بأول اجتماع وزاري لـ«العشرين» بأفريقيا.. دعوة لـ«التعاون» رغم التوترات

دعوة إلى “التعاون” بافتتاح أول اجتماع لوزراء خارجية مجموعة العشرين بأفريقيا، في حدث طغى عليه غياب وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو.
واليوم الخميس، افتتح رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوزا الاجتماع الذي يعقد في خضم توترات جيوسياسية و”تعصّب متزايد”.
ويجتمع وزراء خارجية أكبر اقتصادات في العالم لإجراء محادثات تستمر يومين، تعقد للمرة الأولى بالقارة السمراء.
وقال رامابوزا إنه “من الأهمية بمكان أن تظل مبادئ ميثاق الأمم المتحدة وتعدّدية الأطراف والقانون الدولي في صلب مساعينا كلها”.
وتابع أن “التوترات الجيوسياسية والتعصب المتزايد والنزاعات والحروب والتغيّر المناخي والأوبئة وانعدام الأمن الطاقوي والغذاء تهدّد التعايش العالمي الهش بالفعل”.
وتضم المجموعة حاليا 19 بلدا، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، لكنها منقسمة حول قضايا أساسية من بينها الحرب التي تشنها روسيا في أوكرانيا والتغيّر المناخي.
إلى ذلك تنقسم آراء قادة دول العالم في ما يتّصل بالاستجابة إلى تحوّل السياسة الأمريكية منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وقال رامابوزا “بصفتنا مجموعة العشرين علينا أن نواصل السعي إلى حلول دبلوماسية للنزاعات”.
«التعاون أكبر قوتنا»
وتابع “أعتقد أنه من الأهمية بمكان أن نتذكّر ان التعاون هو أكبر قوانا”.
ويمهّد الاجتماع في جوهانسبرغ لقمة مجموعة العشرين المقرّر عقدها في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، وقد حضره وزراء خارجية روسيا والصين والهند وفرنسا وبريطانيا.
لكن الولايات المتحدة، أغنى أعضاء المجموعة، تمثّلت بنائبة رئيس البعثة في السفارة الأمريكية في بريتوريا دانا براون، بعدما أعلن روبيو أنه لن يحضر على خلفية خلافات سياسية.
وشدد الرئيس الجنوب أفريقي على أن غياب الوزير الأمريكي ليس “كارثة” ولا يشكّل مقاطعة.
وقال رامابوزا إن “غياب وزير الخارجية ليس كارثة، لأن الولايات المتحدة لا تزال ممثلة هنا”، مشددا على أنها “تشكل جزءا من مجموعة العشرين وسيكونون جزءا أساسيا من النقاشات التي ستجرى هنا. هذه ليست مقاطعة” من قبل واشنطن للاجتماع.
وتوجّه الولايات المتحدة انتقادات حادة لجنوب أفريقيا على خلفية الشكوى التي قدمتها ضد إسرائيل، حليفة واشنطن، في محكمة العدل الدولية على خلفية الحرب في قطاع غزة.
والخميس، قال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت إنه لن يحضر اجتماع وزراء المال ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين المقرر في كيب تاون الأسبوع المقبل.
صوت أفريقيا
قال رامابوزا إن ترؤس دولة إفريقية مجموعة العشرين للمرة الأولى يشكّل فرصة لـ”سماع صوت أفريقيا في قضايا عالمية مفصلية، على غرار التنمية المستدامة والاقتصاد الرقمي والتحول نحو الطاقة الخضراء”.
وتتضمّن أولويات جنوب أفريقيا في رئاستها لمجموعة العشرين إيجاد سبل لتعزيز القدرة على الصمود في مواجهة الكوارث المناخية وتحسين “القدرة على تحمل الديون” للبلدان النامية.
وقال ريس جنوب أفريقيا إنه يريد أيضا حشد التمويل من أجل “انتقال عادل للطاقة” تدعم فيه الدول الأكثر تسببا بالتغير المناخي تلك الأقل تسببا به.
وتابع “يجب على قادة مجموعة العشرين التوصل لاتفاق يضمن زيادة نوعية وكمية لتدفقات التمويل المناخي إلى الدول ذات الاقتصادات النامية”.
وستدافع جنوب أفريقيا أيضا عن تسخير المعادن لـ”الصناعات الخضراء”.
«شروخ»
في مؤشر يدل على التوترات السائدة في المجموعة، ألغيت الصورة الجماعية المخطط لها لأن “العديد من الدول لم ترغب في الظهور بجوار (وزير الخارجية الروسي سيرغي) لافروف”، وفق ما أفاد أعضاء أحد الوفود وكالة فرانس برس.
وقال كبير الباحثين في معهد الدراسات الأمنية في بريتوريا برايال سينغ في تصريح لفرانس برس قبل الاجتماع، إن أجندة جنوب أفريقيا لرئاسة المجموعة قد “تخرج عن مسارها بسبب التوترات الجيوسياسية المتزايدة”.
وحذّر وليام غوميدي، أستاذ الإدارة العامة في جامعة ويتواترسراند في جوهانسبرغ، من أن غياب روبيو سيزيد من “تشتت التركيز في الاجتماع”.
وقال إن “ذلك يبعث برسالة رمزية إلى الأفارقة مفادها أن الولايات المتحدة لا تأخذ أفريقيا على محمل الجد”.
aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA==
جزيرة ام اند امز