اليوم الـ86 لحرب غزة.. ختام كارثي لـ2023 ولا أفق لوقف القتال
دخلت الحرب بين إٍسرائيل وحركة حماس، الأحد، يومها الـ86، لتختتم عام 2023 الذي كان كارثيا على القطاع المدمر، وسط قصف لا يتوقف وسكان مشردون “بلا مكان آمن” وغياب لأي بوادر لوقف إطلاق نار.
“2023 هي أسوأ سنة في حياتنا. كانت سنة دمار وخراب. عشنا مأساة لم يعرفها حتى أجدادنا”.. هكذا عبر أحمد الباز، النازح إلى رفح عن حال الفلسطينيين في القطاع وكيف مر عليهم العام.
فيما توسعت نيران الحرب بعدة جبهات على الشمال مع حزب الله على الحدود مع لبنان، وفي الجنوب بالبحر الأحمر مع استمرار هجمات مليشيات الحوثي على السفن.
«الحرب مستمرة لأشهر»
وتأكيدا على استمرار الحرب، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن “الحرب التي تخوضها إسرائيل ضد حماس ستستمر أشهرا عدة”، مجدِّدا تعهده بـ”القضاء على الحركة الفلسطينية في قطاع غزة وإعادة الرهائن”.
وأضاف: “سنضمن أن غزة لن تشكل بعد الآن تهديدا لإسرائيل”، مشيرا إلى أن “حوالى 8 آلاف مقاتل فلسطيني قتلوا في العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة”.
وتابع رئيس الوزراء الإسرائيلي: “نحن نحرم حماس من قدراتها تدريجيا.. وسنقضي على قادتها أيضا”.
ويشهد وسط القطاع المحاصر وجنوبه الذي يضمّ عدداً كبيراً من النازحين الفلسطينيين قصفاً مكثفاً ليلاً ونهاراً.
وواصل سكان قرية الزوايدة في وسط قطاع غزة، انتشال جثث من تحت الأنقاض بعد غارات إسرائيلية.
وفي الجنوب، تصاعدت أعمدة الدخان في سماء مدينة رفح، وقالت أم لؤي أبو خاطر (49 عاما) التي نزحت من خان يونس (جنوب) بسبب الحرب، إلى مخيم موقت للاجئين في رفح: “كفانا من هذه الحرب! نحن منهكون تماماً. ننزح باستمرار من مكان إلى آخر وسط البرد”.
حصيلة جديدة للقتلى
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس في قطاع غزة، أن العمليات العسكرية الإسرائيلية خلّفت 21672 قتيلاً في القطاع المحاصر، معظمهم من النساء والأطفال والمراهقين، منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وأكدت الوزارة مقتل 165 شخصاً وإصابة 250 آخرين خلال الساعات الـ24 الماضية، مضيفةً أنّ 56165 شخصاً جُرحوا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.
واندلعت الحرب مع شنّ حركة حماس هجوماً غير مسبوق على إسرائيل خلّف نحو 1140 قتيلاً، بحسب السلطات الإسرائيلية معظمهم مدنيون. واقتيد خلال الهجوم نحو 250 رهينة إلى قطاع غزة لا يزال 129 منهم محتجزين، وفق إسرائيل.
وبعدما توعّدت بالقضاء على حركة حماس، تقصف إسرائيل القطاع بشكل متواصل وتشنّ هجوماً برياً فيه منذ 27 أكتوبر/تشرين الأول أودى بحياة 170 جندياً حتى الآن، وفقاً للجيش الإسرائيلي.
وضع إنساني كارثي
واضطر 85% من سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2,4 مليون إلى الفرار من منازلهم بسبب الحرب، وفقًا للأمم المتحدة، وهم يواجهون وضعًا إنسانيًا كارثيًا.
وحذّرت وزارة الصحة في غزة في بيان من “مخاطر المجاعة والجفاف الذي يصيب 1,9 مليون نازح ومشرد يفتقدون للمأوى المناسب والماء والطعام والدواء والأمان”.
وتدخل عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، عشرات شاحنات المساعدات يومياً إلى القطاع الذي تفرض عليه إسرائيل حصاراً شاملاً، وهو عدد غير كاف بالمقارنة مع الحاجات.
وجدّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة دعوته إلى “وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية”، في حين حذرت منظمة الصحة العالمية من تزايد خطر انتشار الأمراض المعدية بين سكان غزة.
الوصول للأنفاق
وبينما دُمّرت أجزاء كبيرة من شمال قطاع غزة خلال الأسابيع الأولى من الحرب، نشر الجيش الإسرائيلي، السبت، صوراً لأنفاق تابعة لحركة حماس قال إنه كشفها خلال عملياته.
وأفاد الجيش بأنها مجهّزة بالكهرباء وبأنظمة للتهوئة ولمياه الصرف الصحي، وبغرف للراحة والصلاة.
وأكد في بيان أنه فجّر هذه الشبكة الموجودة تحت الأرض، الجمعة، وأظهرت صور جوية عصف انفجار ضخم.
جهود لوقف إطلاق النار
ويواصل الوسطاء الدوليون جهودهم للتوصل إلى هدنة جديدة في المعارك، بعد هدنة أولى استمرت أسبوعاً في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني، وأتاحت إطلاق سراح اكثر من 100 رهينة وإدخال مساعدة إنسانية محدودة إلى غزة.
وكان موقعا “أكسيوس” الأمريكي و”واي نت” الإسرائيلي نقلا عن مصادر إسرائيلية لم يكشفا عن هويتها، أن الوسطاء أبلغوا إسرائيل بأنّ حماس وافقت على مبدأ استئناف المحادثات بهدف إطلاق سراح أكثر من أربعين رهينة مقابل وقف لإطلاق النار.
وكان وفد من حركة حماس وصل، الجمعة، إلى القاهرة للبحث في مقترح مصري لوقف إطلاق النار على ثلاث مراحل، ينص على هدن قابلة للتمديد والإفراج التدريجي عن عشرات الرهائن والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، بما يؤدي في نهاية المطاف إلى وقف الأعمال القتالية.
وفي تل أبيب، تجمّع مئات المتظاهرين، مساء السبت، مطالبين الحكومة بوضع “خطة شاملة” لإعادة جميع الرهائن.
وهتف المتظاهرون “أعيدوهم إلى الديار الآن”، بحسب مراسل لوكالة فرانس برس.
وقالت موران ستيلا ياناي، وهي من الرهائن الذين أطلق سراحهم الشهر الماضي “الشيء الأكثر رعبا في غزة هو أن تصبح منسيا”.
aXA6IDE5Mi4yNTAuMjM5LjExMCA= جزيرة ام اند امز