«النووي» يطرق أبواب «إسكندنافيا».. لماذا كسرت السويد حياد الـ200 عام؟
مع انضمام السويد في مارس/آذار الماضي، إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) لتصبح العضو الـ32، بات الطريق مفتوحا أمام نشر «أسلحة دمار شامل» لم تطرق من قبل الأراضي الإسكندنافية.
فالسويد التي ظلت 200 عام على الحياد، ولم تفلح الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، على جرها إلى ساحات القتال، أعلنت انفتاحها على نشر أسلحة نووية في البلاد.
ويبدو أن السويد قد تخالف، كلا من الدنمارك والنرويج، الدولتين الإسكندنافيتين، العضوين في حلف شمال الأطلسي، اللتين لم تسمحا بنشر قواعد عسكرية أجنبية دائمة أو منشآت نووية على أراضيهما في زمن السلم.
معارضة داخلية
ورغم المعارضة الداخلية أعرب رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون، الإثنين، عن انفتاحه لنشر أسلحة نووية في السويد في زمن الحرب، في الوقت الذي يطالب فيه المنتقدون بحظرها على أراضي البلد الذي انضم إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) قبل فترة قصيرة.
وسيصوت البرلمان السويدي في يونيو/حزيران على اتفاقية التعاون الدفاعي الثنائية المبرمة مع الولايات المتحدة التي ستسمح للأمريكيين بالوصول إلى القواعد العسكرية السويدية وتخزين معدات وأسلحة فيها.
وتحركت الكثير من المنظمات غير الحكومية منها جمعية «السلام والتحكيم» السويدية التي تنشط من أجل السلام، في سبيل دفع الحكومة إلى إدراج حظر نشر الأسلحة النووية على الأراضي السويدية في هذه الاتفاقية.
وأكدت الحكومة كذلك مرارا أن “مثل هذه الخطوة غير ضرورية مشيرة إلى “الإجماع الواسع حول الأسلحة النووية” في السويد فضلا عن القرار البرلماني الذي يحظر الأسلحة النووية في زمن السلم”.
لماذا أنهت الحياد؟
ودفعت مخاوف تكرار سيناريو أوكرانيا السويد إلى اتخاذ قرار التخلي عن الحياد والانضمام إلى الناتو وما يترتب عليه من نشر لأسلحة وانخراط في نشاطات عسكرية.
واعتبر رئيس الوزراء السويدي، أنه يجب تقييم الوضع بشكل مختلف «في زمن الحرب»، موضحا في تصريحات للإذاعة العامة: “في زمن الحرب يكون الأمر مختلفا تماما. وهذا رهن بما سيحدث”.
وبين أن “هدف عضويتنا لحلف شمال الأطلسي ودفاعنا هو الحرص على عدم تكرار هذا الوضع”، متابعا: “لو كانت أوكرانيا عضوا في حلف شمال الأطلسي لما تعرضت لهجوم من روسيا”.
وأضاف: “في أسوأ السيناريوهات على الدول الديمقراطية في منطقتنا من العالم أن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها من الدول التي قد تهددنا بالأسلحة النووية”.
وأشار إلى أن “مثل هذا القرار يتوقف على السويد وليس الولايات المتحدة”، مضيفا: “السويد تتخذ القرارات التي تتعلق بأراضي السويد”.
ومن جانبه، أكد الحزب الديمقراطي الاشتراكي الذي كان يتولى السلطة في السويد عند تقديم طلب الانضمام في مايو/أيار 2022، في حينها إنه سيسعى إلى التعبير عن “تحفظات أحادية الجانب بشأن نشر أسلحة نووية وقواعد دائمة على الأراضي السويدية”.
aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز