بين نيويورك وموسكو.. «رئاسي اليمن» يبحث استراتيجية جديدة لردع الحوثي
بين نيويورك وموسكو، تتحرك الرئاسة اليمنية بحثا عن دعم دولي لاستراتيجية جديدة لردع مليشيات الحوثي التي قوضت المصالح الدولية.
وحمل هذه المقاربة، رئيس المجلس الرئاسي، ونائبا المجلس عيدروس الزبيدي وعثمان مجلي خلال زيارة محفل الأمم المتحدة في نيويورك، تزامنا مع زيارة لنائب الرئيس طارق صالح إلى موسكو للقاء كبار الفاعلين، وضمن جهود لحشد الدعم لاستراتيجية جديدة تتضمن مزيجا من الردع والاحتواء لإنهاء الانقلاب شمال اليمن.
يأتي ذلك في ظل تعاظم خطر مليشيات الحوثي ضمن محور إيران ومحاولات طهران تقديم الجماعة كلاعب إقليمي مستغلة انقسام مجلس الأمن تجاه الملف اليمني وربطه في أزمات وحروب أخرى، وسط ترسيخ المليشيات سطوتها شمالا وتهديد أمن المنطقة، وفقا لمراقبين.
مخاوف من دعم الحوثي
بات لدى اليمنيين مخاوف متزايدة مؤخرا في ظل تقارير تتحدث عن “خطط روسية لتسليح الحوثيين بوساطة من إيران” أكبر مزود سلاح للجماعة في العقد الأخير بحسب تقارير أممية ودولية.
ورغم استئناف موسكو سفارتها للعمل من العاصمة المؤقتة للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، ودعمها حوار “يمني متوازن” تحت مظلة الأمم المتحدة، إلا أن التقارير الإعلامية أشارت إلى “وساطة إيران في محادثات سرية لإرسال صواريخ روسية مضادة للسفن إلى الحوثيين”.
وضع لم يغب عن مشاورات موسعة أجريت بين الجانبان الروسي واليمني عند زيارة نائب رئيس المجلس الرئاسي طارق صالح، الذي يقود قوات منتشرة في مناطق مطلة على البحر الأحمر وقرب باب المندب لموسكو مؤخرا.
وعقدت نائب الرئيس اليمني صالح ووفده مشاورات مع كبار المسؤولين الروس بينهم زير الخارجية سيرغي لافروف، ونائبه الممثل الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط وبلدان أفريقيا، ميخائيل بوغدانوف.
وقال صالح على حسابه على منصة “إكس” (تويتر سابقا) عقب المباحثات أنه أتفق مع روسيا “على قيمة السلام في اليمن والمنطقة والعالم”.
وأضاف “تقف روسيا مع شرعية الدولة اليمنية وتدعم الحل السلمي الذي يحقق مصالح اليمنيين ويحفظ كرامة وحرية الشعب ويحمي مصالحه ويعيد اليمن دولة لجميع مواطنيه تحت حكم الدستور والقانون والمصالح المشتركة”.
مسألة حياة أو موت
وفي نيويورك، يحضر رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، ونائبا الرئيس عيدروس الزبيدي وعثمان مجلي، الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي انطلقت أعمالها، الثلاثاء، بحضور قادة الدول، ورؤساء الحكومات، وممثلي المنظمات الإقليمية والدولية.
ويسعى مجلس القيادة الرئاسي نقل المقاربة اليمنية للحل في البلاد بما فيها استراتيجية جديدة لردع الحوثيين وذلك من منصة المحفل الأممي أو على هامش فعالياته.
ومن المتوقع أن يجري الرئيس ونائباه عديد محادثات مع جهات فاعلة رئيسية تتضمن الولايات المتحدة وبريطانيا اللتين وجهتا ضربات لمواقع الحوثيين في اليمن للحد من قدرات الجماعة المدعومة من إيران.
ووفقا لنائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن عيدروس الزبيدي، فأن “تصاعد العنف في الشرق الأوسط يجعل من الأكثر إلحاحا أن يضع أصحاب المصلحة في المنطقة والعالم استراتيجية جديدة لردع مليشيات الحوثي التي تتزايد قدراتها التسليحية بدعم إيراني”.
وقال الزبيدي وهو أيضا رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي “بالنسبة لليمن هناك تطورات، تم الاعتداء على الخط الملاحي الدولي والتصعيد في باب المندب وهناك تغييرات، وجوهر التغيرات هذه تفرض علينا أن نتفق مع أمريكا وبريطانيا”.
وأضاف “نحن في حالة حرب مع مليشيات الحوثي منذ عقد وبالنسبة لتصعيد باب المندب، نحن نبحث عن حلفاء دوليين إلى جانب الحلفاء الإقليميين قطعا لمواجهتهم لأن المسألة مسألة حياة أو موت”.
استراتيجية ردع جديدة
وتتضمن الاستراتيجية الجديدة للشرعية، رفع مستوى التنسيق مع التحالف الدولي كضرورة لحماية الملاحة وحشد الدعم لخنق مليشيات الحوثي عسكريا واقتصاديا وتحرير محافظة الحديدة على البحر الأحمر.
وهذا ما أكده الزبيدي قائلا إن “ميناء الحديدة أصبح بوابة سهلة لتهريب العتاد إلى الحوثيين”، مشيرا إلى ضرورة خنق المليشيات عسكريا أو اقتصاديا في ظل هجماتها في البحر الأحمر والتي جمدت جهود السلام في اليمن، ونسفت أي أفق لمحادثات سلام في الأمد القريب.
وأضاف أن “طهران تستخدم الحوثيين كنوع من أرض الاختبار لقدراتها العسكرية”، واصفا الطريقة الحالية التي يتم بها التنسيق بين الغرب والأطراف المحلية والإقليمية بأنها “ليست كافية”.
وأوضح الزبيدي أن تحقيق توازن بالمنطقة يتطلب مزيجا من “الاحتواء والردع للحوثيين”، وأن “المجتمع الدولي مسؤول بشكل كامل على حماية ممر الملاحة الدولي”.
وتعليقا على الزيارات بين موسكو ونيويورك، يؤكد رئيس صحيفة الثوري اليمنية سابقا، خالد سلمان أن “هناك سوانح لا تأتي إلا مرة واحدة، ومنها سانحة الدعم العسكري الدولي المرتقب لمجلس القيادة الرئاسي والذي يحتاج تعزيز وحدة جهوده وإدارة تبايناته”.
وأشار إلى أن هذه الجولات تبدد المخاوف الدولية وتؤكد وجود “روحية جديدة، قوامها الإقرار بوجود عدو واحد لكل المشاريع على اختلافها وهو الحوثي، بما يمثله من تهديد للداخل والجوار والسلم والأمن الدوليين”.
aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA=
جزيرة ام اند امز