برابوو سوبيانتو.. عسكري متقاعد يطرق أبواب رئاسة إندونيسيا
شخصية اختبرت محطات فارقة في حياتها، تطرق أبواب الرئاسة في إندونيسيا، وفق نتائج أولية قد تحسم -في حال تأكيدها- الاقتراع من جولته الأولى.
ورغم عدم ظهور النتائج الرسمية، أعلن وزير الدفاع الإندونيسي برابوو سوبيانتو فوزه بالانتخابات الرئاسية بعدما أظهرت الأرقام الأولية حصوله على أكثر من 55% من أصوات الناخبين.
ولم يعترف منافساه حاكم جاكرتا السابق أنيس باسويدان وحاكم جاوا الوسطى السابق غنجار برانوو بالهزيمة بعد، لكن سوبيانتو توجه إلى مؤيديه، قائلا: “هذا النصر يجب أن يكون انتصارا لجميع الشعب الإندونيسي.”
وفي تقرير لها، قالت وكالة “أسوشتد برس” إن الجنرال السابق والرجل الثري سيدخل منصبه ومعه أسئلة مثيرة للجدل حول ماضيه وحول تعهداته الانتخابية. فما الذي نعرفه عن برابوو سوبيانتو الرئيس الجديد لإندونيسيا؟
محطات
ولد سوبيانتو عام 1951 لواحدة من أقوى العائلات في إندونيسيا، وكان والده، سوميترو جوجوهاديكوسومو، سياسيًا مؤثرًا ووزيرًا في عهد الرئيسين سوكارنو وسوهارتو.
في البداية، عمل لدى سوكارنو قبل أن ينقلب عليه ويُجبره على النفي ليقضي سوبيانتو معظم طفولته في الخارج ويتعلم الفرنسي والألمانية والإنجليزية والهولندية.
وبعد وصول سوهارتو إلى السلطة، عادت العائلة إلى إندونيسيا عام 1967، وفي عام 1970، التحق سوبيانتو بالأكاديمية العسكرية الإندونيسية وتخرج منها عام 1974 وخدم في الجيش لمدة ثلاثة عقود تقريبًا.
وفي عام 1976، انضم سوبيانتو إلى القوة الخاصة التابعة للجيش (كوباسوس) وكان قائدًا لمجموعة تعمل في ما يعرف الآن بتيمور الشرقية.
وزعمت جماعات حقوق الإنسان تورط سوبيانتو في سلسلة من انتهاكات حقوق الإنسان في الثمانينيات والتسعينيات، عندما احتلت إندونيسيا الدولة المستقلة الآن، وهي الادعاءات التي ينفيها الجنرال السابق.
وبسبب الانتهاكات المزعومة، مُنع سوبيانتو وأعضاء آخرون من كوباسوس من السفر إلى الولايات المتحدة حتى رُفع الحظر في 2020 ليتمكن من زيارة واشنطن كوزير للدفاع.
وفي 1983، تزوج سوبيانتو من ابنة سوهارتو، وفي 1998 جرى تسريحه من الجيش بسبب ادعاءات حول انتهاكات حقوق الإنسان بعدما قام جنود كوباسوس باختطاف وتعذيب المعارضين السياسيين لوالد زوجته.
ولم يعلق سوبيانتو أبدا على هذه الادعاءات ولم يتم تقديمه للمحاكمة، لكنه ذهب إلى المنفى الاختياري في الأردن عام 1998.
وعاد سوبيانتو من الأردن عام 2008، وساعد في تأسيس حزب جيريندا وترشح للرئاسة مرتين، لكنه خسر أمام الرئيس المنتهية ولايته جوكو ويدودو الذي عينه في 2019 وزيرا للدفاع.
ما بعد العودة
خلال حملته الانتخابية، تعهد سوبيانتو بمواصلة خطط ويدودو للتنمية الاقتصادية، والتي استفادت من احتياطيات النيكل والفحم والنفط والغاز وقادت أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا للنمو السريع والتحديث الذي أدى إلى توسيع شبكات الطرق والسكك الحديدية.
وتشمل خطط ويدودو مشروعًا بقيمة 30 مليار دولار لبناء مدينة جديدة تسمى نوسانتارا ونفت عائلة سوبيانتو المزاعم حول استفادتها من المشروع بفضل مصالح الأراضي والتعدين التي تمتلكها الأسرة في موقع المدينة الجديدة.
ولدى سوبيانتو وعائلته أيضًا علاقات تجارية مع صناعات زيت النخيل والفحم والغاز والتعدين والزراعة وصيد الأسماك.
ونجح سوبيانتو في الفوز بدعم خجول من ويدودو الذي فضل وزير دفاعه على مرشح حزبه، وذلك بعدما اختار الجنرال النجل الأكبر للرئيس جبران راكابومينغ راكا (36 عاما) الذي يشغل منصب عمدة سوراكارتا ، ليكون نائبه.
وأثار اختيار جبران أزمة في البلاد لأن عمره أقل من الحد الأدنى القانوني للسن وهو 40 عامًا، لكن سُمح له بالترشح بموجب استثناء أنشأته المحكمة الدستورية التي كان يرأسها آنذاك صهر ويدودو مما سمح للحكام الإقليميين الحاليين والسابقين بالترشح في سن 35 عامًا.
ويتمتع سوبيانتو أيضًا بعلاقات وثيقة مع متشددين استخدمهم لتقويض معارضيه.
وخلال حملته، قدم سوبيانتو صورة أكثر مرونة لاقت صدى لدى الشباب الذين يشلكون غالبية الناخبين، وذلك عن طريق مقاطع فيديو له وهو يرقص على خشبة المسرح وإعلانات تظهر عروضًا رقمية تشبه الرسوم المتحركة له وهو يتزلج في شوارع جاكرتا.
aXA6IDE5Mi4yNTAuMjM5LjExMCA=
جزيرة ام اند امز