تمويل الفوضى.. قيس سعيد يطالب أجهزته بجهد أكبر لتقويض مسارات مشبوهة

طالب الرئيس التونسي قيس سعيد أجهزة الدولة ببذل جهد أكبر في مسعى لتقويض مسارات أموال مشبوهة لتمويل الفوضى في بلاده.
وخلال لقاء قيس سعيد بمحافظ البنك المركزي فتحي زهير النوري، طالب الرئيس التونسي بضرورة أن “تقوم لجنة التحاليل المالية بدورها على الوجه المطلوب، لأنّ ما قامت به لحدّ الآن غير كافٍ على الإطلاق”.
ويعتقد سعيد أن عمل اللجنة لم يُؤدِّ إلى النتائج التي كان يُفترض أن تحقّقها، خاصة فيما يتعلق بالعديد من التمويلات مشبوهة المصدر، والتي تتم خارج الأطر القانونية.
ويرى مراقبون للمشهد السياسي التونسي أن الدعوة إلى مزيد من تطويق تدفق الأموال المشبوهة تهدف إلى مواجهة أي محاولات إخوانية لتمويل مخططات الجماعة من أجل ضرب استقرار البلاد.
وقال المحلل السياسي التونسي عبد الرزاق الرايس إن لجنة التحاليل المالية بالبنك المركزي تشكّلت منذ عام 2003 لدعم جهود مكافحة الإرهاب وغسيل الأموال، وهي تتولى النظر في العمليات المالية والمعاملات غير الاعتيادية، وتقوم بتحليلها والإبلاغ عنها.
وأكد لـ”العين الإخبارية” أنه بالرغم من عمل لجنة التحاليل المالية بالبنك المركزي لمراقبة أي تمويلات خارجية تدخل إلى حسابات جمعيات في تونس، ثم تُحوَّل على إثرها إلى حسابات تنظيم الإخوان، إلا أن هذه التدفقات تواصل الدخول إلى تونس بطرق مشبوهة.
وأوضح أن تنظيم الإخوان يحتاج إلى الأموال من أجل تنفيذ مخططاته لزعزعة النظام، وضرب استقرار البلاد، وتأجيج الأوضاع.
وأكد أن الرئيس قيس سعيد تحدث بإطناب، يوم الجمعة، خلال اجتماعه بمجلس الأمن القومي عن مخططات هذا التنظيم.
وأشار إلى أن قيس سعيد يعمل على رفع الغطاء السياسي عن تلك المنظومة، وعلى تطويق تدفق الأموال المشبوهة خارج القنوات الرسمية، مؤكدًا تورط قوى سياسية سابقة، وعلى رأسها تنظيم الإخوان وحلفاؤهم مع بعض منظمات المجتمع المدني، في توجيه الرأي العام وتأجيج الأوضاع، خاصة خلال الفترة الراهنة.
وتحدث الرئيس قيس سعيد خلال مجلس الأمن القومي عن “مؤامرات الإخوان”، وقال: “جملة من الحوادث قد تتالت قبل حلول شهر رمضان في عدد من المناطق والقطاعات، تزامنت مع بداية محاكمة المتهمين في قضية التآمر على أمن الدولة، والصورة لا تحتاج إلى توضيح”.
موضحًا: “أسبوع للانتحارات من خلال إضرام النار، وأسبوع آخر لحالات تسمم، وقطع للطرقات.. غياب مفاجئ في بعض المناطق والأحياء للبضائع والسلع.. رشق بالحجارة”.
واستطرد سعيد: “إضافة إلى اجتماع في إحدى العواصم الغربية لعدد من الأشخاص لم يأبه به أحد.. كل هذا تزامن مع بداية محاكمة المتهمين في قضية التآمر”.
وأضاف قيس سعيد: “سنواصل إحباط كل المؤامرات والمناورات حتى نبقى أعزّاء، وحتى تبقى الراية التونسية مرفوعة عالية، ولن نفرّط أبدًا في ذرة واحدة من تراب هذا الوطن العزيز، فإما حياة تسرّ الصديق، وإما ممات يغيظ العِدا”.
aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز