تونس.. خطة لزراعة مليون هكتار من الحبوب لتحقيق الأمن الغذائي
تواجه تونس التأثيرات السلبية للجفاف والتغيرات المناخية بسبب حالة الاحتباس الحراري ما فرض عليها عملاً مكثفاً لتحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي من الغذاء للتونسيين.
وأعلنت السلطات التونسية عن تخطيطها لزراعة مليون و 173 ألف هكتار من الحبوب خلال موسم 2024 -2025 في وقت تمكنت فيه البلاد من تجميع 6.7 مليون قنطار خلال موسم 2023- 2024.
ووفق أرقام رسمية تحتاج البلاد سنويا نحو 33 مليون قنطار من الحبوب (قمح صلب وقمح لين وشعير) لتلبية احتياجاتها.
ولجأت الحكومة إلى الاستيراد، ولكن اعترضتها عراقيل، أبرزها الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد وتداعيات الحرب المستمرة منذ عام 2022 بين روسيا وأوكرانيا، وهما من أبرز موردي الحبوب في العالم.
وللإشارة فإن شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل يشهد بداية زراعة الحبوب في تونس.
وقال ممثل عن الإدارة العامة للإنتاج الحيواني بوزارة الزراعة التونسية محمد علي بن رمضان لـ”العين الإخبارية” على هامش مؤتمر صحفي عقد الأربعاء بالعاصمة تونس، إن الموسم الزراعي الماضي شهد انطلاقة حسنة لكن انحباس الأمطار بداية من النصف الثاني من شهر مارس/أذار الماضي وارتفاع درجات الحرارة أثرا سلبا على الحالة العامة للزراعات الكبرى مما تسبب في تراجع إنتاج الحبوب.
وتابع” رغم ذلك فقد تمّ تسجيل مردود ممتاز للحبوب المروية خلال موسم الحبوب الماضي رغم الظروف المناخية غير الملائمة”.
وأكد أن نتائج الموسم الماضي أظهرت أن المساحات المبذورة بلغت 972 ألف هكتار والمساحات المحصودة بلغت 717 ألف هكتار وبلغت قيمة التجميع 6.7 مليون قنطار.
وقال إن المساحات المبرمجة لموسم 2024/2025 تبلغ 856 ألف هكتار في محافظات الشمال مقابل 812 ألف هكتار في الموسم الماضي و317 ألف هكتار في محافظات الوسط والجنوب مقابل 160 ألف هكتار في الموسم المنتهي.
وأكد أن كمية البذور الممتازة المزمع توفيرها تبلغ 300 ألف قنطار مقابل 210 ألف في الموسم السابق منها 40 ألف قنطار بذور الأساس و261 ألف قنطار من البذور المثبتة فيما تبلغ كمية بذور الشعير العادية والمراقبة 160 ألف قنطار مقابل 207 ألف في الموسم السابق.
وأضاف أن وزارة الزراعة توصي بضرورة توجيه المزارعين لزراعة القمح الصلب في المناطق الملائمة في أقصى الشمال وفي المساحات المروية في إطار تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح الصلب وإعادة إحياء زراعة القمح اللين والتوسع في زراعة الشعير في المساحات الملائمة لهذه الأنواع.
وعاش مزارعو تونس موسماً قاسياً العام الماضي، بسبب خسارة أكثر من 80% من المحاصيل نتيجة الجفاف الذي ضرب البلاد، وخسارة ما يزيد عن 2.5 مليون طن من الحبوب.
ويبلغ استهلاك تونس سنويا من الحبوب 25 مليون قنطار من القمح (2.5 مليون طن)، منها 22 مليون قنطار للاستهلاك الآدمي، إضافة إلى 10 ملايين قنطار من الشّعير، و7 ملايين من الذرة للاستهلاك الحيواني.
وتحتكرُ الدولة التونسية عبر “الديوان الوطني للحبوب” التصرف في قطاع الحبوب في تونس، تجميعا واستيرادا وتوزيعا ومراقبة.
وبلغت نسبة امتلاء السدود التونسية 23.2%، أي ما يعادل 545.683 مليون متر مكعب، حسب إحصائيات المرصد ليوم 27 أغسطس/آب 2024، مقابل 736.634 مليون متر مكعب في اليوم ذاته منذ 3 سنوات، ما يعني تسجيل انخفاض حاد قدره 190.951 مليون متر مكعب، وفق المصدر ذاته.
aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز