اخبار لايف

انتخابات فرنسا.. انقسام اليسار ينغص فرحة النصر


جاءت نتائج الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية الفرنسية المبكرة مفاجئة بعدما أوقف اليسار التقدم المذهل الذي حققه تيار أقصى اليمين في الجولة الأولى التي جرت الأسبوع الماضي.

ورغم نجاح خطة التحالف اليساري وتحالف أحزاب الوسط بقيادة الرئيس إيمانويل ماكرون في هزيمة تيار أقصى اليمين وإبعاده عن تشكيل الحكومة، إلا أن الجمعية الوطنية الفرنسية الجديدة ستكون الأكثر انقساما في تاريخ البلاد مما يهدد بغرق البلاد في الفوضى وفقا لما ذكرته شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية.

وحل تحالف اليسار في المركز الأول يليه تحالف الوسط بقيادة ماكرون بينما احتل تيار أقصى اليمين المركز الثالث وهو ما يعد تعبيرا عن مشاعر الفرنسيين الذين حققوا أعلى نسبة مشاركة في الانتخابات البرلمانية منذ أكثر من 20 عاما.

وأكد الفرنسيون أنهم لا يريدون لتيار أقصى اليمين أن يحكم لذا احتفلوا في ساحة الجمهورية ففي نظرهم فقد تم سحب البلاد من حافة الهاوية.

لكن فشل اليسار في الحصول على 289 مقعدًا اللازمة لتحقيق الأغلبية يجعل الأمر أكثر صعوبة، فمن المتوقع أن تكون الجمعية الوطنية أكثر انقسامًا من أي وقت مضى.

ويبدو أن فرنسا على وشك الدخول في فترة طويلة من عدم الاستقرار حيث تحاول 3 كتل متعارضة ذات أفكار وأجندات متنافسة تشكيل ائتلاف أو أنها ستجد نفسها عالقة في حالة من الشلل.

وظهرت خيبة الأمل بوضوح على الرئيس التنفيذي لحزب التجمع الوطني جوردان بارديلا (28 عاما) والذي كان يتأهب لتشكيل الحكومة في حال تحقيق حزبه اليميني الأغلبية.

وأرجع بارديلا هزيمة الحزب إلى التصويت التكتيكي الذي نظمه ماكرون والتحالف اليساري، الذي قرر سحب 200 مرشح من الجولة الثانية بهدف عرقلة تيار أقصى اليمين.

ورغم ضعف أداء التجمع الوطني عن الجولة الأولى إلا أن نتائجه ما زالت تمثل انتصارا لزعيمة تيار أقصى اليمين مارين لوبان مع تزايد المقاعد التي يحصل عليها الحزب في كل انتخابات فبدلا من 8 في 2017 حصل على 89 مقعدا في 2022 وفي الانتخابات الأخيرة حصل على 143 مقعدا.

وبالنسبة لتحالف “الجبهة الشعبية الجديدة” اليساري، سيكون من الصعب عليه التحدث بصوت واحد خاصة وأن المحاولة الأخيرة لتشكيل تحالف مماثل في 2022 فشلت بسبب الخلافات الشخصية والسياسية.

ويضم التحالف 5 أحزاب مختلفة هي فرنسا الأبية اليساري المتشدد والحزب الشيوعي وأحزاب يسار الوسط والاشتراكيين والخضر.

والتحدي الآن لا يتمثل في قدرة اليسار على التوحد ضد أقصى اليمين بل في قدرة هذه المجموعات المختلفة على العمل معا للاتفاق أولا على اختيار رئيس وزراء ثم على السياسات التي ستتبعها.

وفي ظل هذا البرلمان شديد الانقسام، لا يوجد أمل في إجراء إصلاحات هيكلية كبرى على المستوى المحلي، وأفضل ما يمكن أن يأمله اليسار هو تشكيل تحالفات مخصصة للتصويت على التشريعات الفردية.

وسينعكس هذا الانقسام على مكانة فرنسا الدولية فمن الصعب تصور كيف قد تسمح المجموعة الحالية لباريس بلعب دور مهم فيما يتعلق بأوكرانيا.

aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز GB

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى