لتحقيق استقراره في ظل محيط إقليمي مضطرب».
بدوره، وصف الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، بجامعة القاهرة، في حديث لـ«العين الإخبارية»، إنشاء أول مكتب اتصال للحلف في الناتو، بـ«الخطوة المهمة التي يمكن البناء عليها».
الأمر نفسه أشار إليه الدكتور جواد العناني، نائب رئيس الوزراء الأردني الأسبق، والذي قال في حديث لـ«العين الإخبارية»، إن حلف الناتو يسعى لتمتين علاقاته مع دول الاعتدال في المنطقة.
فما دور المكتب الجديد؟
حول دور مكتب حلف الناتو الجديد بالأردن، قال نائب رئيس الوزراء الأردني الأسبق، إن المكتب الذي يمثل دول الناتو، سيقوم بمهام سفارة أو ممثلية للحلف، بصفتيها السياسية والعسكرية في المنطقة، إضافة إلى الترويج للحلف كمنظمة دفاعية في منطقة هامة جدا للولايات المتحدة وأوروبا، خاصة وأن منطقة المحيط الهادئ تشكل تحديا للناتو.
وأوضح المسؤول الأردني السابق، أن عمّان «المستقرة ترتبط بعلاقات مهمة ثنائية مع كل عضو في الناتو ومع الناتو كمجموع».
فـ«نحن أمام مهام جديدة لحلف الناتو في المنطقة»، بهذه الكلمات كشف الكاتب والمحلل السياسي الأردني، الدكتور منذر الحوارات، عن مغزى إنشاء مكتب الاتصال للحلف.
وأوضح المحلل السياسي الأردني، في حديث لـ«العين الإخبارية»، أن المكتب الجديد يحمل مهام جديدة، في ظل المخاوف من تمدد الحرب في المنطقة، وما تحمله من تهديد لمصالح دول الحلف، علاوة على أن توسيع شراكات وتعاقدات الحلف العسكري، يحمل رسالة ردع بسبب القلق المتزايد من توسع النفوذ الصيني والروسي.
وبحسب الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، بجامعة القاهرة، فإن «الحلف سيكون على أعتاب مهام جديدة في منطقة الشرق الأوسط، والتي يمكن أن تتوافق سياستها واستراتيجياتها بصورة أو بأخرى».
بحسب الحوارات، فإن «الخطوة من شأنها تعزيز الأمن الإقليمي وتحسين جهود مكافحة الإرهاب، والتصدي لأي خطر مستقبلي أيضا بالنسبة للأردن».
لماذا الأردن؟
يقول الكاتب والمحلل السياسي الأردني، الدكتور منذر الحوارات، إن «مكتب الاتصال يعبر عن ثقة الناتو وأعضاء الحلف بالأردن؛ كدولة مستقرة في إقليم مضطرب، لا سيما وأن الموقع الجيوسياسي لعمّان يتعرض لموجات من الاضطرابات الإقليمية، سواء الحرب على غزة، وما يحدث على الحدود الشمالية السورية وعلى الحدود الشرقية العراقية».
وأوضح المحلل السياسي، أن «الموقع الاستراتيجي والجيوسياسي للأردن يفرض على حلف الناتو إيجاد دولة مستقرة للتعامل معها في مواجهة الإرهاب، إضافة إلى أن الأخيرة شريك هام في الحرب ضد الارهاب، وتقديم المساعدات الإنسانية لإقليم فيه موجات كبيرة من اللاجئين والحروب».
وتابع: «هناك ثقة متبادلة بين حلف الناتو والأردن، وتحديدا الجيش الأردني، نظرا لإمكانياته اللوجستية والعسكرية، وهذا بالنسبة لكلا الطرفين قد يؤدي إلى مصالح مشتركة، وتعزيز التعاون العسكري والسياسي وكذلك الإنساني».
وأشار إلى أن «اتفاق الناتو مع دولة بهذا الموقع الاستراتيجي مثل الأردن سوف يوفر للحلف (العسكري) مزيدا من الدعم اللوجستي والاستخباراتي والعسكري؛ لمواجهة التحديدات المختلفة سواء الإرهاب، أو تهريب المخدرات التي باتت تشكل خطرا كبيرا».
وأضاف: «ربما توسع النفوذ الإيراني والميليشيات التابعة لها، تكون واحدة من الأهداف التي يسعى إليها هذا تواجد الحلف في البلاد».
الأمر نفسه، أشار إليه الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، بجامعة القاهرة، والذي قال إن «حلف الناتو يتمدد في مناطق عربية كبيرة، لكن الأهم بالنسبة له، هو الأردن، لأنها دولة تربطها بالولايات المتحدة شراكة كبيرة خصوصا أنها تحتل مكانه في الاستراتيجية الأمريكية بصورة كبيرة».
وأوضح، أن «الأردن دولة مهمة في نطاقها الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، وتجرى فيها مناورات سنوية، وأيضا هناك ترتيبات أمنية تشارك بها».
aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز