اخبار لايف

تحركات إخوانية «يائسة» في مصر.. “طوفان افتراضي” يفنده الخبراء


أطلق نشطاء على صلة بجماعة الإخوان دعوات للتظاهر تحت مسمى “طوفان مصر”، حتى قبل أن يستوعبوا تهافت دعوتهم للتظاهر اليوم الجمعة.

وكان نشطاء إخوان دعوا إلى التظاهر اليوم الجمعة تحت مسمى “ثورة الكرامة” لكن لم يلتفت أحد للدعوة.

وطالما دعت جماعة الإخوان للتظاهر ضد الحكومة المصرية، ورأى الدكتور هشام النجار، الكاتب والخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي، أن هدف هذه الدعوات محاولة استعراض بعض الأعداد في الشارع ولو لدقائق معدودة ما يوحي لقوى دولية وإقليمية بأن الجماعة لا تزال حاضرة في المشهد وقادرة على التأثير.

ويعتقد مراقبون أن تنظيم الإخوان دخل في دوامة لا فكاك منها، بمحاولة الإيهام بقدرته على تحريك الشارع، وفشله المتلاحق في خلق مشهد صالح للترويج، ما يعمق أزمتهم ويدفعهم للمحاولة من جديد.

واستعار الإخوان تعبير الطوفان على ما يبدو من تجربة حركة حماس في غزة، في محاولة لربط الدعوة بقضية تشغل المصريين.

لكن على ما يبدو لا ينتظر “طوفان مصر” حظا أوفر من “ثورة الكرامة”.

و”الطوفان” الذي يفترض أن يتحرك في 16 أغسطس/آب المقبل، لا يثير اهتمام المصريين.

ويعتقد الخبراء أن المصريين الذي خرجوا للثورة على حكم الجماعة قبل 11 عاما، وضعوا نقطة في آخر سطر في كتاب الإخوان الممتد من عشرينيات القرن المنصرم، ليكتبوا نهاية تنظيم طالما تلاعب بالدين لخدمة أطماعه السياسية.

وقال النجار لـ”العين الإخبارية” إن تكرار دعوات الإخوان للتظاهر، محاولة للقفز على أزمة مستعصية زادت حدتها وتعقدت، بعد التقارب بين تركيا والدول العربية، وعقب زيادة الضغوط عليها وعلى قادتها في الدول الفارين إليها.

ولسنوات أعقبت عام 2013، كانت تركيا مقصد قادة الإخوان الفارين من مصر، لكن التقارب بين القاهرة وأنقرة بدد آخر أمل للإخوان في الاحتفاظ بقاعدة للحركة.

وأشار النجار إلى أن التنظيم حريص منذ بعض الوقت على عدم الدعوة بشكل مباشر إلى التظاهر، وأوضح “تحرص الجماعة على ألا تكون حاضرة في مشهد الدعوة للحشد، وتدفع ببعض الموالين من غير الأعضاء التنظيميين لإطلاق هذه الدعوات حتى لا تتحمل نتائج الفشل، لا يريدون أن ينسب لهم فشل بعد آخر”.

ووفقا للمحلل السياسي المصري، ربما تخطط الجماعة من وراء هذا التكتيك إلى بعث رسائل للنظام المصري مفادها أنها لم تشارك في الدعوة للتظاهر منتظرة ثمن ذلك على هيئة مكاسب سياسية.

ورفضت الحكومة المصرية مرارا محاولات الجماعة لفتح خطوط اتصال، أو المشاركة في مؤتمر للحوار الوطني أو العودة من باب النشاط الدعوي ونبذ النشاط السياسي.

وأعرب النجار عن اعتقاده بأن الجماعة تراهن على بعض الملفات مثل غلاء بعض السلع، وأزمة انقطاع الكهرباء مستغلة الوضع الإقليمي الذي زاد اضطرابا جراء حرب غزة والحرب في السودان.

كما أشار إلى أن التنظيم يستغل أحداث غزة، والحرب الإسرائيلية، بهدف العودة للمشهد، مؤكدا أن قادة التنظيم لم يدركوا أن المصريين أصبحوا واعين بحقيقة الجماعة وطبيعتها وأهدافها وارتباطاتها الخارجية.

وفي يونيو /حزيران عام 2013 ثار المصريون على حكم جماعة الإخوان مطالبين بإجراء انتخابات مبكرة بعد عام من وصول الرئيس السابق محمد مرسي (توفي في محبسه 2019) للحكم.

الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي عمرو عبد المنعم، رأى أيضا أن الإخوان يراهنون على أن أحداث غزة ومعبر رفح، والظروف الاقتصادية التي تمر بها مصر ربما تدفع المصريين للتجاوب من دعوات التظاهر.

ووصف عبد المنعم، في حديث لـ”العين الإخبارية”، هذه الدعوات بـ”انتقامية وتصفية حساب”، حيث تتضمن الحض على الكراهية والفوضى والعنف بشكل كبير، والاستعداد لمواجهة من يتصدون للتظاهرات من الأجهزة الأمنية”.

واستعرض عبد المنعم أبرز دعوات التظاهر الإخوانية، خلال السنوات السابقة، قائلا: من أبرزها دعوات لإعلاميين فارين ينتمون للتنظيم مثل ياسر العمدة الهارب خارج البلاد، في 2018 و2019، تحت مسمى (مواجهة الغلاء ودعم الفقراء)، ثم دعوات انتقامية للتظاهر من المقاول المغمور محمد علي بسبب بعض المشكلات التي مر بها في مصر.

وأضاف: “هناك أيضا دعوات (11-11) العام الماضي والتي دعا إليها مجموعة من الإعلاميين الإخوان أيضا، لكنها انتهت جميعها بالفشل، وتوارى محمد علي وغيره إلى مقبرة التاريخ”.

في الأثناء، وبموازاة دعوات الإخوان للتظاهر، تنشط خلال التنظيم العنقودية والسرية في الملفات الحقوقية ضمن مخططاتها.

وبحكم العمل والتخصص، لمست السفيرة مشيرة خطاب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، هذا الأمر، وقالت في تصريحات لوسائل إعلام محلية، قبل يومين: “الإخوان كان شاطرين في العمل من الخنادق، واحتراف العمل السري، لكنهم فقدوا شعبيتهم وتم لفظهم عندما خرجوا للنور”.

وتابعت: “عندما نحتفل بـ30 يونيو (الثورة الشعبية التي أنهت حكم الإخوان) لابد أن نقضي علي الفكر التكفيري التمييزي والذي يدعو للتخلف”.

ومعقبا، قال عمرو عبد المنعم إن خلايا الإخوان السرية تنشط في مجال حقوق الإنسان وقضايا السجون، واستغلال ذلك من أجل تشويه صورة مصر، وهو ما لمسته السفيرة مشيرة خطاب، لحجم المؤامرة التي تدار على البلاد في الخارج، بحكم تخصصها ورئاستها للمجلس القومي لحقوق الإنسان.

وأبرز عبد المنعم بأن “التنظيم السري والخلايا العنقودية والخلايا النوعية للإخوان تنشط وتعمل على ضرب استقرار الوطن، واستغلال الأزمات الاقتصادية والمجتمعية التي نعيشها، وهو ما يستوجب الوعي واليقظة المستمرة.

aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA=

جزيرة ام اند امز

GB

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى