بريطانيا تواجه أزمة في سمعتها المناخية.. لجنة المناخ بلا رئيس منذ 2022
تعرض ريشي سوناك، رئيس الوزراء البريطاني، لانتقادات حادة بسبب التأخر “غير المبرر” في تعيين رئيس جديد للجنة المناخ.. فما القصة؟
يقول الخبراء، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة “الغارديان” إن التأخير المطول في استبدال رئيس لجنة المناخ يشير إلى أن الحكومة لا تأخذ سياسة صافي صفر الانبعاثات على محمل الجد بما فيه الكفاية.
وقد تعرض ريشي سوناك لهجوم شرس من خبراء المناخ في المملكة المتحدة بسبب فشل حكومة المحافظين على مدار الـ18 شهرًا الماضية في تعيين رئيس جديد للجنة المستقلة التي تقدم المشورة للوزراء بشأن الانبعاثات الكربونية المسببة للاحتباس الحراري.
ومن جانبها، أدانت المنظمة الرائدة في المملكة المتحدة العاملة في مجال الآثار الاقتصادية لظاهرة الاحتباس الحراري ما وصفته بـ”التأخير المفرط” في العثور على بديل للرئيس السابق للجنة اللورد ديبن.
وحذر بوب وارد، رئيس قسم السياسات في معهد غرانثام لأبحاث تغير المناخ، سوناك من أن التأخير يضر بالجهود المبذولة للسيطرة على انبعاثات الكربون ويضر بسمعة المملكة المتحدة كدولة رائدة في مجال مواجهة تغير المناخ.
وكتب وارد: “بالنظر إلى أن تعيين الرئيس الجديد للجنة المناخ فقد تأخر 18 شهرًا، فمن غير المفهوم أنه لم يتم الإعلان عن الرئيس الجديد حتى الآن”، وأضاف أن عمل اللجنة يمر بـ”مرحلة حرجة”. وتابع “ليس من المفيد ألا يكون لديها بعد رئيس جديد وهي تقوم بهذا العمل.”
وقال الخبير الاقتصادي اللورد ستيرن، الذي يرأس المعهد: “يبدو أن هذه إشارة أخرى إلى أن الحكومة لا تأخذ سياسة تغير المناخ على محمل الجد بما فيه الكفاية. كل هذا يضر بثقة الدول الأخرى والمستثمرين في التزام المملكة المتحدة بالعمل المناخي”.
ويرى خبراء أن “الفشل” في العثور على رئيس جديد للجنة هو أحدث مثال على عدم الاتساق الذي أظهره سوناك تجاه التزامات حزبه الخضراء.
وخلال العام المنصرم 2023، أثار سوناك استياء دعاة حماية البيئة عندما أعلن عن تشريع لنظام سنوي لتراخيص النفط والغاز في بحر الشمال، والذي جاء في أعقاب تقليص الإجراءات الأخرى بما في ذلك تأخير فرض حظر على بيع السيارات الجديدة التي تعمل بالبنزين والديزل.
جدير بالذكر، أن لجنة تغير المناخ هي هيئة من الخبراء تم تشكيلها بموجب قانون تغير المناخ لعام 2008 لتوجيه السياسات الوطنية للتحكم في الانبعاثات ولمساعدة البلاد على الاستعداد لتأثير ظاهرة الاحتباس الحراري. وفي الماضي، انتقدت اللجنة بشدة أداء بريطانيا الضعيف في مجالات بما في ذلك دفاعات البلاد ضد الفيضانات وكفاءة الطاقة المحلية.
وفي يوليو/تموز 2022، أعلنت بريطانيا أن اللورد ديبن – الذي كان من المقرر أن يتنحى – سيستمر في منصبه لمدة تسعة أشهر إضافية، للبحث عن رئيس جديد. وبعد مرور عام ونصف، لا يزال المنصب شاغرًا ويتولى البروفيسور بيرس فورستر منصب الرئيس المؤقت.
aXA6IDE5Mi4yNTAuMjM5LjExMCA=
جزيرة ام اند امز