تاريخ ساعات اليد الرقمية منذ النشأة حتى الغزو الذكي.. 52 عاما من الصمود (صور)
في عام 1972، قدمت ماركة هاميلتون السويسرية العريقة، أول ساعة يد رقمية إلكترونية تجارية في العالم.
هذا الإصدار الفريد من الساعة الرقمية التجارية الأولى، تم بيعها بالتجزئة بمبلغ قدره 2100 دولار، وهو ما يصل إلى أكثر من 12000 دولار اليوم.
رغم ذلك، بحلول نهاية السبعينيات، أصبحت هذه الساعات الرقمية شائعة في أنحاء العالم، وتباع بالتجزئة بأقل من 10 دولارات للقطعة.
وفي الثمانينيات، كان من الممكن العثور عليها في علب الحبوب كهدايا رخيصة، واليوم تم استبدالها بالساعات الذكية.
وخلال هذه الرحلة، مرت ساعات اليد الرقمية بعديد من مراحل التطوير، يعود تاريخها لما قبل ظهور أول ساعة يد رقمية تجارية في عام 1972، ويكشف عن مراحل تطور هذه الساعات وتاريخ نشأتها موقع “بي سي بيدج” عبر هذا التقرير.
ويقول الموقع المختص بالأخبار التقنية، أن ساعات اليد الرقمية لم تخضع لتغييرات تطوري جذرية فحسب، بل خضعت أيضًا لعشرات من التعديلات المتفرعة التي تتميز بكل نوع من الوظائف التي يمكنك تخيلها في ساعة اليد.
ومع ذلك، فإن التغيير الأكثر دراماتيكية الذي عايشته هذه الساعات، هو التحول الكبير في تكلفتها، خلال العقد نفسه الذي ظهرت به كمنتج تجاري رسميا.
وفيما يلي، سنلقي نظرة على المراحل البدائية في تطور الساعة الرقمية الإلكترونية، وما مرت به من عمليات تطوير ميكانيكية مدهشة لا يعرفها سوى القليل من الناس اليوم.
الظهور الاول لفكرة الساعات الرقمية الميكانيكية
يقول “بي سي بيدج”، إنه على الرغم من أن ساعات اليد الرقمية الإلكترونية ظهرت لأول مرة في السبعينيات بنسختها التجارية المعروفة، إلا أنه لا يستحق أن أول نموذج اختباري للساعة الرقمية، كان في عشرينيات القرن الماضي.
هذا النموذج البدائي الذي دشن لفكرة الساعة الرقمية، اعتمد في عمله على عمليات ميكانيكية لعرض الوقت بأرقام منفصلة على وجه الساعة.
وقدم الموقع صورة لساعة اليد الرقمية Cortebert التي تمثل أحد أوائل نماذج الساعة الرقمية ف التاريخ، من عشرينيات القرن الماضي، والتي يعتقد الكثيرون أنها أول ساعة يد رقمية تم بيعها على الإطلاق بحسب PC بيدج.
أول إصدار تجاري من الساعة الرقمية
شهد عام 1972، أول ساعة رقمية إلكترونية تخصص للبيع تجاريا بالأسواق، هي ساعة هاميلتون بولسار P1 سويسرية الصنع.
هذه الساعة تم إطلاقها في أبريل/نيسان 1972 بسعر 2100 دولار، واستخدمت شاشة عرض بتقنية الصمام الثنائي الباعث للضوء (LED) خلف بلورة ياقوتية صناعية.
والساعة كانت مطلية بالذهب عيار 18، وحقق هذا الاصدار من الساعة شهرة واسعة، بعد ظهور نموذج لها بعد عام واحد من طرحها للأسواق، ضمن أحداث فيلم جيمس بوند Live and Let Die .
طرح نماذج جديدة أكثر تطورا
بعد ما حققته ساعة هاميلتون من نجاح، انتشرت فكرة إنتاج ساعات رقمية تجارية بي ماركات الساعات الأخرى البارزة في العالم.
وعمت ماركات مميزة على تطوير الساعات الرقمية مثل ماركة “سايكو”، التي قدمت أول ساعة رقمية ذات شاشة كريستال سائل (LCD) في أواخر عام 1972، واستخدمت نوعًا مختلفًا من تقنية LCD للشاشات عما نعرفه اليوم.
وكانت شاشات LCD الديناميكية للشاشات غير مستقرة في ذلك الوقت، وسرعان ما انتقل السوق إلى شاشات TN في صناعة الساعات الرقمية.
وأحد النماذج الأولى التي استخدمت الشاشة الـ LCD من الساعات الرقمية كان إصدار ساعة Seiko 06LC لعام 1973.
نموذج ساعة وآلة حاسبة من هاميلتون
بعد مرور ثلاث سنوات فقط على ظهور ساعة اليد LED من ماركة هاميلتون، عرضت العديد من الشركات المصنعة نماذج أولية لنماذج تحتوي على آلات حاسبة كاملة الوظائف.
وكانت ساعة الآلة الحاسبة “هاميلتون بولسار” من أوائل الساعات التي وصلت إلى السوق في عام 1976 وشملت على آلة حاسبة مدمجة بها.
وكانت أزرارها صغيرة جدًا بحيث لا يمكن للمستخدم الضغط عليها إلا باستخدام قلم مخصص.
إصدار خاص بـ Star Wars
بعد ذلك، مع اقتراب نهاية السبعينيات، أحدثت شركة Texas-Instruments (TI) ثورة في صناعة ساعات اليد الرقمية من خلال تقديم أول ساعة LED بسعر أقل من 20 دولارًا في عام 1976.
في ذلك الوقت أنتجت TI ساعات LED مرتبطة بإصدار فيلم Star Wars في عام 1977 مقابل 16.95 دولارًا فقط، والسعر استمر في الانخفاض لهذا الإصدار الفريد.
وبحلول نهاية العقد، أدى خفض أسعار صناعة الساعات الرقمية إلى توقف العديد من الشركات المصنعة للساعات الرقمية المتطورة عن العمل.
وعانت شركة TI نفسها من نجاحها الخاص، حيث أجبر انخفاض هوامش الربح الشركة على الخروج من تجارة الساعات بحلول عام 1980، الأمر الذي ترتب عليه أن تحولت الساعات الرقمية سلعًا رخيصة الثمن.
دخول ماركة كاسيو للمنافسة
في عام 1980، انخفض سعر ساعات LCD البلاستيكية بشكل كبير، لذلك وجد المصنعون أنه يتعين عليهم الاستمرار في إضافة وظائف جديدة للساعات الرقمية تعزز بها الإقبال وترفع نسب الأرباح.
ومن الأمثلة على ذلك، ساعات طرحت في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات كانت داعمة لألعاب Nintendo وسمحت لمرتديها بلعب ألعاب مصغرة مثل The Legend of Zelda وSuper Mario Bros.
وكانت واحدة من أولى نماذج الساعات الداعمة للألعاب، ساعة كاسيو اليابانية Game-10، التي إضيفت لها نسخة بدائية من لعبة Space Invaders .
الجيل الأحدث من ساعة الآلة الحاسبة
في حين ظهرت أول ساعة مدعومة بآلة حاسبة في منتصف السبعينيات، قامت شركة Casio بتطوير هذا الابتكار ونقله للمستوى الأعلى، من خلال خطها من الساعات البلاستيكية الرخيصة، مثل إصدار C-80.
وتميزت ساعات الآلة الحاسبة من Casio بوجود أزرار كبيرة بما يكفي لتتمكن أصابعك من الضغط عليها بشكل موثوق بدون قلم.
وسرعان ما أصبحت مثل هذه الساعات الأداة الشعبية الأولى التي تستخدم في الدراسة بكثير من المدارس حول العالم.
أول ساعة رقمية تدعم البث التليفزيوني
إذا كان من الممكن طرح ساعات رقمية تشمل ألعاب فيديو وآلات حاسبة، فإن طرح ساعة تليفيزيون كان مسألة وقت.
و حققت ساعة Seiko TV Watch هذا الابتكار المذهل في عام 1982، إذ أتاحت للمالكين مشاهدة البث التلفزيوني المباشر على شاشة LCD زرقاء صغيرة مدمجة في الساعة.
ولأن هذه التقنية كانت لاتزال اختبارية في هذا الوقت، كانت آلية ضبط التلفزيون الخاصة بالساعة في صندوق خارجي متصل بالجزء العلوي من الساعة.
أول ساعة رقمية مزودة بقاعدة بيانات
ظهرت الساعات الرقمية الأولى المزودة بخدمة تخزين قاعدة بيانات مدمجة لأول مرة في السوق في الثمانينيات، ولكنها لم تكن مفيدة جدًا بدون وسيلة لنقل البيانات من وإلى وسيط مثل الكمبيوتر، وإلا فإن الساعات ستفقد بياناتها إذا ماتت البطاريات.
في ذلك الوقت، ظهرت هذه التقنية للمرة الأولى حين قامت ماركة ساعات Timex بحل هذه المشكلة بطريقة مبتكرة، من خلال إصدار ساعة Data Link 150 عام 1994، الذي سمح للمستخدم بنقل المعلومات من جهاز كمبيوتر إلى الساعة عبر مستشعر بصري على وجه الساعة.
كاسيو تقدم أول ساعة يد رقمية مزودة بكاميرا
في عام 2002، كانت ساعة المعصم Casio Wrist Camera من Casio أول ساعة يد مزودة بكاميرا رقمية مدمجة.
كاميرا هذه الساعة، كانت قادرة على التقاط صورًا بحجم 120 × 120 بكسل بتدرج رمادي، ولكن حقيقة أن Casio أضافت كاميرا عاملة في ساعة أثارت اهتمام الكثيرين في ذلك الوقت كونها خطوة غير مسبوقة.
أول ساعة رقمية بتقنية الحبر الإلكتروني
بعد ذلك، طرحت ماركة Seiko أول ساعة يد رقمية في العالم تستخدم شاشة الحبر الإلكتروني في عام 2005، مما سمح بمزيد من الوضوح عبر أربعة ظلال من اللون الرمادي.
هذه الساعة، تم إطلاقها في اليابان بحلول نهاية عام 2005، وحذت حذوها مجموعة من الشركات المصنعة بطرح ساعات الحبر الإلكتروني الخاصة بها.
2015 ظهور الساعات الذكية
بعد ذلك بـ 10 سنوات، بحلول عام 2015، كان بعض خبراء التكنولوجيا يخشون أن ساعات اليد الرقمية أصبحت من الماضي، بسبب حقيقة أن العديد من الناس يتحققون من الوقت على هواتفهم المحمولة.
ومع ذلك، بقيت ساعات اليد الفاخرة غير الرقمية رمزًا مميزًا للأزياء.
ثم جاءت ساعة Apple Watch، التي دمجت الموضة والوظيفة في ساعة ذكية مزودة بشاشة OLED نابضة بالحياة ترتبط بجهاز iPhone لعرض معلومات المكالمات وإرسال الرسائل وأخذ الإحصائيات الصحية والمزيد.
ومنذ ذلك الحين، قامت شركة أبل بتحديث ساعتها الذكية عدة مرات، وحذت حذوها شركات أخرى عديدة في طرح هذا النوع من الساعات.
aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز