اخبار لايف

تشاد تضيق «خناق الزمن» على فرنسا.. «مهلة مستحيلة» لـ«فك الارتباط»


نكسة جديدة في العلاقات التشادية الفرنسية قد تقود نحو تعثر محتمل لمحاولات فك الارتباط بأقل «الخسائر الدبلوماسية».

فبعد انهيار اتفاقيات التعاون الدفاعي والعسكري بإلغائها من جانب نجامينا، كانت باريس تعول على جدول انسحاب مترف زمنيا يمتد حتى مارس/آذار 2025.

لكن تشاد تفاجئ باريس للمرة الثانية في أسبوعين، بمطالبتها برحيل قواتها قبل 31 يناير/كانون ثاني المقبل، ما لم يترك من خيار سوى الدخول في مفاوضات في محاولة للحصول على أشهر إضافية لحزم حقائبها.

ونقلت «إذاعة فرنسا الدولية» عن مصادر مقربة من الحكومة الفرنسية قولها إن باريس تلقت طلبا بمغادرة كافة الجنود الفرنسيين قبل نهاية الشهر المقبل، في معلومات تمكنت الإذاعة من التأكد منها من الجانب التشادي.

وفي الواقع، يشكل هذا الطلب مصدر إزعاج جديد في العلاقات الفرنسية التشادية، خصوصا أن فترة زمنية محدودة تمثل عبئا على باريس.

ويشير كبار القادة العسكريين الفرنسيين إلى أن «سبعة أسابيع فقط لفك ارتباط يشمل ألف جندي والكثير من المعدات، أمر مستحيل».

لكنهم مع ذلك لا يزالون يحتفظون ببعض الأمل في «المفاوضات التي لا تزال جارية»، موضحين أن المناقشات «تقنية، لكنها تسير بشكل جيد».

نفس القصة بالضفة الأخرى، حيث تصر نجامينا على جودة الشراكة، فيما أكد مصدر مقرب من السلطات التشادية أن «ما يحدث لا علاقة له بتحالف دول الساحل (مالي والنيجر وبوركينا فاسو).

وأضاف المصدر للإذاعة الفرنسية أنه تم رفض جدول الانسحاب الأول الذي يمتد حتى مارس/آذار القادم، لأن نجامينا اعتبرته «طويلا جدا».

وبناء على ذلك، ترى السلطات التشادية أن المعادلة المثالية تكمن في رحيل الفرنسيين قبل فبراير المقبل وبداية شهر رمضان، ويشدد المصدر نفسه: «نحاول إيجاد حل يناسب الجانبين».

مد وجزر

في خضم المد والجزر الذي أعقب الطلب التشادي، تتواتر المقترحات والمقترحات المضادة، وسط تأكيد كبار المسؤولين العسكريين الفرنسيين: «نريد أن نظهر أن فك الارتباط يجري بالفعل».

أما على الأرض، فقد أقلعت طائرات «ديت تشاس»، و«ميراج 2000» التي كانت متمركزة في قاعدة نجامينا الجوية قبل أيام قليلة، ضمن تمشي الانسحاب.

فيما تستعد باريس لإجلاء قواعد فايا لارجو (50 جنديا) وأبيشي (نحو 100 رجل)، ابتداءً من الأسبوع المقبل.

لكن العسكريين الفرنسيين يلفتون إلى أن عملية الرحيل لن تكون سريعة، حيث يتعين على المركبات قطع مسافة بالطرق غير المعبدة، ويتطلب ذلك أكثر من عشرة أيام لقطع المسافة الفاصلة بين نقاط التمركز والعاصمة.

وبعد ذلك، سيكون على باريس الاهتمام بإخلاء معسكرها بالقاعدة الجوية في كوسي.

ويشير القادة العسكريون الفرنسيون إلى أن للجانب اللوجستي قيودا تملأ الجدول الزمني، ما يعني أن المغادرة بأمان وبنظام جيد لا يمكن أن تحدث في غمضة عين.

aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز US

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى