بريطانيا تكتب نهاية حاسوب أدنبرة العملاق.. ما علاقة حزب العمال؟
ألغت حكومة حزب العمال الجديدة في بريطانيا 1.3 مليار جنيه استرليني من التمويل الذي وعد به المحافظون لمشاريع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
أرسلت المملكة المتحدة إشارات واضحة حول طموحاتها لاستضافة جيل جديد من أجهزة الكمبيوتر لتمكين الأبحاث المتطورة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، وفي جوهر ذلك كان مشروع حاسوب أدنبرة العملاق.
ويعتبر قطاع التكنولوجيا جزءا قيما من اقتصاد المملكة المتحدة، وبالتالي فهو مهم للنمو الاقتصادي الذي تعهد حزب العمال بإعطائه الأولوية. وفي تقرير حديث لشبكة التكنولوجيا Tech Nation، فإن القطاع بلغت قيمته السوقية 1.1 تريليون دولار (863 مليار جنيه إسترليني) في الربع الأول من عام 2024.
لكن تقرير حصري لـ”بي بي سي” كشف أن حكومة حزب العمال الجديدة ألغت 1.3 مليار جنيه استرليني من التمويل الذي وعد به المحافظون لمشاريع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. ويشمل ذلك 800 مليون جنيه استرليني لإنشاء حاسوب فائق السرعة في جامعة إدنبرة و500 مليون جنيه استرليني أخرى لمؤسسة موارد أبحاث الذكاء الاصطناعي، التي تمول قوة الحوسبة للذكاء الاصطناعي.
تم الكشف عن كلا الصندوقين قبل أقل من 12 شهرًا.
وقالت وزارة العلوم والابتكار والتكنولوجيا (DSIT) إن الأموال وعدت بها الإدارة السابقة ولكن لم يتم تخصيصها أبدًا في ميزانيتها.
لكنها أضافت في بيان “أن الحكومة تتخذ قرارات إنفاق صعبة وضرورية في جميع الإدارات في مواجهة مليارات الجنيهات من الالتزامات غير الممولة”.. وأن “هذا ضروري لاستعادة الاستقرار الاقتصادي وتحقيق مهمتنا الوطنية للنمو.. ومع ذلك فإنها تظل “ملتزمة تمامًا” ببناء البنية التحتية للتكنولوجيا في المملكة المتحدة.
قوة حوسبة هائلة
وكان حاسوب أدنبرة العملاق إكساسكيل في مقدمة الخطط المتعلقة بالبنية التحتية للتكنولوجيا في البلاد لكن مستقبل المشروع بات غير واضح حاليًا. ولا يوجد سوى عدد قليل من هذه الآلات القوية للغاية في العالم، مع وجود نسخة سابقة في بريستول.
وتم الإعلان عن التمويل الجديد في أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وكانت جامعة أدنبرة قد أنفقت بالفعل 31 مليون جنيه استرليني لبناء منشآت المشروع الذي عدته الحكومة السابقة ذو أولوية.
وقالت الجامعة في ذلك الوقت إن الآلة كانت لتكون أسرع بخمسين مرة من أي أجهزة كمبيوتر حالية في المملكة المتحدة.
وكتبت على موقعها على الإنترنت: “ستساعد إكساسكيل الباحثين في نمذجة جميع جوانب العالم واختبار النظريات العلمية وتحسين المنتجات والخدمات في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي واكتشاف الأدوية وتغير المناخ والفيزياء الفلكية والهندسة المتقدمة”.
وقال متحدث باسم الجامعة لبي بي سي إن مؤسسته “قادت الطريق في مجال الحوسبة الفائقة داخل المملكة المتحدة لعقود من الزمن”.
تحذيرات
وقالت سو دالي، مديرة التكنولوجيا والابتكار في هيئة التجارة techUK، إن الوزراء بحاجة الآن إلى رسم طريق جديد للمضي قدمًا. وقالت لـ”بي بي سي” إن “الاستثمار في أجهزة الكمبيوتر واسعة النطاق أمر حيوي للاختراقات العلمية التي ستنمي اقتصادنا وتحسن حياتنا.. وفي بيئة عالمية شديدة التنافسية، تحتاج الحكومة إلى تقديم مقترحات جديدة بسرعة. وإلا فإننا سنخسر أمام أقراننا”.
ونشر رائد الأعمال التكنولوجية بارني هاسي يو على منصة إكس أن خفض الاستثمار يخاطر “بدفع المزيد من رواد الأعمال إلى الولايات المتحدة”. ووصف رجل الأعمال كريس فان دير كويل هذه الخطوة بأنها “غبية”، إذ تخاطر البلاد “بالخسارة” أمام دول أخرى في الصناعات الحاسمة في المستقبل.
aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز