تربية على التكنولوجيا.. وليد رشاد يكشف الطرق السليمة لتعامل الأطفال مع الهواتف الذكية
![](https://akhbar.today/wp-content/uploads/2025/02/000.jpg)
صرح الدكتور وليد رشاد، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، بأن تحميل الأسرة والإعلام الرقمي مسؤولية أخطاء الشباب والأطفال يعود إلى انتشار مفهوم ‘المواطن الصحفي’، الذي حول الاهتمام من المشاركة الفعلية إلى السعي وراء الصورة والتريند.
وأكد الدكتور وليد رشاد خلال لقائه مع الإعلامية فنات عبدالمعبود في برنامج «صالة التحرير» المذاع على قناة «صدى البلد»، أن هذا التحول قد يؤثر سلبًا على فئة الشباب، مشددًا على أن الهدف من استخدام التكنولوجيا يجب أن يكون مدروسًا وموجهًا.
وقال رشاد: ‘لا يمكن أن أعطي الهاتف لابني دون أن أعلمه كيفية استخدامه، تمامًا كما لا يمكن أن أعطيه سيارة وهو لا يعرف القيادة، الأهم من امتلاك التكنولوجيا هو معرفة كيفية استخدامها، مع ضرورة وجود رقابة أبوية. إذا أنشأ الابن حسابًا على مواقع التواصل الاجتماعي، يجب أن أكون صديقًا له هناك؛ ليس بهدف اقتحام خصوصيته، ولكن للحفاظ عليه وتوجيهه عند الحاجة’.
وأضاف رشاد أن هذا النهج هو ‘تربية على التكنولوجيا’ وهو شكل من أشكال التربية الحديثة، مؤكدًا أن الإحساس بالأمان لا يتحقق إلا من خلال الدفء العاطفي داخل الأسرة، مشيرًا إلى أن ‘انشغال كل فرد في هاتفه خلق حالة من الانفصال العاطفي، ليس فقط بين الزوجين، ولكن أيضًا بين الآباء والأبناء وبين الإخوة’.
وتابع رشاد بأن هذا الانفصال يؤثر على قدرة الأبناء على تمييز الصواب من الخطأ، لافتًا إلى أن الحوار الأسري هو السبيل الوحيد لمواجهة هذه الظاهرة.
وأوضح أن فقدان الدفء الأسري قد يدفع بعض الأفراد إلى العنف، مشيرًا إلى أن الشخص الذي يتجه للعنف غالبًا ما يكون فاقدًا للإحساس بالأمان.
كما أشار إلى أن تراجع الشعور بالمسؤولية لدى الشباب يعكس تراجع الأمان داخل الأسرة، موضحًا أن البعض قد يلجأ إلى إيذاء نفسه كوسيلة للانتقام من الأهل بسبب فقدان الثقة والشعور بالأمان.
وحذر رشاد من ‘سقوط الحواجز’ في ارتكاب الجرائم، موضحًا أن الجريمة لم تعد مقيدة بالمكان أو النوع، وأن بعض المجرمين قد يخدعون من حولهم بمظاهر واهية، قائلًا: ‘عند لحظة العنف، تنهار كل الحواجز الأخلاقية والنفسية’.
واختتم رشاد حديثه بالدعوة إلى تعزيز التواصل الأسري والحوار بين الأجيال، لتفادي التأثيرات السلبية للإعلام الرقمي والانفصال العاطفي داخل الأسر.