تهجير غزة.. خبراء لـ«العين الإخبارية»: هذه خطورة مقترح ترامب
حذر خبراء من خطورة مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهجير سكان غزة إلى مصر والأردن.
وأكد خبراء، في أحاديث منفصلة لـ”العين الإخبارية”، أن التهجير من شأنه تصفية القضية الفلسطينية ما يُفسر صلابة الموقفين المصري والأردني الرافض له.
ماذا قال ترامب؟
في حديث للصحفيين على متن طائرة الرئاسة الأمريكية “إير فورس وان”، قال دونالد ترامب إنه يتعين على الأردن ومصر استقبال المزيد من الفلسطينيين من غزة، بعد أن تسببت حرب إسرائيل ضد حركة حماس في أزمة إنسانية.
وعن اتصاله أمس مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أوضح ترامب “قلت له إنني أود منك أن تستقبل المزيد لأنني أنظر إلى قطاع غزة بأكمله الآن وهو في حالة من الفوضى، إنها فوضى حقيقية.. أود منه أن يستقبل أشخاصا”.
وأضاف “أود أن تستقبل مصر أشخاصا أيضا (..) سأتحدث إلى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي”.
ثوابت مصرية
وقال أستاذ العلوم السياسية المصري الدكتور طارق فهمي إن القاهرة كانت على دراية مسبقة بطرح مثل هذه القضايا.
وأضاف فهمي، في حديث لـ”العين الإخبارية”، أن “مصر طالما أعربت عن ثوابتها الواضحة فيما يتعلق بأمنها القومي ورفضها القاطع لأي مقترحات قد تؤثر على استقرارها الداخلي، بما في ذلك مسألة التهجير المؤقت أو الجزئي للفلسطينيين”.
وأوضح أن الاتصال المنتظر بين الرئيس عبدالفتاح السيسي وأطراف إقليمية ودولية يأتي في سياق التنسيق المستمر بشأن تطورات القضية الفلسطينية، لافتا إلى أن هذا الاتصال يعكس إدراكا من الأطراف الأخرى بأهمية الدور المصري في المنطقة.
وأكد أن مصر تتعامل مع هذه الملفات بحذر شديد، مع التركيز على مصالحها القومية الكبرى واستمرار دعمها للفلسطينيين، مشيرا إلى أن هناك شراكة قوية بين مصر والولايات المتحدة، تعززها أهمية دور مصر الإقليمي وعلاقتها بمعاهدة السلام وتسوية النزاعات، وهو ما يستبعد فرضية الصدام المباشر بين القاهرة وواشنطن.
وتابع “مصر تحرص دائما على التنسيق مع الأردن في هذا الإطار، خاصة من خلال الآليات المشتركة التي تجمع البلدين، بما في ذلك اللجنة الثلاثية المصرية الأردنية الفلسطينية”، مؤكدا أن الإدارة الأمريكية الحالية لن تسعى إلى استفزاز مصر أو الدخول في صدام معها.
وشدد على أن التنسيق المصري الأردني سيلعب دورا محوريا في الفترة المقبلة، مع استمرار القاهرة في الحفاظ على مصالحها القومية وأمنها الإقليمي.
إحياء صفقة القرن
من جانبه، أكد الدكتور أمين المشاقبة، أستاذ العلوم السياسية الأردني، أن ترامب يحاول إعادة إحياء خطته القديمة المعروفة بـ”صفقة القرن”، التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن وأطراف عربية أخرى.
وأوضح المشاقبة في حديث لـ”العين الإخبارية” أن الخطة تشمل تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة ثم الضفة الغربية، لاستكمال ما عجزت إسرائيل عن تحقيقه بالقوة، لافتا إلى ممارسة الإدارة الأمريكية ضغوطا على الأردن لإجباره على القبول بمبدأ التهجير.
وأضاف أن ترامب يتدخل اليوم لتنفيذ المخطط الذي عجزت إسرائيل عن تحقيقه عبر الضغط على الأردن ومصر، لاعتبار غزة منطقة حيوية واستراتيجية لإسرائيل.
وشدد المشاقبة على ضرورة وجود موقف عربي موحد وقوي لمواجهة هذه المخططات، محذرا من خطورة هذا المشروع.
تفجير الصراع
من جهته، أكد رئيس “مركز القدس للدراسات السياسية والاستراتيجية” الدكتور أحمد رفيق عوض أن أي دعوة لتهجير أو ترحيل الفلسطينيين انتهاك صارخ للقانون الدولي والقانون الإنساني، ومكافأة لإسرائيل.
وشدد عوض، في حديث لـ”العين الإخبارية”، على أن التهجير ليس حلا للصراع الفلسطيني الإسرائيلي بل يزيد من تعقيده وتأجيجه، وقال إن التجربة التاريخية أثبتت فشل هذا النهج، محذرا من أن “الاقتراح سيؤدي إلى تفجير الصراع لا لحله”.
aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA==
جزيرة ام اند امز